فى شهر يناير
أذن الفارس فى كل البقاع
وصقل رخام الكلمات ليعبر النور
فى شهر يناير يوم عيد ميلادى
كنت اجلس قبلها اعد اليمامات فى شجرة جارى العجوز
واحده اثنين ثلاثه
اربعه ثلاثين
واكف عن العد فجاه ويخطف بصرى
تلك القبة التى عليها شعار وطنى
كل صباح اسمع صيحات تخرج منها
اصوات اناس يتخاطفون ظل الحياه
آراهم يقطعون شجرة امام بيتى
يجمعون ثمارها ويتركون لى صفرة الثمر
من ثلاثين شتاء
وابى يحتسى قهوته السوداء
ويرسم بسواد لونها على لوحته
علامات استفهام كبيره
علامات استفهام كثيره تعانق الفضاء
ووجوه تطل منها واجمه صامته صماء
من ثلاثين شتاء
وتلك الوجوه تطل من اللوحه كل مساء
تشرب السقم من ماء الغدير
وتاكل السم فى عسل الثمار
وتفترش الشوك وسادا
وتتدثر بالهشيم رداء
من ثلاثين شتاء
والجوع يطرق كل ليله الابواب
يزمجر ويعض بنان البقاء
من ثلاثين شتاء
قالوا لى الغد افضل
فهناك جيل للمستقبل
ملابسهم منمقة ووجوههم بيضاء
صدقتهم
ووزعت احلامى على الايام
ناديت بلادى
يرتد لى صوت خواء
من ثلاثين شتاء
وانا احلم بالربيع ولا يأتى
وانتظر المهدى ولا يأتى
لم اكن اعلم ان الياسمين والورود
ستزهر فى شتاء
لم اكن اعلم ان هذا العام
هو نهاية عهد بلادة الرجاء
لم اكن اعلم ان باعماقنا الاف الشموس
قادرة ان تهتك ستر الظلام العبوس
والان
تعود الارض للنماء
تعود الارض للغناء
ويبنى الطموح قصورا
ويشمر ساعديه للبناء
ويلون من شعاع الاصيل لبناته
من خضيب مصفى من دم الشهداء
فلا الظلمة ولا جان الشر يرعبنى
ولا رصاص صديقى اللدود توهننى
ولا عصواته الشبقه للعذاب تخيفنى
ولا الدماء ولا الموت يقهرنى
ولا الذئاب وقد اقعت على حذر ترهبنى
ولا الفتن وان احكمت حبائلها تشنقنى
ولا النفاق وان غير مضاجعه يخدعنى
ولا هذا ولا ذاك ولا الدنيا بقادرة ان ترجعنى