العقيد ألقذافي والثورة التونسية
تفاجأ العقيد الليبي بالثورة الشّعبية في تونس التي بدأت في عربة محمد البوعزيزي وفي شرارة النار التي أوقدها في جسمه وامتد دخان البوعزيزي عطرا يطهّر النفوس ويذكي فيها الرغبة بالحياة أو الاستشهاد من أجل أن يعيش الآخرون
تفاجأ العقيد الليبي وظنّ أن حليفه بن علي لايمكن أن يسقط ومنذ الأيّام الأولى للانتفاضة الشعبية مدّ له يد المساعدة وبفتح الحدود ورفع القيود والمبالغ التي كان يفرضها نظامه على دخول التونسيين إلى الجماهيرية العظمى التي تدين بالكثير للشعب التونسي في بنائها وكذلك للشعب المصري والشعوب الإفريقية وطبعا لم يكن بن علي هو من يقوم بذلك ...تقدم ألقذافي بالهدايا لينقذ حليفه لا حبّا في التونسيين فالرجل لايحبّ إلا بن علي ولذلك يبدو أنه سهّل له الهرب من البلاد وأظهر له صدقا ومحبة كبيرة وكاد يذرف الدموع على إسقاطه ووصل به الأمر إلى إدانة شبه صريحة للثورة في تونس ولام الآباء على إهمالهم لأبنائهم وبنفس اللغة التي كان يتحدث بها بن علي قبل سقوطه من الحكم وبقي عليه أن يهدد الشعب التونسي وقال مافي معناه كنتم تصفقون لبن علي واليوم تسبونه وكنتم تصفقون لي فأنتم مخادعون
نصب العقيد نفسه ليوصل رسالة لم يقلها بن علي بعد سقوطه إلى الشعب التونسي ونحن نوصيه أن يوصل لصديقه وحليفه رسالة الثورة في تونس سقطت أقنعتكم وتهاوى بن على وسيتهاوى غيره بسرعة كبيرة وللفايس بوك فصل على شعب تونس لأنه مكن التونسيين من قول كلمتهم في النظام الفاسد ونعلم أن الشعوب ستجد وسائل كثيرة لإسقاط الأنظمة الفاسدة وسيتحرر الشعب العربي من المحيط إلى الخليج من زيفكم وإرهابكم
وأما عن الهتافات التي تلوم الشعب التونسي من أجلها فلم تكن تلك الهتافات إلا تخطيطا من النظام السابق وأزلامه لمعرفتهم بطبع التباهي لدى الحكام العرب بالتصفيق الذي يسمعونه وأضمر الحاكم وأبطن مالم يظهر كان يبحث فقط على تمويل لمشاريعه المشاريع التي سرقت أموالها ووضعت في البنوك الأجنبية وبالتالي قدمتم له الهدية هو والطغمة الفاسدة التي كانت تحيط به
كان النظام السابق يحصر الناس من مزارعهم ومدارسهم ومصانعهم بالحافلات ويرصفهم على الطريق لتشعر سيادتكم بالنخوة والحب الذي تبحث عنه ,أنت تعلم أن الشعب يحبكم كما كان ب\يحب الشعب التونسي زين العابدين بن علي وكما يحب الشعب الجزائري بوتفليقة وغيرهم كثر حب بالاكراه فالشعوب مكبلة بالخوف وقطع لقمة العيش عنهم لذلك يظهرون الحب لكم و في داخلهم يلعنون اليوم الذي سمعوا فيه أسماءكم
أن شعب ليبيا العظيم هوالشعب الذي ثار في وجه الطليان الفاشست بقيادة الشيخ العظيم عمر المختار الشيخ الذي لقن العالم درسا في الشجاعة والبطولة كما يلقنها الشعب التونسي الآن
سيدي العقيد ادعيت الثورة وتخليت عن الشعب التونسي عندما ثار واتهمته بأنه يحضر لحكم رئيس مجهول أو يؤتى به من الفايس بوك ليكن في علمك الشعب التونسي وطوال شهر من الاحتجاجات لم يهتف باسم أي كان ويكذب كل من يدعي أن قلد الشعب للثورة والشعب سيقرر أي وسيلة تعجبه لحكمه وهو حر أن يختار شخصا بعينه رئيسا أوملكا أوسطانا أوحتى رئيس قبيلة الشعب سيختار بحرية ونبشرك ياسيد العقيد كما نبشر إخوتنا في الوطن العربي بأن الثورة الشعبية التونسية ستهز أركان الأنظمة الدكتاتورية عاجلا وآجلا وستتهاوى الأنظمة التي تخلت عن شعوبها ووطنيتها ونعلمك إن كنت تعقل ما نقول أنت اخترت أن تكون حليفا لبن علي ولكن الشعب التونسي حليف وثيق وصادق للشعبنا العربي في القطر الليبي وكما أعناه في حربه ضد الفاشية والاستعمار وكما أعاننا في حربنا ضد الاستعمار وحلفائه ووقف معنا في أحلك ظروفه سنقف معه ونسنده