الدستور – صهيب التل – كارثة بيئية باتت تلوح في أفق مدينة اربد قد تطيح بالنظام البيئي للمدينة بأكمله وتهدد المياه الجوفية والمزروعات والحيوانات شرق المدينة. الكارثة ناجمة عن تدفق عشرات الأمتار يوميا من المياه العادمة من شبكة الصرف الصحي الى مجاري الاودية والسيول والسهول الزراعية نتيجة قيام العشرات من أصحاب العقارات والمباني في منطقة الحي الشرقي لمدينة اربد وأجزاء من لواءي بني عبيد وبشرى وسال بربط عقاراتهم ومبانيهم على خطوط الصرف الصحي قبل الانتهاء من إنجاز محطة الشلالة لتنقية المياه العادمة التي يجري العمل على إنشائها لتكرير مياه الصرف الصحي المتدفقة من تلك المناطق والتي يحتاج انجازها الى أكثر من عام.
وكان محافظ اربد خالد عوض الله أبو زيد قد شكل قبل عدة أسابيع لجنة -كانت «الدستور» اشارت في اعدادها السابقة الى تشكيلها- ضمت في عضويتها ممثلين عن كافة الجهات المعنية بالبيئة والسلامة العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون وقوع كارثة بيئية باتت تهدد منطقة الشلالة في المحافظة، حيث قدر تدفق المياه العادمة بحوالي (60) مترا مكعبا في الساعة على مدار اليوم نتيجة الاستخدام غير المشروع لخط الصرف الصحي الناقل المؤدي الى محطة تنقية الشلالة.
وقامت اللجنة المشكلة بجولات تفتيشية بالتنسيق مع شركة مياه اليرموك للكشف على الوصلات المربوطة والمخالفة واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، إضافة الى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتجفيف المياه العادمة المتجمعة عند بوابة محطة تنقية الشلالة ومنطقة البيدر شرق بلدة بشرى التي باتت تشكل مكرهة صحية وتلوثا بيئيا كبيرا يهدد تلوث المزروعات حيث باتت تظهر كميات كبيرة مزروعة على طرفي مجرى المياه العادمة يخشى من تسربها الى الأسواق إضافة إلى ما تشكله من خطر كبير على المياه الجوفية. ولم تظهر حتى الآن أي نتائج ملموسة الى حيز الوجود رغم مرور عدة أسابيع على تشكيل هذه اللجنة، ما سمح بتعمق الكارثة البيئية التي باتت تكبر يوما بعد يوم.
وقامت «الدستور» بجولة في منطقة الشلالة والبيدر شرقي بلدتي سال وبشرى والتقت عددا من المواطنين الذين تضررت أراضيهم ومزروعاتهم بسبب هذا التلوث البيئي الذي أصبح يهدد حياة الحيوانات حيث بدأ نفوق عدد منها بسبب شربها من هذه المياه العادمة.
وقال عدد من المواطنين ان المسؤولين في سلطة المياه ولتجنب وصول المياه العادمة الى محطة الشلالة غير المنجزة قاموا بكسر الخطوط الناقلة لمياه الصرف الصحي في أكثر من موقع وجعلوها تتدفق الى الأودية التي هي مسارات لمياه الأمطار. وأضافوا أن تدفق هذه المياه العادمة لفترة قريبة سوف يؤدي الى الإطاحة بالنظام البيئي بعد تشبع الأرض من المياه والبدء بتشكل بحيرات من المياه العادمة التي تهدد النظام البيئي كاملا، مناشدين المسؤولين كل في موقعه عدم التلكؤ في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون وقوع كارثة بيئية سوف تلحق الأذى بالأرض والإنسان والنبات والحيوان.
يذكر أن مئات العقارات في مدينة اربد ربطها أصحابها على شبكة تصريف مياه الأمطار منذ عدة سنوات ولم تقم أي جهة باتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم رغم المخاطبات العديدة بين البلدية والحاكمية الإدارية وإدارة مياه الشمال.
رئيس قسم شبكات الصرف الصحي في لواء القصبة ولواءي بني عبيد والرمثا المهندس محمد وليد تهتموني قال ان عددا من المواطنين المتضررين اشتكوا من الشبك غير القانوني للمئات من المباني والعقارات التي تم انجاز مشروع الصرف الصحي فيها ولم يتم ربط الوصلات المنزلية إليها لعدم اكتمال محطة التنقية في الشلالة شرق مدينة اربد. وقال التهتموني ان عددا من المواطنين اشتكوا كذلك من تسرب المياه العادمة الى منازلهم من المناهل وفتحات الوصلات المنزلية غير المشبوكة، ما يلحق أضرارا جسيمة بالممتلكات والمباني إضافة إلى الأضرار البيئية الخطرة. ولفت الى أن محطة الشلالة ما زالت قيد الإنشاء وتحتاج إلى حوالي (18) شهرا لتكون قادرة على استقبال المياه العادمة ومعالجتها. وأشار التهتموني إلى انه تم توجيه العديد من الكتب الى الحاكمية الإدارية وإدارة مياه اربد بهذا الخصوص وانه تم تشكيل لجنة برئاسة مساعد محافظ اربد لشؤون الصحة والسلامة العامة ضمت في عضويتها ممثلين عن الحاكمية الإدارية وبلدية اربد الكبرى ومديرية الصحة في اربد ومديرية البيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة والأجهزة الأمنية المختصة والجهات ذات العلاقة حيث قامت اللجنة بالكشف على المناطق المشار إليها سابقا وقامت بإعداد كشف بأسماء أصحاب العقارات بالشبك غير القانوني على شبكة الصرف الصحي وما زالت اللجنة تقوم بإعداد الخطوات القانونية اللازمة لاتخاذها بحق المخالفين.