( أهواكِ في كُل الفصول )

بقلمي  / عصام حسيني مدين

.......................................................

ما زلتِ تبتعدين سيدتي ....

مازال قلبي في شرفات الليل منتحر..

مازال دمعي على طرقات أرصفة الشوارع مستباح ..

ما زلتِ تعتصرين قلبي على نهر

من الأنواء والأمطار والأشباح ...

مازال الليل منتفض على عجل ليقتلني .

ليرسل برده القارس في خلاياي..

ما زلتِ تبتعدين ما زلتِ من زمن ضائع

بائس كما الانواح .

ما زلتِ تمتلئين بالهلاوس والوساوس

والمخاوف والجراح .

ما زلتِ تمتلئين خجلا من صدى قبلي

على مرمى من اللقيا من الأرواح .

مازلتِ بعد حبيبتي كما الأطفال تروم دُمَاها

مِنشفة على الوادي كما الأشباح ..

ألا تدرين سيدتي بأن الحب مهلكة وسعادة

كأقراص من الخبز مبللة بأوهام من الماء

لا حليب لها نقتات حينا كي نموت

كي نعيش فلا حزن ولا أفراح ..

أحبيني ولا تتركي الدنيا تفرقنا

فصدري واسع جدا سيحويك ..

سأُدخلُ شَعرُكِ المجدول مملكتي وشرفاتي ....

وأغرسكِ في حنايا القصرِ نرجسة ..

أحبكِ والهوى قدر فما بد ولا هرب يا مولاتى

وأرسمُ في تخوم الليل سيدتي..

شفتانِ ناعمتانِ تعتصرانِ أقلامي وفُرشاتي..

عينانِ صاخبتانِ تبتعدانِ عن عيني وأصواتي ..

ويدانِ ترتعشانِ ترتجفانِ من دفأٍ بكفي للمساتي..

فأنا المتيم والمعذب والُمنَعمُ بالهوى..

هاذي قلاعي فادخلي وتمتعي فما أحلى حكاياتي ...

كم كنتُ أفرى في شطوط البُعد حيناً من زمان ..

أقتاتُ من حُلم الليالي وردتانِ.. صغيرتان.

وألون الأطياف وحدي فما الزمانُ هو الزمان .

ولا المكان هو المكان ..

وأدغدغُ الأحلام ممتطى جدائل من زهورِ الأقحوان..

ما زلتِ في فصولكِ تنتشرين وتُبحرين

وتهدئين وتثأرين ....

وتومضين وتأفلين ....

وتسخنين وتبردين ...

وتبرقين وتمطرين.....

صيف أنا أو شتاء أو خريف أو ربيع..

أهواك في كل الفصول ...

قلبي يقول وتفهمين ...وتعلمين ..

إني أنا الفارس المغوار نحو أزهار البنفسج

التي كنتِ و مازلتِ تعشقين..

أزرعها لكِ في حقول الشمس وأرويها .

بقلبي كي تفرحين ... ما زلتِ سيدتي تتلعثمين ..

وتهربين . وتكتفين بأنني أنا المجنون

أملأ الأذنان من شِعري الحزين .

وأظل طول الليل منكفئ على خديكِ منتشي.

بأسفار وأنوار وأخبار وأشعار من حنين ...

مازلتِ لا أشواق تحركك ولا همسي يدغدغك .

وأنا المجنون سيدتي أسطر في دفتري الثائر.

أغنيات للهوى والعاشقين ....

مازلتِ سيدتي كما الأيام تنتحبي بلا أمل

كما الوردة الحُبلى بأكوام من الوهم ...

بأن الثلج يؤويك ويحميك ..

لكن الثلج سيدتي لا يهب عمراً للخانعين اليائسين..

ما زلتُ طينا دافئا يحوى المشاعر والبلل..

يحوى العذوبة والرطوبة والرعونة والأمل..

مازلتُ طينا فاغرسي هذى الجذور بساحتي .

وانزرعى في وطني المرصع بالمشاعر والقُبَل..

مازلتِ سيدتي لا تفهمين ولا تدركين...

أن انتحارك حين تنخلعين من طيني ومن أرضى ..

من حقول الورد والنرجس والياسامين ..

سيملأ صدركِ حينها غصصٌ على عشقي...

تتحللين وتهلكين وتذبلين ....

فكيف يعيش ورد من غير ماء من غير طين؟

مازال في أرضى صنوفا من رماد من قتاد..

مازالت أرضى تغذيك كما الأثداء من نهم فتشبعين..

من ينابيع ترقرق بالآمال أجداث ...

توارت في ربا الوادي السجين ..

أحلامنا أوهامنا أغنيات قد تغنتها شفاه حائرات .

وسط عالمنا المؤرخ للبكاء وللأنين ..

والسنين لو ضاعت صدقيني لن تعود

لن تعود إلى الوراء حبيبتي تلك السنين

وأقدس الله في كل وقتٍ .....

وأتوب بالدمع له في كل حين ...

هو المنجا هو الرحمنُ سيدُنا وخالقنا ..

هو الرحيمُ بأضلُعي وبخافقي ذاك الحزين

رباه أعنى على كمدى فالهوى شجنٌ ..

ونزف قاطن قلبي أنت المعين ..

من ليِ سواك أدعوه ربى أو أستعين .

...................................................

بقلمي / عصام حسيني مدين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 15 فبراير 2022 بواسطة Samarahmed1

عدد زيارات الموقع

36,773