هنا والآن أتنفس جرعة خفيفة
سقطت من الهواء
أعجن بعض الماء
أرقع الدموع التي ارتطمت بصرخة واسعة المنفى
أنا هنا متأبط حافظة كلامي ومفكرة أيامي
أحمل رسالة لا رساله
أحمل حوالة لا حواله
من زوبعة غجرية أحرقت ملابسها وتمرغت في العراء
هنا حيث أجلس
تتعانق سنونوتان بعدما غاصتا في الطين
تحاولان كتم عناقهما قليلا
على الأقل حتى يستقيل الخريف وتتبرعم النوازل في الشتاء
وأنا منشغل بكتابة قصيدتي
يمر القطار
يوحي بفكرة الأفعوان ويشحذ فحيحا بين التلال
يوحيني أيضا وأنا مقطوع الأذنين في سكتيه أفتش عن أنفي وذراع بترت صدفة
يشغلني كثيرا ولأنني لست القطار
سأعود كما كنت لأبعثر هواجسي كما أشاء
هنا أنا وأنا هنا
وأنا أيضا أحيانا هناك
ألمع محلي من الإعراب
أقنبل بعض بؤر الإطناب
أصنع لي من خيبتي خفا يغازل أصابع القدمين التعيسه
وعلني أيضا أنجح في إعادة تأهيل صمتي
وعصر قليل من مهجتي
لأثير سحابة مرفوعة الهامة تجادل السماء
من الصعب أن أكون مستحيلا
ومن المستحيل أن لا أكون
لأنني الآن أشحن آخر موجة سرقتها من الجزر
لأنني واقف أفاوض القمر على صلب الجاذبيه
ومتورط مع النجوم في ليلة حمراء شاعريه
من الصعب أن لا أكون
لأنني قتلت جميع الذئاب
ومسحت الضباب من على شروقي واعتقلت الخشارم والعواء
الدكتور خالدفريطاس الجزائر