تصريحات ليبرمان الأخيرة أثارت كثيراً من الجدل حتى داخل أركان الحكومة الإسرائيلية
-- أثار وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الجدل مجدداً حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، والذي وصفه بأنه "مستحيل"، في الوقت الذي شن هجوماً عنيفاً على الحكومة التركية، بقوله إنها "تجاوزت حدود الوقاحة"، بسبب مطالبتها لإسرائيل بـ"الاعتذار" عن الهجوم على سفن "أسطول الحرية"، التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، أواخر مايو/ أيار الماضي.
وسارع ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى "التبرؤ" من تصريحات وزير خارجيته، وقال في بيان رسمي، نقلتها الإذاعة الرسمية مساء الأحد، إن التصريحات التي أدلى بها ليبرمان، خلال المؤتمر السنوي لسفراء إسرائيل المعتمدين لدى دول العالم، "تعكس آراءه وتقديراته الشخصية"، وأكد البيان أن "الموقف الرسمي للحكومة، هو الموقف الذي يعبر عنه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو."
وكان ليبرمان قد قال، في وقت سابق الأحد، إن "السلطة الفلسطينية غير معنية بالتفاوض مع إسرائيل"، وأضاف أنه "حتى لو اقترحت إسرائيل الانسحاب إلى حدود عام 1948، فإن الفلسطينيين سيجدون تبريراً لعدم التوقيع على اتفاق سلام معها"، وأشار إلى أن موقفه الداعي إلى التوصل إلى "اتفاق مرحلي بعيد المدى" مع الفلسطينيين، يرتكز على موضوعي الأمن والاقتصاد، ويترك القضايا الجوهرية إلى مرحلة لاحقة.
وخلال لقائه مع سفراء الدولة العبرية، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي على قوله إن "الفلسطينيين يوهمون أنفسهم بأنهم سيحققون مكاسب سياسية أكبر، بعيداً عن طاولة التفاوض"، بل ووصف السلطة الفلسطينية بأنها "كيان غير شرعي خسر الانتخابات، ويرفض إجراء انتخابات جديدة خوفاً من فوز (حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، التي تفرض سيطرتها على قطاع غزة.
وحول العلاقات مع أنقرة، أكد ليبرمان رفض إسرائيل تقديم الاعتذار إلى تركيا على أحداث قافلة السفن، مؤكداً أن "طلب أنقرة بأن تقدم إسرائيل الاعتذار، يتجاوز حدود الوقاحة"، كما ذكر أن "زعماء تركيا يكذبون، ويوجهون إلى إسرائيل اتهامات باطلة"، وتابع بقوله إنه "ليس مستعداً لتحمل ذلك"، وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية.
وتابع الوزير الإسرائيلي قائلاً: "الحكومة التركية هي التي ينبغي عليها الاعتذار، بسبب دعمها للإرهابيين الذين كانوا على متن تلك السفينة، وبسبب دعمها لحماس وحزب الله"، وأكد أنه "لن يكون هناك اعتذار، وإذا كان هناك من يجب عليه الاعتذار، فإننا نتوقع ذلك من أنقرة."
وكان وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، قد دعا في وقت سابق السبت، الحكومة الإسرائيلية لتقديم الاعتذار لقتلها 9 من الناشطين الأتراك، الذين كانوا على متن السفينة التركية "مرمرة"، والتي كانت ضمن أسطول للمساعدات الإنسانية، والذي كان بطريقه إلى قطاع غزة، في 31 مايو/ أيار الماضي، والذي تعرض لهجوم من وحدات القوات الخاصة التابعة للبحرية الإسرائيلية.
يُذكر أن مسؤولين من تركيا وإسرائيل اجتمعوا أوائل شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري في مدينة جنيف بسويسرا، في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين الحليفين السابقين، وجاء هذا الاجتماع بعد إرسال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوغان، طائرتين إلى إسرائيل لمكافحة الحرائق التي اندلعت في غابات "جبل الكرمل"، في وقت سابق من الشهر الجاري.