********قصه (20)🔖********
(السُّم ذو علامة الجمجمه)
جاء والدها فسألها عن الأيل ؟ فأخبرتهه بأمره وكيف صارت علاقتها قويه مع الأيل !
كانت تبدو قلقه وهو يبدي إعجابه بهذا الحيوان النادر
فقال : وكيف تخرجين دون اذني !
علمت ساندي ان ارثر قد اخبر نيغان بكل ماحدث اثناء بحثها عن الايل!
فصمتت وهي خائبة الظن دون كلمه، فقد صدقت ان ارثر لن يخبره كما وعدها .
فقال نيغان مبتسما : ساندي ...ان ظننتي اني زوجتك من جاسوس عليك ! فأنتِ مخطئه وان ظننتي اني قد زوجتك من ارثر لولائه لي! فقد أخطأتي مجددا! إنما زوجتك منه لأنه يعرف كيف يحميك! وقد أصبت بظني وازددت فخرا به عندما قرر ان يعيدك بعد أن انتظرك حتى تحصلي على ما أردتيه!. ثم قال: لكن لا تخرجي خارج حدودك!
قالت:انا.... فقاطعها: لا تخرجي دون علم ارثر .
قالت: لم افهم ؟
قال: انا اعلم انك تختنقين هنا...لذلك يمكنك الخروج لكن بشرط! وهو ان يصطحبك ارثر لأطمئن عليك عزيزتي،
قالت فرحه :لك ذلك!
جلس عند الطاوله فقال:داريل ....!
شعرت ساندي بالقلق!
نيغان : لقد هرب أمامك
ساندي : نعم كان الجو عاصف يوم أمس وقد استغل ذلك الجو ليهرب ،
نيغان :هو أراد الهرب لأنه يريد ان يثأر لرفاقه! لكن ما لا افهمه هو لماذا ؟( ثم سكت )
ساندي: لماذا ماذا ؟
نيغان: لماذا أراد منك الذهاب معه؟ وأنت إبنة أكبر أعدائه !!
قالت: ربما لأنني كنت سابقا جزءا من عائلته !
قال:أرى غير ذلك...! هل تخفين عني امرا" آخر ياترى؟ ماهي سوابقك معه؟ فقد بدا لي إنه يهتاج من آرثر ويجن من رؤيتك معه ؟كما إنك لو لا تهديدي بقتله! لما وافقت على ما اريد! وهذا يعني إنكما ....
قالت بسرعه: أبي! ارجوك داريل كان صديقي كحال الباقين، ولو كان ريك سجينك بدلا من داريل لطلب مني الهروب معه كذلك!
تنهد نيغان وقال:حسنا احببت ان اتأكد منك وحسب! ولكنك لم تظيفيني حتى الان!
أبتسمت قائله: اه بالتاكيد اسفه فأنا مشوشه قليلا .
قال: بل كثيرا ! هل لايزال الدوار يرافقك ؟قالت: نعم بين الحين والاخر!
ففتحت باب الدولاب لتخرج عبوة القهوه فسقط كيس السم (ذو الجمجمه) ارضا"!
أسرعت لتأخذه دون انتباه وعندما أمسكت به انتبهت اليه. ففزعت! واخفته وراء ظهرها !!
فوجدت نيغان يحدق إليها بهدوء تام !قال: ما الذي سقط من عندك واخفيتيه فجأه ؟ ولو إنك اخفيتي ملامح وجهك بدلا منه لما سألتك شيئا" !
قالت بقلق : لاشيء ...!
قال وهو يبدي ملامح الاستغراب : هل هو امر تخجلين ان تريني إياه ؟
لم ترد عليه ولم تعرف بماذا تجيب حقا" !
نهض من مكانه منزعجا وتقرب منها وهي تتراجع الى زاوية الحائط
ففتح يده لها لتعطيه ما في يدها !
فصارت تتمتم: ام... انه ليس شيئا ذو اهميه انما...
فقاطعها: ساندي بسرعه ارني ما في يدك !
اصابها القلق الشديد فوضعت في يده كيس السم فغضب نيغان فورا وقال: ماهذا ؟ هل تحاولين قتل ارثر بالسم ؟
سكتت ساندي دون كلمه واضعه يدها على رأسها وهي حقا لاتعلم ماذا تقول!! هل تخبره بأن السم من ارثر؟ ثم تخبره بأنه اعطاها إياه لأنها أرادت قتله بسكينه ؟ فقال ارثر فجأه انه مجرد ملح سيدي !
التفت نيغان اليه وكان قد جاء لتوه !
فقال نيغان: لا اراه كذلك !ثم لم هذه العلامه عليه ؟
اجاب :سيدي أنت تعلم اني احب تناول الكثير من الملح! لذلك أحمله معي دوما اثناء رحلاتي مع المجموعه لتنفيذ مهامنا فصار اصحابي يطلبونه مني دوما! وانا لست ممن يقول لا ! بسهوله، فخطرت لي فكرة السم هذه لاوهم أصحابي إنه مجرد سم اضعه في جيبي وحينها لم يطلبه احدا مني !.
استغرب كلا من نيغان وإبنته مما يقول ولم يصدقا ذلك !
فأخبره نيغان بأن يبرهن صحة كلامه الان ! واعطاه كيس السم ،
فوضع ارثر رقاقة شيبس فيه وأوشك على تناوله فوقفت ساندي امامه وأشارت بوجهها: ماذا تفعل ؟
أبتسم ارثر وتناول الرقاقه ولم تصدق ساندي بعد ذلك!
فأرتعبت خوفا من ان تنفجر رئتيه كما أدعى!
لكن لم يحصل له شيء... فأخذ نيغان الكيس منه
وقال متعجبا: اذا هو حقا ملح؟ ايها الماكر ! لقد ظننت ان ساندي تريد ان!..... (ثم نظر الى ساندي) هل كنت تعلمين ذلك ؟ لما لم تخبريني اذا انه مجرد ملح ؟
صمتت دون كلمه !
فقال بهدوء :ساندي انا اليوم لست على طبيعتي فقد اغضبني البعض من رفاق ريك اليوم! هل شعرت بالخوف مني حقا! وظننتي اني لن اصدقك ؟
فضحكت ضحكة بليده واشارة بنعم !
ضحك وهو يغادر منزلهما : ملح اذا ها ؟
اغلق ارثر الباب ورائه ثم التفت ليجد ساندي تنظر اليه متسائله قالت: مثل ما قال ابي ملح اذا" ها ؟
فضحك ارثر بهدوء، فقالت: لقد تمكنت من خداعي حقا !
قال:ارى إنك ستعودين لأخفاء السكينة تحت وسادتك !
قالت : يبدو ان تلك السكينه كانت ترعبك في الليالي الماضيه !
قال مازحا : جدا".... آسف لاني خيبت ظنك ولم يقتلني السم كما ظننتي!
سألتهه متعجبه ماذا تقول ؟
قال: اعلم جيدا انك كنت تستخدمين السم في قتلي !
قالت: لم افهم كيف ؟
قال لقد رأيت كيس السم في الغرفه وكان مفتوحا يبدو انك قد نسيتيه !؟
أرادت أن تخبره بأن ذاك الكيس أخرجته من سترته وقد كان مفتوحا ولم تستعمله، لكنها لم تفعل !!
وفضلت السكوت رغم انها ضحكت في قلبها ! جلست فقالت : لقد خدعتني مرتين يا ارثر هل هذه هي حقيقة طباعك ام ماذا ؟
قال: لم افهم ؟ قالت بهدوء : لقد وعدتني بأن تبدو ارثر وتخفي خروجي امام والدي كما تخبره انك انت من وجدت الأيل !
تنهد ارثر وقال: انظري إلي! لقد نويت ذلك بالفعل لكن آرات أخبرتني بأن (هناك من رأك واخبر البعض عنك)، ثم ان الكذب عادة سيئه ولا استهويها لأن الحقيقة ستكشف! عاجلا ام آجلا، كما كشف امر سمي الابيض !
لذلك لا داعي للكذب في كل شيء ! ثم ان والدك تقبل ذلك ! ولم يزعجه امرك كما ضننت !.
بدى كلامه مقنعا جدا
لكنها فكرت بكذبتها عن جيسس !
قالت :وماذا لو كانت كذبةٌ منا تنقذ ارواح العشرات ؟ هل هي طبيعة سيئة كذلك ؟
قال:لكل كذبة قصة ورائها ، فإن كانت كذبتك ورائها حكاية كبيره فأنتي حره بذلك لأن من إجابة واحده تطرح عشرات الأسئله والكاذب لا يرغب بالأجابة عنها جميعا لذلك يخفي أسراره ومعرفته بكلمة (لا اعرف) كما هو حال ذلك الرجل الذي أنكرتي معرفته !!لكن هل من الصواب ان تخفي أمره ؟ فكري بذلك ساندي ،
ثم قال: صحيح لم اخبرك، احد رفاق ريك قد جلبه نيغان هنا !
قالت فزعه: يا الهي من هو هذه المره ؟ قال : رجلا يدعى يوجين ! فضحكت ! قالت: وماذا سيفعل ابي به ؟ قال لم افهم لما تضحكين ؟ قالت: قلت رجلا ويوجين ليس كذلك !
قال : لكنه بدا لي كذلك! صحيح انه اكثر من البكاء الا انه قد عرف كيف يصنع الرصاص !
تعجبت مما سمعت ! وارادت ان تخرج للقائه فمنعها ارثر لان نيغان لن يرضى بذلك !
جلست بعد ان طمأنها ارثر ان نيغان لن يقتل يوجين لأهميته عنده !
ثم أخرج من جيبه مسمار متصدئا" واعطاها إياها فقالت: وهي تمسك به: هل اخرجته من حافر الايل ؟
قال: نعم . قالت: لم أره اليوم ! كيف حاله ؟
قال: انه بخير وقد بدا مطمئنا" لي!.
قالت: لقد سمح لي ابي بالخروج اخيرا"!
تعجب ارثر: نيغان ؟ سمح لك بالخروج !
قالت وهي تنظر ارضا: نعم ! يمكنك ان تسأله ذلك ان لم تصدقني!
قال: لا اقصد بأني لم اصدقك! لكن نيغان يسمح لك بالخروج! قد فاجأني حقا !
ارادت ان تخبره بشرط والدها لها، لكنها انزعجت ان تطلب منه ذلك! بأن يرافقها في كل مرة عليها ان تخرج فيها !وربما خجلت وحسب!
نظرت اليه وهو يحدق بقلادة اخرجها من جيبه قال : لقد سقطت من رقبة هانا وجدتها عند بابنا ..! ثم بدت ملامح الحزن عليه ! قالت لماذا لم تترك هانا عندي ؟
قال :رجاءا" لا تقتربي من هانا ابدا فهي تتعلق بك بسرعه !
سألته باستغراب :وماذا في ذلك ؟ قال ستتألم ان تركتها فجأه !
قالت: لن اتركها...! و سأشاركها كل ما اعرفه،
قال انت لا تعرفين !(ثم سكت )
فطلبت منه ان يخبرها عن سبب طاعته لنيغان؟
لكنه ابى! فأنزعجت فقال: لا تنزعجي ساندي فالأمر سيزعجك اكثر من ذلك ان عرفتي أسبابي
ولا أرغب بتذكر ذلك رغم إني أعجز عن نسيانه
قالت :ارثر كنت سأعرف حكايتك من الناس فأنت مشهور بينهم
لكني أردت ان اسمع منك انت لأفهم كل شيء،كان بوسعي ان اسأل أبي عنك او أسال اختك هانا .....!
قال غاضبا":لا تقتربي منها دعيها وشأنها!
نهضت قائله بغضب: كلا... لن اتركها وحيده! وسأعلمها كل ما تعلمته في حياتي لتبدو قويه واثقه من نفسها وشجاعه،
غضب ارثر وتقدم نحوها قائلا: قلت دعيها !
فقالت بصوت مرتفع : ما الامر ارثر؟ ما الذي يخيفك او تخاف منه ؟ حسبتك قويا لكنك لست كذلك! هل قتل المجرمون عائلتك؟
فوجه لكمه قويه للحائط بجوار وجهها فخافت ساندي منه،
وشعرت بالحزن الشديد والأسى عليه! وربما على حالها!
تندم ارثر بسرعه وهو ينظر في وجهها
وعبر عن همومه بنظرة...... نظرة رجل تعيس...... نظرة رجل فقد الكثير..... عينان فيهما من الدموع ما تغرق منزلها لكنها
ولكن لم تذرف منها ولو دمعة واحده...
وجدت في عينيه انعكاسا لكل آلامه
رأت هناك طفلا. يبكي دون توقف ببكاء مرير
أرادت منه ان يبوح بكلمتين ليهدئ من عناءه...
وبكل هدوء وضع جبهته على جبهتها... وصار يتنفس الحسرات وهو يخفي الكثير من الالام
أمسكت برأسه بحنان وهي تنظر اليه في عينيه الحمراوتين
قالت : ارثر ليتك تنطق !
وتتوقف بقمع احزانك لتصبح صخورا متراكمه تتحجر على قلبك
فجمعت قبضتها وضربت بلطف على قلبه قائله اخرج مافي ها هنا .......انفض قلبك..... حرره
فأمسك بيدها وقال لا اقدر ! ثم تركها وجلس عنده وهو يمسك برأسه قالت : كلي أذان صاغيه اخبرني ما هي قصتك وقصة هانا ولن تختلف عن قصص غيرنا فكلنا عشنا وتحملنا مصائبنا لنعيش يوما آخر ......
يتبع..........