في كل عام عندما يحل شهر أكتوبر وعند اكتمال القمر تبدأ احتفالات أهالي سيوة بعيد الليالي القمرية أو "عيد السلام"، أو " عيد الحصاد " أو ما يطلق عليه الآن " عيد السياحة " ، فعند سفح جبل الدكرور يجتمع السيويون شيوخا وشبابا وأطفالا ونساء ، تاركين منازلهم، يجتمعون على مائدة واحدة ، حيث يحمل كل شيخ قبيلة مائدة من الطعام على رأسه ليقدمها لكل الناس، لا فرق بين غني وفقير.
ولا يبدءون في تناول الطعام قبل إطلاق إشارة البدء من شخص يسمى القدوة يجلس في أعلى مكان على سفح جبل الدكرور ، وبعدها تبدأ الاحتفالات والأناشيد لأهم عيد في سيوة ، وعندما يحل مساء اليوم الأول للاحتفالات يجلس شيوخ القبائل يروون قصص البطولات والتصدي للغزاة وأمجاد سيوة القديمة ويروون أشهر قصة تصالح وهو التصالح الكبير بين السيويين الشرقيين والغربيين والذي كان الفضل فيه للشيخ أحمد الظافر المدني الذي صاهر بين الشرقيين والغربيين ليسود التسامح وتذهب الخلافات ، ومن هنا اتخذ هذا اليوم من كل عام ذكرى طيبة للاحتفال بعيد السلام كعيد قومي للواحة .
وفي اليوم الثانى "يوم المصالحات" تعقد المصالحات لإنهاء الخلافات بين القبائل، وبعد التصالح يتناول الجميع الغذاء، دليلا على انتهاء أي خصومات وقعت على مدار العام.
وفي اليوم الثالث يتم عمل وليمة كبيرة يتجمع الأهالي لها مرة أخرى ؛ تأكيدا للتصافي والتسامح ، وفى المساء فى الأيام الثلاثة يتم ترديد الأذكار والتسبيح فى تجمع دينى مهيب ، ويزور هذا العيد - عيد الليالي القمرية - نحو 30 ألف زائر وسائح سنويا ليشاهدوا هذه الطقوس السيوية العريقة .