مرثية شاعر
**********
أعود من العمل كل يوم
منهكاً كي أدق باب القصيدة
أتمدد فوق سريرها قليلا
بعدها أفتح صنابير الحروف
أغسل بقايا أحبار وأخبار
أغتسل حتى يصل ماؤها
عبر وتيني إلى القلب
الذي نمت فيه مشاعري
كغابات الصنوبر .......
لم أعد أحتمل صوت الخرير
سوف امزج الماء بماء
راكد من صنابير الرتابة
لم أعد أحتمل صرير الباب
صوته صوت مزلاج قديم
يئن بصدري موسمين
من خريف
في كل تفاصيل المكان
تصيبني بكومة من كآبة
أحاول أن أعود إلى الحياة
أقفز من نافذة الحروف
أخترق الجدار الصلب
أمحو ملامحي التي تراكمت
تجاعيدها فوق المرآيا
مازلت أرغب في الرحيل
دون جلبة أو ضجيج
أكسر مزلاج القوافي
أجفف بحر القصيد بداخلي
أقطع كل أشجار الصنوبر
أبيعها في مواسم الحرائق
فوق دفاتري نارا من قصيد
لم أعد أرغب في المسير
متأبطاً دفاتري التي أثقلتني
طيلة أعوام الطريق
أريد أن أعود لأطفالي
دون قلق أو شرود
فربما هذي تكون
آخر مواسم الصنوبر
آخر خيط أوشك أن يسقط
من كلمة تسلقت جدار ذاتي
فإني قررت أن أعود
.......علي المحمودي
دون في 7/8
من أغسطس آب