بعيداً عن السياسة، أقر وأعترف بأن المطبخ التركى هو أفضل مطبخ فى المنطقة، والأتراك بحكم أنهم شعب رعوى فإنهم - هم - الذين اخترعوا لنا الكباب والكفتة والضانى بالذات.. ولذلك تجد آثارهم الغذائية تمتد إلى كل مدن شرق ووسط أوروبا، حتى فيينا.. وأنهم أيضاً ملوك الضلمة، أى المحشى.. وما ألذ محشيهم: من الفلفل والباذنجان والكوسة.. والطماطم.. وكلما ذهبت إلى تركيا بحثت عن تلك المطاعم الشعبية لأتناول ألذ تشكيلة محشى «ضلمة» غارقة فى بحور الدهن واللية، ولذلك هم أصحاب أكبر كروش فى المنطقة، وهم أيضاً من اخترعوا أطباق التورلى، أى الخضروات المشكلة.

 

 

 

وظاهرة المطابخ الشعبية معروفة فى العالم كله.. وعرفناها فى مصر فى عصور قديمة، ووجدنا سوق «الشوايين» أى الكباب والكفتة.. وسوق «الرواسين» أى باعة لحم الرأس المطبوخ، ووجدنا المسامط أى الكوارع والفشة والممبار، حتى على النواصى، إلى أن عرفنا «رغيف الحواوشى» فى أواخر الخمسينيات، وكان الرغيف يباع بستة قروش.. بكل ما فيه من لحم، أو بقايا لحوم «!!»،.

 

 

ومن وسائل الغش.. تقشير قشرالبطيخ ووضعه فى «تتبيلة» السمك المقلى ليشرب منها، ويتحول إلى ما يشبه «سمك الفيليه» وهذا دائماً ما يحدث فى الموالد الشعبية «الحسين، السيدة، السيد البدوى، والدسوقى وغيرها».. مع الإكثار من وضع التوابل، ويضع البائع قطعة من هذا القشر أو قطعتين بين السمك المقلى، والتوابل كافية للتغطية على هذا الغش.

 

 

ونتذكر خلال وبعد هزيمة ٥ يونيو أنه كان يقف أمام مبنى أخبار اليوم عربة مجهزة لتقديم وجبات من الفشة والطحال والكلاوى واللسان والمخ، وكان عم عبدالله - وهذا اسمه.. وكنا نطلب طبق مما يقدم ونرجوه ألا ينسى كوب مياه الطرشى أو السلاطة.. ونأكل كل ذلك بشراهة غريبة، وفى إحدى الليالى لم يرد علينا.. فنزل الراحلان فاروق الشاذلى، أقدم محرر عسكرى، وإسماعيل محمود، سكرتير التحرير، ليستعجلاه فوجداه قد فارق الحياة.. فوضعاه على عربته، بجوار المقلاية، ودفعاه بها إلى بيته.. وكان فى آخر شارع الصحافة فى عشش الترجمان، ووجدا أرضية الحوش مملوءة بعظام صغيرة.. ولما سأل زوجة الرجل اعترفت على الفور وهى تهتف: والله الراجل لم يغشكم.. شوفوا كاتب على العربية إيه.

 

 

وصعق فاروق وإسماعيل، فقد كان الرجل كتب عليها «كفتة.. بسة» أى أنه ظل يقدم لنا أطباقه هذه من لحوم القطط.. وبعدها توقفنا لشهور عديدة عن أكل أى لحوم.. وليس غريباً أن يقال إن المصرى إذا أكل طعاماً صحياً وسليماً فإن المرض يصيبه.. لأن معدته تعودت على ما هو غير سليم.. بدليل: كفتة بسة!!.

المصدر: جريدة المصري اليوم بقلم عباس الطرابيلي

ساحة النقاش

TAHA GIBBA

TAHAGIBBA
الابتسامة هي اساس العمل في الحياة والحب هو روح الحياة والعمل الصادق شعارنا الدائم في كل ما نعمل فية حتي يتم النجاح وليعلم الجميع ان الاتحاد قوة والنجاح لا ياتي من فراغ »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

720,583

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته