من الذاكرة
أداعب الثرى وأخا صر زمني
مشتتا بين الصبا وأحلام النوارس
احمرار التربة يعانقني
ويرسم وهجه على جسدي
الفقر بتوابعه يصفعني
يرسم شقوقا سوداء على أرجلي
على خدي والمعصمِ
يعلمني بقساوة ولكنه يقوي قبضتي
يعلمني الطرق والصبر على المواجعِ
البرد بأسنته يلدغني
والمستعمر يصادر بسمتي
ويعكر حقدا وغلا صفوتي
ويحرق سنابل قريتي
يداهمنا ليلا ونهارا ولا يستحي
يحاول منعنا من التواصلِ
مع الثوار البواسلِ
في القمم والجبال الشوامخِ
يرى في نظراتنا نسورا كواسرِ
جدراننا رغم هشاشتها احتوتنا بالكرمِ
وصمدت صمود الثوار الأشاوسِ
وكانت سفير أصالتنا في عديد العواصم
صورا ولوحات زيتية
أحبها العدو قبل الصاحبِ
بلخيري محمد الناصر