مجال بحوث الخضر بالشعبة الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث

يهتم مجال بحوث الخضر بالأبحاث التطبيقية والأنتاجية الخاصة بمحاصيل الخضر التقليدية والغير تقليدية.

 

ينتمى عيش الغراب الى المملكة النباتية الا انة يتميز بعدم أحتوائة على المادة الخضراء  ( الكلورفيل) و بالتالى فهو لا يمكنة القيام بالتمثيل الضوئى و لا يكون غذاءة بنفسة ، بل يعتمد على المخلفات العضوية فى التربة و على أوراق الأشجار الساقطة و الفروع الميتة و الجذور المتحللة .   وتعتبر مشكلة تراكم المخلفات من المشاكل الكبيرة فى وقتنا الحالى خصوصاً مع تزايد الإهتمام بالوعى البيئى، كما أن مشكلة توفير الغذاء الجيد من أهم المشاكل التى تواجه العالم خصوصاً الدول النامية لهذا فإن هناك إهتمام كبير وإتجاه واسع نحو الإستفادة من تلك المخلفات الزراعية، قش الأرز - الأتبان - الأحطاب - مصاصة القصب،  وجميع مخلفات الحقل السليلوزية، إلٍى جانب مخلفات التصنيع الغذائى والمتزايدة باستمرار فى تنمية وإنتاج عيش الغراب، حيث يعتبر عيش الغراب من الأغذية اللذيذة الطعم والمرتفعة فى القيمة الغذائية بما تحتويه من كمية جيدة من البروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف -كما يحتوى عيش الغراب على مواد فعالة ذات قيمة طبية مهمة لصحة الإنسان حيث أثبتت الأبحاث أن هذه المواد تعمل على تنشيط الجهاز المناعى للجسم وتعمل كمضادات للأورام السرطانية ومضادات للإلتهاب وخفض الكوليسترول وأمراض القلب والشرايين وضغط الدم وقد تم إستخلاص وفصل هذه المركبات وتجهيزها فى صورة أقراص وكبسولات وشراب ودهانات وأمبولات للحقن فى دول عديدة أهمها الصين واليابان، هذا وتعتبر تنمية عيش الغراب من المشاريع البيئية المتكاملة حيث يتم الإستفادة من المخلفات السابقة الذكر والتى تقدر بأكثر من 34 مليون طن سنوياً فى مصر فى إنتاج غذاء جيد للإنسان ذو قيمة غذائية مرتفعة إلى جانب إستخدام المخلف بعد التنمية كأعلاف للحيوانات أو كأسمدة عضوية جيدة للتربة مما يسهم بشكل كبير فى حل مشاكل نقص الأعلاف والأسمدة العضوية خصوصاً فى المناطق الزراعية الريفية حيث تتوافر جميع أدوات ومستلزمات العملية الإنتاجية وحاجة تلك المجتمعات إلى تنمية إجتماعية وبيئية، وجدير بالذكر أن العديد من دول العالم تستخدم مشروع إنتاج عيش الغراب كأحد المشاريع المهمة فى تنمية المجتمعات الريفية وتوفير فرص عمل للشباب وربات البيوت و المرأة المعيلة، وقد تم تبسيط طرق إنتاج عيش الغراب بشكل كبير مما يسمح لغير المتخصصين من أفراد المجتمع فى ممارسة هذا النشاط خصوصاً تنمية الصنف المحارى والذى يمكن إنتاجه بتكلفة بسيطة.

وصف عيش الغراب

يتركب الجسم الثمرى لعيش الغراب من ساق تحمل فوقها قبعة ويتواجد على السطح السفلى للقبعة صفائح رقيقة تشبه الخياشيم والتى يتواجد بداخلها جراثيم صغيرة جداً تنتشر بالهواء مؤدية لإنتشار الفطر فى الطبيعة كما يحدث مع النبات

ما هو عيش الغراب

هو أحد الفطريات والمعروف أن الفطريات تتبع المملكة النباتية ولكن حديثا تم وضع الفطريات فى مملكة مستقلة تعرف بمملكة الفطريات ، وجدير بالذكر أن أول ما عرف من الفطريات هو عيش الغراب ، وأن كلمة Mycology بمعنى علم الفطريات مأخوذة أصلا من كلمه Mycusالتى تعنى عيش الغراب باللغة الإغريقية . أما التسمية المصرية له جاءت من المزارعين والعامة حين شاهدوا بعض الطيور مثل الغربان وهى تنقض على أحد انواع عيش الغراب التى تنمو فى الأراضى الزراعية وتشبه أرغفة الخبز وتأكلها وهذا النوع يعتبر ساما للإنسان ، لكنه ليس كذلك بالنسبة للغراب ، ومن ثم جاءت التسمية  .

وعيش الغراب لايحتوى على الكلوروفيل ولا يمكنه تكوين غذاؤه بنفسه ، لكنه يفرز إنزيمات خاصة محللة للمخلفات العضوية وتقوم الهيفات بامتصاص نواتج التحليل مثلها ، مثل الجذور فى النباتات الراقية أى أنه فطر مترمم وبعض أنواع فطر عيش الغراب تتطفل على بعض الكائنات الحية الاخرى وتستخلص منها غذائها مثل الأنواع التى تنمو على الأشجار الحية فى الغابات وتسبب لها خسائر كبيرة ، إلى جانب ما سبق فإن هناك أنواع أخرى من المشروم(عيش الغراب)  تنمو تحت التربة فى معيشة تكافلية مع جذور بعض الشجيرات الصحراوية مثل الكمأة وهى ذات طعم فاخر ومذاق فريد وسعر مرتفع وتتواجد فى الصحراء الغربية بمصر وعديد من دول العالم.

عرف عيش الغراب منذ العصور القديمة ربما عرفه الإنسان الأول عندما كان يلتقط غذاؤه ويجمعه من الأرض حوله فجمع ثمار عيش الغراب وأكلها نيئة قبل أن يعرف النار ، وقد وجدت حفريات وصور منحوتة من بقايا الحضارات السابقة كحضارة الصين القديمة وحضارة المايا كما وجد مصورا فى الكهوف والمعابد القديمة ، حيث كان يأكله الرهبان ونظرا لتزايد الطلب على اكله فتمت محاولات عديدة لاستزراعه وربما يكون الصينيون أول من افلح فى زراعة عيش الغراب خصوصا الصنف الشيتاكى كذلك الفرنسيين هم أول من زرع عيش الغراب الأجاريكس ، ثم تطورت طرق الزراعة لكل الأصناف بتقدم العلوم حتى وصلت لما هى علية الأن.

هذا ويبلغ الإنتاج العالمى طبقا لأخر الإحصائيات (2007) حوالى 13.5 مليون طن من كل الأنواع، يمثل الأجاريكس فيها حوالى 35% وتعتبر الصين أكبر بلدان العالم من حيث الإنتاج حيث يتعدى 85% من جملة الإنتاج العالمى أما فى مصر فإن الإنتاج متواضع جدا يصل لحوالى 2000 طن فى السنة وهو رقم لا يغطى الإحتياج الفعلى للسوق المصرى لتزايد الطلب عليه يوما بعد يوم نتيجة للوعى الغذائى المتزايد

ومن الأهداف الهامة لزراعة و تنمية عيش الغراب ما يلى:-

1-توفير غذاء ذو قيمة غذائية عالية

فهو مرتفع فى قيمته الغذائية والصحية للإنسان ، ونشر الوعى الغذائى بين أفراد المجتمع بتقديم منتجات غذائية غير تقليدية

2- توفير فرص عمل مناسبة 

وذلك بتشجيع الشباب فى إقامة مثل تلك المشروعات الصغيرة ذات التكلفة المنخفضة مما يدر عليهم دخلا مناسبا ، ويمكن إقامة هذا المشروع على نطاق ضيق مناسب لربات البيوت لإنتاج كميات صغيرة للتغذية وبيع الفائض منه كما يمكن إنشاء مزارع استثمارية لتنمية عيش الغراب تستوعب عددا كبيرا من العمالة وتدر عائدا استثماريا مرتفعا ، حيث يتزايد الطلب على عيش الغراب باستمرار ولا يكفى الإنتاج الحالى هذا الطلب عليه

3-الحد من تلوث البيئة 

حيث يتم استغلال المخلفات المتراكمة وإلإستفادة منها بدلا من حرقها وتلويث البيئة ، كما يحدث مع قش الأرز وبعض المخلفات الأخرى كمصاصة القصب مما يؤدى إلى تكون السحابة السوداء التى تؤثر بالسلب على البيئة وصحة المواطن.

4-توفير أعلاف وأسمدة غير تقليدية

وذلك بإستخدام المخلف الناتج  بعد الحصول على ثمار عيش الغراب كعلف جيد لحيوانات المزرعة فى ظل ارتفاع اسعار العلف ، مما يساعد المزارعين والمربين على تحقيق عائد مجزى من تربية الثروة الحيوانية كذلك يمكن استخدام المخلف كسماد عضوى ممتاز فى تسميد الأراضى الزراعية  خصوصا الأراضى الصحراوية و منها أراضى محافظة جنوب سيناء الفقيرة فى المادة العضوية .

القيمة الغذائية لعيش الغراب:-

عموماً يتميز عيش الغراب بارتفاع قيمته الغذائية لما يحتويه من نسب مرتفعة من البروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية وللوقوف على قيمته الغذائية يجدر بنا معرفة تركيبة  الكيميائى 

1- المحتوى الرطوبى 

ترتفع نسبة الرطوبة فى عيش الغراب وتتراوح تلك النسبة فى معظم الأصناف من 83 - 90 % والنسبة الباقية من المواد الصلبة التى تمثل البروتين والأملاح وبعض المواد الأخرى.

2- البروتين

يحتوى عيش الغراب على نسبة جيدة من البروتين تصل إلى40 % فى بعض الأصناف  من الوزن الجاف ويتميز هذا البروتين بارتفاع قيمته الحيوية نظراً لاحتوائه على جميع الأحماض الأمينية الضرورية التى يحتاجها الجسم ولا يمكنه تكوينها بل يلزم أن يحصل عليها من مصدر خارجى إلى جانب توفر جميع الأحماض الأمينية الغير أساسية كذلك يتميز هذا البروتين بسهولة هضمه وإمتصاصه.

3- الدهـون

يمتاز عيش الغراب بانخفاض نسبة الدهون به والتى تتراوح من 5و0 – 1 % من الوزن الجاف كما أن هذه الدهون تحتوى على الأحماض الدهنية الغير مشبعة والمهمة فى بناء الجسم والمحافظة على صحته.

4- الفيتامينات

يحتوى عيش الغراب على كميات جيدة من الفيتامينات مثل الريبوفلافين وحمض النيكوتنيك والبانتوثنيك وحمض الفوليك والبيوتين والكولين وفيتامين د ، وتعتبر هذه الفيتامينات مهمة للغاية فى بناء والمحافظة على صحة الجسم ويؤدى نقصها إلى ظهور العديد من الأمراض وعلى هذا يعتبر  عيش الغراب أحد المصادر المهمة لهذه الفيتامينات .

5- الأملاح المعدنية 

يعتبرعيش الغراب أحد المصادر الهامة للأملاح المعدنية مثل البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد والنحاس وهى عناصر هامة فى إتمام العمليات الحيوية فى الجسم إلى جانب إحتواء المشروم على كمية من السيلنيوم والجرامانيوم وهى عناصر مهمة ً فى الوقاية من بعض الأمراض الخطيرة .

6- الكربوهيدرات

يحتوى المشروم على كميات كبيرة من المركبات الكربوهيدراتية والنسبة الكبيرة أو الغالبة من الكربوهيدرات عبارة عن ألياف إلى جانب نسبة قليلة من السكريات البسيطة والنشويات، وتلعب الألياف دوراً بالغ الأهمية فى المحافظة على سلامة وصحة الإنسان إلى جانب إحتواء عيش الغراب على العديد من المركبات الكربوهيدراتية الفاعلة مثل السكريات العديدة .

أهم فوائد المشروم:

• اكدت دراسة علمية متخصصة ان فطر عيش الغراب المعروف ب "المشروم " من الاغذية ذات القيمة الغذائية العالية بالنسبة للبروتين اذ توازي نسبته ضعف كمية البروتين الموجودة في اللحوم لدرجة تصل الى حد تسميته باللحم النباتي. 

• من مزايا المشروم ارتفاع نسبة الاملاح المعدنية فيه كالبوتاسيوم والفوسفور والحديد والكالسيوم والفيتامينات الضرورية لجسم الانسان. 

• ان المشروم من نوع (الاجاريكس) يعتبر من اكثر انواع الفطر انتشارا والذها طعما ويستخدم اما طازجا اومعلبا وتتطلب زراعته امكانات خاصة وخبرة متميزة مشيرة الى ان هناك مزارع نموذجية تدار اليا بالتحكم عن طريق الحاسب الالي 

• مشروعات زراعة الفطر تعد من المشروعات الاستثمارية الناجحة اذ يبلغ انتاج المتر المربع الواحد من 20 الى 25 كيلوغرام في الدورة ومدتها ثلاثة شهور بما يصل الى 100 كيلو غرام في السنة ليحقق عائد مجزي للمزارعين والمستثمرين.

• أشارت الدراسات ان المشروم له استخدامات اخرى ومنها انتاج بعض انواع العطور ومستحضرات التجميل والصابون واستخدام الكثير من انواعه باشكالها الجميلة في اغراض الزينة . 

• واشارت الى ان من انواع الفطر المنتشرة على المستوي التجاري العالمي مايطلق عليه اسم (الشيتاكي) الذي ياتي بالمرتبه الثانية من ناحية الانتشار والفطر (النفاث) الذي يستعمل في الاغراض الطبية اضافة الى انواع (الاويستر والفولفاريلا وتريكولوما وفطر العسل وكالجان وهريسيوم والنبيو لاريس والبادي البري وفطر الصنوبر العملاق وغيرها . 

كما ان بعض الدراسات حذرت بوجود انواع اخرى من الفطر تختلف من حيث صلاحيتها للاكل فبعضها يكون ساما وبعضها الاخر قد يسبب مضاعفات لجسم الانسان .

• ونصحت للاستفاده من القيمة الغذائية للمشروم طبخه لمدة قصيرة على النار لسرعة فساده حتى للانواع ذات الجودة العالية التي تكون في حالة جيدة عند القطف .

وخلصت الدراسات الى القول بان نبات المشروم يتميز بانخفاض سعراته الحرارية مما يكسبه ميزة في علاج السمنة والامراض الاخرى المترتبة عليها مشيرة الى استخداماته الطبية والدوائية في انتاج المضادات بنسبة كبيرة . 

المصدر: أ.د/ عبدالله غنيم أستاذ باحث بالمركز القومى للبحوث قسم بحوث الخضر [email protected] 01227861598

Ahmed El-Sayed Hamza

VegetablesNRC
المهمة إجراء الأبحاث المختلفة في مجال محاصيل الخضر لحل للتغلب على المشاكل المختلفة التى تحد من إنتاجية وجودة حاصلات الخضر الوطنية من خلال تحسين تقنيات الإنتاج التي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة قدرة محاصيل الخضر إلى مجابهة الإجهادات المختلفة للوصول إلى إنتاج أكثر فعالية وكفاءة من محاصيل الخضر بالاضافة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

28,208