ملخص البحث
أصبح الحاسب الآلي وتطبيقاته جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمعات العصرية. وقد أخذت تقنية المعلومات المبنية حول الحاسب الآلي تغزو كل مرفق من مرافق الحياة. فاستطاعت هذه التقنية أن تغيّر أوجه الحياة المختلفة في زمن قياسي. ثم ولدت شبكة الإنترنت من رحم هذه التقنية فأحدثت طوفاناً معلوماتياً، وأصبحت تقنيات المعلومات والاتصالات الرقمية الجديدة سهلة المنال، وزاد استخدامها بسرعة متزايدة ،وهذه التقنيات ليست فردية منفصلة ولكنها مجموعة متداخلة من الأجهزة والبرامج ووسائل الإعلام وأنظمة التدريس وهي تختلف عن تقنيات المعلومات والاتصالات القديمة من عدة أبعاد مهمة، فهي تستطيع دمج وسائل إعلامية متعددة في تطبيقات تعليمية واحدة. كما أنها متداخلة التفاعل، وتملك القدرة على المراقبة والمناورة والإسهام في بيئة المعلومات.. بالإضافة إلى مرونتها وتحررها من الجداول الجامدة، وكذلك من حدود الزمان والمكان، كما يمكن من خلال روابط الاتصالات بها، الوصول إلى أي شخص آخر على ظهر الأرض يكون لديه تسهيلات الانترنت، وكذلك إلى مئات الآلاف من ملفات المعلومات، وإلى ملايين من صفحات الشبكة. ونظرا لهذه الفروق يقوم خبراء التعليم بإيجاد طرائق جديدة قوية لبرامج هذه التقنيات الرقمية الجديدة للمعلومات والاتصالات في المناهج التعليمية.
لقد ظهر الاهتمام بمفاهيم وقضايا التعليم الإلكتروني قبل عقد التسعينات ففي عام 1982م أثارت إحدى الدراسات مجموعة من الأسئلة والقضايا الهامة التي أثارتها ثورة التعلم الإلكتروني آنذاك ودعت هذه الدراسة إلى الاهتمام بالبحث العلمي في مجال التعلم الإلكتروني ، فأبرزت بعض الفوارق العميقة جدأً بينه وبين التعلّم بواسطة النص المطبوع ، وكشفت عن التغيرات التي يجب أن تصاحب تلك الثورة التقنية في التعليم سواء في مجال المسلمات والفرضيات الأولية حول التعليم والتعلّم ،أوفي نظريات التعلّم التي ارتكزت فروضها أساساً إلى التعلم بواسطة النص المطبوع ، أوفي مجال أساليب القياس التربوي ، والسياسات التربوية أو أثر هذه التقنية في الهوية الشخصية وما هي خصائص المتعلمين ، وغيرها من قضايا جديرة بالاهتمام([iii]).
لكن النصف الثاني تقريباً من عقد التسعينات غيّر كثيراً من مفاهيم هذا التعلم بل وأفرز مصطلحات وقضايا جديدة داخله ، فمع نمو شبكة الإنترنت ، وازدياد أعداد المشتركين فيها من أفراد وجماعات ومنظمات ، بدأ التفكير الجاد حول إمكانية استغلالها في تقديم التعليم العام ، وبذلك ظهر مفهوم التعلّم الإلكتروني"Virtual Learning” والمدرسة الإلكترونية "Virtual School” التي يرى كثير من علماء التربية أنها ستكون مدرسة المستقبل.
وسعياً للمشاركة في مناقشة المفاهيم والقضايا ذات العلاقة بهذه المدرسة ، تجيب الورقة الحالية عن بعض الأسئلة التي برزت في مجالها ومن ذلك :
· ماذا يعني مصطلح المدرسة الإلكترونية وما الفرق بينه وبين مصطلح المدرسة الافتراضية؟
· هل المدرسة الإلكترونية حقيقة أم خيال؟
· ماذا يعني مصطلح بيئة التعلم الإلكترونية؟
· كيف يتم الوصول إلى المدرسة الإلكترونية وإلى فصولها؟
لماذا نحتاج إلى المدرسة الإلكترونية ؟
ساحة النقاش