على بُعد خطوتين
أو مايقارب العشرة
من خريفك..
وقبل الوصول
لآخر حبات عنب
من ذلك الصّيف
دالية قد خلعت آخر
ماكان يسترها ويقيها
حرّ الشّمس..
قاربت أغطان العمر
أن تفقد نسغها
يباس طال المكان
وحشةٌ هنا وبعض خوف..
عمر قضى هلعاً من هجرٍ أو فقدان..
وحين اطمئنانٍ لقلوب
متعبة ..
كان الجميع قد رحلوا..
بتنا وحيدين ..
شجرة بلا ثمار
وبيدر خالٍ من الحصاد..
هي كذا الحال..
لكنّ السماء عادت مدراراً وعلى غير
انتظار ..
هطولك خير عودة روح واخضرار
قف بعيداً !!
أيها الخريف..
فمازال للصّيف بقيّة
رحل القطار اليك ونحن تجاهلنا مقاعدنا
في تلك المحطة ..
عائدون نحن..
وليرحل إليك من يرحلون...
حملتٌ أمتعة قلبي
وجهزت حقيبة العمر
مظلتي لم تكن بغطاء
أهلا بمطرٍ يروي كل
بذورٍ عاندتها الفصول
ورفضت تربة العمر ان
تستقبل جذورها ..
الآن حان موعد قمحنا
لزرع جديد..
من قال ان الربيع يأتي
مرةً في العمر؟
من أخبركم أن حبات
الكرز تثمر على أمها مرة واحدة في الدّهر
كل عام تمطر وكل عام فصلٌ يتبعه فصل
نجاح محمود سلمان
11/3/2021