سورية بأكملها تنتفض في جمعة
(أسرى الحرية) ومقتل 13 متظاهراً سبعةقتلى في دير الزور وحمص عشية جمعة (أسرى الحرية( قال ناشطون سوريون إن قوات الأمن قتلت أربعة ناشطين في دير الزور بإطلاق نار خلال مظاهرات للمعارضة السورية التي تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد الخميس، بينما سقط ثلاثة قتلى في حمص، بينهم رجل أمن، وذلك في عملية أمنية ينفذها الجيش بالمدينة.
وجاءت تظاهرات دير الزور هذه قبل يوم من تظاهرة الجمعة التي دعت إليها المعارضة تحت شعار (جمعة أسرى الحرية: من أجل حرية المعتقلين.. من أجل كرامة الأحرار).
وأكد عبد الكريم ريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن (قوات الأمن فتحت النار على متظاهرين في دير الزور).
وقال ريحاوي إن (التوتر يسود المدينة والناس ينفذون إضرابا عاما) بدعوة من ناشطين من اجل الديموقراطية.
وفي حمص ثالث اكبر المدن السورية، قتل ثلاثة متظاهرين وجرح اكثر من 11 جريحا بعضهم إصاباتهم خطرة، برصاص قوات الأمن التي تستخدم المدافع الثقيلة في بعض الأحياء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتحدثت المنظمة غير الحكومية عن إطلاق نار كثيف في بعض أحياء المدينة حيث تم إرسال الجيش بشكل طارئ منذ أسابيع عدة لقمع الاحتجاجات.
* * * حملة عسكرية في إدلب * * *
وفي الوقت عينه، نفذت القوات الأمنية السورية حملة عسكرية في قرية الرامية في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب (شمال غرب) حيث لقي أربعة مدنيين مصرعهم.
من جانبه، أكد التلفزيون الحكومي السوري أن (مسلحين في حماة (شمال) خطفوا عنصرين من القوات الأمنية وطالبا). وتتهم السلطات السورية (عصابات إرهابية مسلحة) بالوقوف وراء أعمال العنف في البلاد.
* * * استعدادات لـ(جمعة أسرى الحرية) * * *
ويتواصل القمع عشية تظاهرات جديدة متوقعة الجمعة في أنحاء عدة من سورية، كما الحال في كل يوم جمعة منذ 15 آذار/مارس تاريخ انطلاق الاحتجاجات غير المسبوقة ضد بشار الأسد الذي وصل إلى السلطة عام 2000 بعد وفاة والده الرئيس السابق حافظ الأسد.
والأسد، الذي يستند في سلطته على حكم الحزب الواحد (البعث)، وعد بإصلاحات إلا أنه استمر في الوقت عينه في إرسال قواته المسلحة لقمع المتظاهرين. وبعد المطالبة بإصلاحات جذرية، بات المعارضون والناشطون المطالبون بالديموقراطية ينادون صراحة بإسقاط النظام.
وقد دعا هؤلاء الناشطون على صفحة (الثورة السورية 2011) في موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي إلى التظاهر في سائر أنحاء البلاد تحية لـ(أسرى الحرية) وهم الأسرى السياسيون الذين لا يزالون معتقلين في السجون السورية.
وواصل الجيش الذي أرسله النظام لقمع الاحتجاجات في مدن الشمال والوسط والجنوب، عمليات التمشيط والدهم الأربعاء خصوصا في مدينتي ادلب وحمص (وسط)، كما ذكر ناشطون في مجال حقوق الانسان.
وفي مواجهة القمع الذي تسبب بمقتل اكثر من 1415 مدنيا و352 عسكريا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وأدى إلى اعتقال اكثر من 12 ألف شخص ونزوح الآلاف غيرهم، يخفق المجتمع الدولي في التوصل إلى قرار موحد في الأمم المتحدة يدين الرئيس بشار الأسد.
* * * ساركوزي: الأسد ديكتاتور يقتل شعبه * * *
وندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجددا الخميس بالموقف (غير المقبول بتاتا) للرئيس السوري بشار الأسد وأكد أن (كل ديكتاتور يتسبب بإراقة الدم عليه أن يحاسب) أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وقال ساركوزي في مقابلة مع قناتي (تي اف 1) و(فرانس 2) عقب العرض العسكري السنوي لمناسبة اليوم الوطني الفرنسي (موقف الرئيس السوري بشار الأسد غير مقبول بتاتا. لكن، بحسب معلوماتي، لا قرار في الأمم المتحدة يطالب بالتدخل).
وأضاف (اعتقد انه يجب تشديد العقوبات بحق نظام يلجأ إلى التدابير الأكثر وحشية مع شعبه)، وذلك ردا على سؤال حول الصمت في الأمم المتحدة إزاء القمع الدامي للاحتجاجات في سورية.
واعتبر الرئيس الفرنسي: (أننا نعيش في عالم جديد اليوم. لا يمكن لديكتاتور أينما كان أن يتمتع بالحصانة والبلدان الكبرى في العالم تتحمل مسؤولية).
وتابع: (الديموقراطية، أنها حق لكل شعب حول العالم وعلى فرنسا مع شركائها وحلفائها بالاتفاق مع الأمم المتحدة أن تدفع في اتجاه احترام هذا الحق كل ديكتاتور يتسبب بإراقة الدم عليه أن يحاسب) أمام المحكمة الجنائية الدولية. إلا أنه لم يسم من يقصد بهؤلاء (الحكام الديكتاتوريين).
وقدمت أربعة بلدان أوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال) قبل أسابيع مشروع قرار في مجلس الأمن يدين أعمال القمع هذه ويدعو إلى إصلاحات سياسية.
لكن روسيا حليفة الحكم في سورية منذ فترة طويلة، تتمسك بمعارضتها أي تدخل دولي في هذا البلد حيث اسفرت عمليات القمع.
وفي القاهرة، وصف رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ان الاصلاحات التي وعد بها الأسد بأنها (ضعيفة)، معتبرا الخسائر البشرية التي يتسبب بها القمع (لا يمكن التسامح حيالها) متحدثا عن سقوط (نحو الفي قتيل).
وقال باروزو الذي عرض موقف الاتحاد الأوروبي من (اليقظة العربية) خلال مؤتمر عقده في دار الأوبرا إن (وعود الرئيس السوري بشار الأسد بالإصلاح والحوار ضعيفة ولم يتم الوفاء بها بعد).
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي شدد العقوبات على سورية مرتين و (سيواصل الضغط من اجل التغيير). واعتبر أن الخسائر البشرية (غير مسموح بها)، مشيرا إلى (مقتل ألفي شخص واعتقال عشرة آلاف) خلال الاحتجاجات المعادية للنظام الحاكم في سورية.
ورحب باروزو بزيارات التضامن من قبل سفيري الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا إلى مدينة حماة الأسبوع الماضي والتي جوبهت بانتقادات حادة من قبل النظام السوري.
وبسبب منع وسائل الإعلام الأجنبية من التنقل بحرية في البلاد، من الصعب جدا الحصول على تأكيد من مصدر مستقل لحصيلة القتلى أو الاعتقالات في البلاد.
الأسد يطارد شعبه بـ3000 دبابة
واعتقالات تعسفية لآلاف السوريين قال القيادى في المعارضة السورية هيثم المالح (81 عاما) إن نظام الرئيس بشار الأسد يقمع شعبه بثلاثة آلاف دبابة، مضيفا أن حكومة ظل ستتشكل الأسبوع المقبل استعدادا لسقوط هذا النظام.
المالح، وهو سجين سياسي سابق، أوضح من تركيا أنه سيتم يوم السبت المقبل اختيار وزراء حكومة الظل (من خبراء غير سياسيين مستقلين)، لتكون مستعدة لتولى زمام الأمور حينما ينهار النظام الذى يواجه احتجاجات شعبية متواصلة منذ منتصف مارس الماضى.
وشدد على أنه (يجرى استخدام 3 آلاف دبابة لقمع الشعب)، مضيفا أنه بدلا من ذلك على الحكومة أن تستخدم جيشها لقتال القوات الإسرائيلية التى تحتل مرتفعات الجولان؛ و(لذلك فإن حكومة الأسد فقدت شرعيتها)
وعلق مصدر سورى، رفض الكشف عن هويته، لجريدة (الشروق) المصرية على مبادرة حكومة الظل برد مقتضب، معتبرا أن: (هذه مبادرة غير جادة، إلا إذا كانت وراءها أنقرة).
<!--
ساحة النقاش