نقلة نوعية على صعيد التكامل الاقتصادي بين روسيا وبيلاروس وكازاخستان شهدها عام 2010 تمثلت في اتفاق الدول الثلاث على تشكيل فضاء اقتصادي موحد فيما بينها يبتدئ العمل به من مطلع عام 2012. وتوحيد الفضاء الاقتصادي هو الخطوة الثانية بعد الاتفاق على تشكيل اتحاد جمركي يجمع الدول الثلاث.
كما ان توحيد الفضاء هذا يعني تنسيق السياسات الاقتصادية بين الأطراف المشاركة وضمان حرية حركة السلع والخدمات ورؤوس الأموال والعمالة فيما بينها ، الأمر الذي سيرفع من أحجام التبادل التجاري والاستثماري ويوثق التكامل الاقتصادي بين هذه الدول. ويقول الخبراء إن الفضاء الاقتصادي الموحد سيساعد روسيا على تحييد تبعات التناقص السكاني.
ويمكن للفضاء الاقتصادي الموحد أن يتسع مستقبلا ليشمل بلدانا أخرى مثل قرغيزستان وطاجيكستان المرشحتين الأقرب للانضمام إلى الاتفاق الثلاثي. كما لا يستبعد اتساع الفضاء مستقبلا ليضم جمهوريات أخرى من بلدان الاتحاد السوفييتي السابق.
ويقول محللون إن كازاخستان التي تسعى إلى تنويع اقتصادها وتقليص اعتماده على النفط ، ستتمكن بفضل الفضاء الموحد من استيراد الآلات والتجهيزات الصناعية من روسيا بأسعار زهيدة .
وبالنسبة لبيلاروس الشديدة الاعتماد على موارد الطاقة الروسية ، فإن الاتفاق على إعفاء النفط الروسي المصدر إليها من الرسوم الجمركية وفق شروط الفضاء الموحد، سيمنحها دعما اقتصاديا ملموسا يرى البعض أنه سيلزمها كثيرا في المرحلة المقبلة.
من جهة أخرى، فإن توحيد الفضاء الاقتصادي سينعكس إيجابيا على حياة المواطنين في الدول الثلاث. فتوحيد القوانين الاقتصادية وإزالة الحواجز الجمركية سيزيد من حدة المنافسة بين المنتجين وسيخفض بالتالي من أسعار السلع والخدمات.