....رياح الحنين......
رياح الحنين
تلك الرياح تعصف بكل جراحاتي
تقتلع كل ذكرياتي من جذورها
وكأنها إعصار رهيب
يعصف بهدوء الكون
حنين وكأنه جنين يصرخ
بداخلي صرخات
تزلزل كياني بالآهات
أحلام تلامس جفوني
وكأنها أنفاس من لهيب
الشوق تحرق عيوني
بدموع جمرات
تشعل أنين الوجد
بحنايا روحي
أه من رياح الحنين
وقد إقتلعت قلبي
من بين ضلوعي
من شدة الإشتياق
أحلام دفنت بداخلي
وأمنيات نزفت لها كل جوارحي
ودعوات في الفجر
بقرب اللقاء
عيوني غرقت في بحر من الدموع
وسنين تمر هباء
لا راحة ولاهدوء
فكر يعتصر فؤادي
إنشغال يؤرق منامي
وشوق يجثو على قلبي
كأسد في حالة إستنفار
إنها رياح الحنين
ومافعلته بحياتي
جعلتني أهذي
أسير في طريقي
أتوه بين الطرقات
فاقدة الرشد مغيبة
أترنح كريشة في مهب الريح
حياتي بلا بر أمان
ليس لها شطئان
لاأعرف معنى الحنان
فقد ضعت في متاهات حياتي
سكون الكون حولي
يشعرني ببرودة تتخللني
ظلام دامس يكتسي الأرجاء
وتنهيدة من قلبي
تشق صمت الأجواء
برياح حنين تقتلع
صبري من بين حنايا فؤادي
كإعصار يجتاحني
يزلزل وجداني من شدة الإشتياق
طافت مشاعري بين مدارات حياتي
تتسول العطف وتدعو
متى يا ربي يحين اللقاء
فقد فاضت روحي صبرا
من كثرة الوعود
وعدم تحقيق عهد الوفا ء
وكأنها عهود كتبت على سطح الماء
تألمني الأمنيات وعدم تحقيق الأمال
وذكريات تتأجج في فؤادي
تثير الأشجان
هلكت عيوني من البكاء
وتعب القلب من كثرة الرجاء
وفاضت روحي بتنهيدة
شقت صدر السماء
فقد باتت ليالي
عمري أنين وسهاد
يارياح الحنين
إقتلعي حياتي
فقد زهدت العيش
وتعبت من ذلك الذل والهوان
بعد أن خاصمني الفرح
وساد الصمت أرجاء حياتي
إنه عشقي وهواني
وما فعله بحياتي
من كثرة الوعود
كفرت بعهود الوفاء
أنا من زرعت بستان الحب
وجنيت أشواك الفراق
أنا من حلمت الأحلام
وعشتها أيامي
وقدكانت كوابيس
تحرق أمنياتي
يارياح الحنين
إعصفي بذلك الحب
وإقتلعي فؤادي
إهدمي كل أحلامي
حطمي جسور حبي
وإهمالي لذاتي
إقتلعي ذلك الحب الوهمي
الذي تخلل أوصالي
أدفني ذكرياتي تحت أنقاض حياتي
لعل الشمس تشرق من جديد
تضمني تدفئني تشفني من جراحاتي
لعلي أستطيع أن أحيا
ما تبقى من حياتي
بقلم عبير جلال
مصر،،الإسكندرية
١٨/٢/٢٠٢١