أبى الرحيلَ
كقسوةِ الموتِ بل اشدّ
اتخذتُ قرارَ الرحيلِ
هدَّأتُ وجعةَ القلبِ
كطفلٍ نحيبُه مبهمٌ
طبطبتُ على أنفاسي اللاهثةِ
لتسيرَ بركبٍ منظَّمٍ
وأمرتُ رجفةَ الأناملِ
أن تستريحَ
أمامَها العمرُ طويلٌ
كي ترسمَ حلماً ليس بمستحيلٍ
يزهر بتلالِ الروحِ
يقتنصُ الأملَ ولو من عويلِ الريحِ
من صهيلِ الصمتِ العليلِ
الذي يمزقُ المدى
أمرتُ جسدي
كنْ حراً ابيا ً
لا تنحني أمام عتو العشقِ
كن واثقَ الخطوِ شامخاً
لا بعتريك وهناً ولا تباريحاً
إرحل كلك
خذ جيشَك وتأهب لمغادرةِ الخذلانِ
أرضُ اللهِ واسعةٌ فيها بعضُ أمانٍ
وانصاع الكلُّ
الا ذاك القلبُ تمردَ
ابى الرحيلَ
بعناده تفرَّدَ
فمشى الجسدُ مهزوما ً
وبقيَ القلبُ طيراً يرفرف ُ
فوق طيفهِ حارساً
كقلب ِ ام رؤومٍ
نداء