يامُؤنِساً سَهرِي في اللّيل أنتَظرُ

آوَت إلى السَهَدِ الأفكارُ تستعرُ

مُشتاقُ للجسدِ المسكونِ بالرُّوحِ

والشّوقُ فياضٌ  والدّمعُ ينهمرُ

أصحَابنا ذَهبوا أحبَابنا بَعدوا

والدّهرً خوّانٌ لاينفعُ الحَذرُ

لن تصرعَ الدّنيا فغيركَ انصرعوا

والنّاسُ لاهيةٌ والقاضيَ الدّهرُ

أيّامنا ذَبلت أحلامُنا هَرِمت

والقلبُ توّاقٌ والشيبُ معتمرُ

الضّحكةُ اندَثرت في زَحمةِ العيشِ

بالكادِ نرسمها والرَّسمُ يُختَصرُ

يا رَوعةَ الحُبّ يابلسماً يشفي

من غيرهُ  يَروي صَحرائيَ القفرُ

ياناسُ أعشقُها حتى ولو حُلماً

تجتَاح أجزائي في مَشيِها الخَفَرُ

الوقتُ يَسرقُها والعُمر يَسرقُني

تنسابُ أغنيةً في وجهِها القَمرُ

ياعذبَ ما قَالت ياعزفَ ما ضَحِكت

والغِنجُ إن نظَرت هذا هوا الخَطرُ

أنثايَ تَسكُنني والدِفء تَمنحُني

والنّورُ زِينتُها  إذ بانتِ البَدرُ

آهِ منَ القَدرِ الجّاثي على رُكَبي

سَجّانُ آمالي  عُنوانهُ  القَهرُ

(ماكلّ مايتمنّى  المرءُ يُدركهُ)

جُلُّ الدّروبِ وإن طَالت بها حُفَرُ

يا دَهرُ أرجِعني عَشراً إلى الخَلفِ

أو ربّما عِشرونَ أو رُبما صِفرُ

ياليتَ ما كَبُرت أحلاميَ الثَّكلى

ياليتها وُئِدت في مَهدِها الفِكَرُ

(جائت مُعذبتي في غَيهَب الغَسقِ)

ياليتَ ماجائت  توقيتها  نُكرُ

(إنَّ العيون الّتي في طرفها حورٌ)

يسلبنَ من غَمزٍ يقتلنَ من نظروا

الحُبُّ في الحالينِ في ناره شَبَقٌ

أصحابهُ جَهلوا في قَلبِهم جَمرُ

العِشقُ زوبعةٌ تجتاحُ شطآني

بركان أشواقٍ  وغيرهُ  الهَذَرُ

طاب المُقامُ  جهَنَّماً وأنتِ بها

بئسَ النَّعيمُ إذا مسَّكِ الضررُ

    ........عزت الحوري...      ..بحرالبسيط..