منذ وقت غير بعيد انفجرت الطلبات للحصول على شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – وكأنها صك الغفران الضامن لدخول جنة المال والأعمال والمناصب العليا فى الشركات والهيئات. ومما لا شك فيه أن شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – كانت كذلك مما دعى الى زيادة "البائعين" لتلك الشهادة مما أدى الى آثار خطيرة أدت فى مجملها الى فقدان الشهادة أهميتها وقيمتها.
ففى دراسة حديثة لجامعة ستانفورد – وهى من أكبر الجامعات فى العالم فى مجال ادارة الأعمال – ثبت مما يدعوا للشك أن العاطلين عن العمل من الحاصلين على شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – فى ازدياد مستمر وأن شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – لم تعد تفى بالوعود والآمال التى باعتها الجامعات المانحة لتلك الشهادة.
لقد أصبح الحاصلين على شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – أكثر مما يبنغى – مما أفقد الشهادة والحاصلين عليها عامل الندرة وأصبح المعروض أكبر بكثير من المطلوب فى سوق العمل.
ومما يؤسف له – أن الجامعات – محاريب العلم – بما فى ذلك الجامعات العالمية والمحلية والمعاهد العليا ومقدمى خدمات التدريب – دخلوا جميعا فى منافسة محمومة للحصول على أكبر شريحة من سوق بيع شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – للواهمين...وأصبحوا يصيغوا حملاتهم الدعائية بكلمات تعزف على أوتار قلوب الناس وتبيع الآمال فى مستقبل باهر ومال وفير –بعد الحصول على صك الغفران... شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – ولكن هذه الآمال لا تتحقق أبدا....
فلا يترقى من حصل على شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA
ولا يتوظف من حصل على شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA
ولا تخلق شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – بيل جيتس العرب...
ولا يسير الحاصلون على شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – فى ركب القادة الملهمون الذين يشكلون وجه الدنيا...
كما أنه دخل الى "سوق بيع" شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – نوعا نعرفه جميعا من المتطفلين – أغنياء الحروب – ممن يبيعون الشهادة بدون أى أعتماد أو اعتراف دولى أو محلى معتبر – ليصدروا شهادات لاتساوى قيمة الورق المطبوعة عليه.
كما ظهر فى ذات السوق المزدحم تجارا أكثر تنوعا فى عروضهم...فظهرت شهادات ماجستير ادارة الأعمال المصغرة – Mini MBA – و شهادة ماجستير ادارة الأعمال الفنية – Techno MBA – و شهادة ماجستير ادارة الأعمال للاتصالات – Telecom MBA – و غيرها...وكل ذلك وهم وسراب لا أصل له ولا قيمة له
لقد صارت شهادة ماجستير ادارة الأعمال – MBA – دربا من النصب باسم العلم...وصار الساعين ورائها...واهمون
ايها السيدات والسادة – ان الشركات والهيئات تريد – وستستمر تريد – مديرا يعرف كيف يدير أعمالها وكيف يحقق لها أكبر ربح بأقل استثمارت ممكنة...ايها السيدات والسادة – ان الشهادات ليس لها أدنى قيمة...وهذا مما سوف نتناوله فى المقالات القادمة – ان شاء الله.