يشبهُ الغواية َ
حكايةُ عمرِها انتصبتْ
بمنتصفِ الرِّحلة
تُجرجِرُ بأذيالِها سنينَ العمر
وجرارٌ من حكمةٍ
تنزفُ قطراتِها نقطةً نقطة
قد قتلَها الظمأ
من عبيرِ الحكمةِ النازفة
نبتتْ زهرةٌ يتيمةٌ
بكتْ ليلاً بحُرقَة
فأمطرَ القدرُ من الزَّهر حقولا
عبقَتِ الأجواءُ عِطراً يُغري
مَلمسُه مخمليٌّ
يشبهُ الغوايةَ
مستقيمٌ الدَّربُ بحدَّتِه
كسيفٍ مسلول
أدمى الأقدامَ فغرقَ سِنانُه
أقدامٌ تصرخُ بها
أمجنونةٌ؟
ألا تتوقفين!
فوق قِمَّةِ العمرِ السَّريع
دماؤنا سائلةٌ
وأنت عجزاً تنزفين
مسحتْ برمشِها المكسور
من الدماءِ شلاَّلا
لتنفرجَ الشفاهُ عن بسمةٍ واثقة
هذا القدرُ اللصيقُ بنا
يغلبُنا يهزمُنا وما زِلنا
شكراً نقول
بطرفِها الكحيلِ بسوادِ ليل
تنتظرُ ما لن يأتيَ
على أطرافِ شعرِها المسدول
موشومةٌ تلك الخرائط
رُسِمتْ بأناملَ ولِهة
والحبرُ دموعُ النذور
ظلالُ الشُّموع
وعدَها يوماً بغفوةٍ على الكتف
وضمةٍ تذوي بها كماءٍ بملح
تخترقُ حناياه
تُحطِّمُ عنادَ الضُّلوع
وجانبُ نبضِهِ تستلقي غافية
بحنانٍ مسكوبٍ من عطرٍ
وكاملِ الخضوع
عبوديةُ العاشقِ حقٌّ مشروع
نسَيتْ الكلّ والوجودَ المُضْمَحِلَّ
حملتْ معها طيفاً مكابراً
كلُّ ثانيةٍ تلوي صوبَه العنقَ
يُمنةً ويُسرةً وللأمامِ سائِرة
مضت الأيامُ بها وهي دوماً متعثرة
بين ماضٍ وقِصصِه
ومستقبلٍ بضبابِه
نسيَتِ العمرَ بلحظاتِه
لم ترحمْ قلوباً
صبَّتْ عليها العشقَ صبًّا
والوفاءُ نكرانٌ
ولعمري هي الخطيئة ُ المرَّة
ليس إلاَّ
وما الضَّيرُ إن فعلنا
قبضةٌ لطفلٍ احتضنتْ رملا
غربالٌ طمعَ بلملمةِ الهواء
ريحٌ بعثرَتْ شجرةً شردتْ عن القطيع ِ
فأكلَتها الذئابُ المنتشرة
هي كلُّ ذلك
اسمٌ مهلهلٌ
عظامٌ نخرةٌ ،عِزُّها بأكملهِ
روحٌ حرة
نداء طالب