عملت عوامل بسيطة على إظهار السياحة خلال مراحلها الأولى في الماضي وامتدت خلال عوامل أكثر تطوراً ساعدت على إبرازها في الحاضر فأصبحت حركة واسعة ذات أبعاد مستقبلية في الوقت الحالي.

فقد أصبحت السياحة محط أنظار معظم دول العالم، فأصبحت علماً متكاملاً له مفاهيمه وأسسه التي يقوم عليها، وفروعه العلمية المترابطة والمتنوعة وقد أتى ذلك في ظل الرؤية الجديدة للسياحة من قبل الاقتصاديات الحديثة التي ترى فيها قطاعاً إستراتيجيا ومورداً دائماً ومتزايداً من العملة الصعبة وصاحب ذلك محاولة هذه الدول إبراز ما لديها من أنواع جديدة للسياحة لتلبية كافة الأذواق والبواعث بهدف اجتذاب أكبر عدد ممكن من السياح الأجانب وتعمل جاهدة على وضع كافة تسهيلات إقامة وتنقل ومتعه هؤلاء السياح من أجل إقامتهم استقطاب المزيد من العملة الصعبة وعدم خروجها من البلد.

وهناك من الدول ما يشكل القطاع السياحي فهيا عصب اقتصادها الوطني وأهم مصدر اجتذاب العملة الصعبة واستقطاب رؤوس الأموال للاستثمار والتوظيف.

والأردن كبلد نامي يجد في القطاع السياحي فرصة كبيرة للمزيد من المكاسب وهناك الكثير من الخصائص والآثار التي يمتاز بها الأردن والتي من الممكن أن تجعله من الدول المتقدمة سياحياً إذا ما توفرت الظروف المناسبة وتوفير الأمن والاستقرار السياسي في المنطقة( منطقة الشرق الأوسط) ويتمتع الأردن بموقعه الجغرافي المتوسط،والقريب من الأسواق السياحية( الدول المصدرة للسياحة) بالإضافة إلى التنوع الطبيعي واعتدال المناخ والذي يجعل منه مكان جذب لكافة أشكال وأنواع السياحة والذي بدوره سوف يعمل على اجتذاب رأس المال  الأجنبي وتقليل عجز ميزان المدفوعات.

لكن الأردن لم يستطع استغلال موارده السياحية بالشكل المطلوب وبقيت السياحة في الأردن متذبذبة وذلك بسبب الأحداث السياسية والحروب التي اجتاحت المنطقة والتي يعتبر الأردن جزء منها ابتداء من 1948 واحتلال الضفة الغربية  وانتهاء بالحرب الأمريكية البريطانية على العراق، والتي كان لها الأثر السلبي الواضح على القطاع السياحي الأردني مما جعل الأردن غير قادر على اجتذاب السياح إليه لمعرفة كنوزه السياحية المحفزة.

ومن خلال هذه الدراسة سوف نستعرض ما يلي:

الفصل الأول نستعرض مقومات ودعائم القطاع السياحي الأردني والتي امتاز بها الأردن عن غيره من الدول وفي الفصل الثاني نتطرق إلى دور القطاع السياحي في الاقتصاد الأردني وحركة السياحة الخارجية من عام 1950 وحتى نهاية عام 2002 وأهم المؤثرات السياسية على القطاع السياحي الأردني.


الفصل الأول

مقومات ودعائم القطاع السياحي الأردني

للسياحة في الأردن مرتكزات تعد اليد الأولى في تفعيل حركتها وزيادة حجم صناعتها محلياً ودولياً وتتوزع تلك المرتكزات بين الطبيعة والإنسان  فالطبيعة قد ساهمت بالموقع والمناخ والتضاريس أما الإنسان فقد ساهم في صنع الآثار والتاريخ والحضارة.

إلى أن درجة تلك المرتكزات تتفاوت من بلد إلى آخر وذلك بسبب ما تمنحه الطبيعة للإنسان وما يميله الإنسان على الطبيعة.

والأردن كبلد يتوسط أقطار الوطن العربي وحلقة وصل بين الشرق والغرب واحتوائه على مميزات جغرافية عدة كالبتراء والعقبة وصحراء واسعة ومرتفعات إضافة إلى الآثار التاريخية البارزة التي تمثل الحضارات المتعاقبة على المنطقة ككل وعدد من المعالم الحضارية الحديثة كل ذلك جعل الأردن بلداً سياحياً متألقاً يأخذ على عاتقه إبراز و تطوير تلك المميزات والمعالم بهدف زيادة حجم التدفق السياحي الذي يعود بالفائدة الكبيرة على الاقتصاد الأردني وتحركيه.

  وفي هذا الشأن قمنا بتقسيم هذا الفصل إلى مبحثين:

الأول: عناصر الجذب السياحي

الثاني: الخدمات والتسهيلات السياحية.

عناصر الجذب السياحي:

ساهمت عوامل رئيسية في وجود هذه العناصر وهي( الطبيعة، الإنسان، الحضارة) فالطبيعة ساهمت في إيجاد موقع جغرافي، مناخ، وتضاريس وصنع الإنسان التاريخ والآثار والرحلات ،وابتدعت معه الحضارة كل ما هو جديد كالثقافة والمدن وسلاسل الفنادق العالمية.

أن الأردن يحتوي عناصر جذب سياحي تعتمد على المعالم التاريخية والأثرية كما وتعتمد على معالم طبيعية متنوعة من مناخ وموقع وصحراء ومياه معدنية ومالحة علاجية وجبلية، ومحاولة إيجاد بعض المعالم الحضارية الثقافية منها  والترفيهية والرياضية.

فهي تمثل مقومات السياحة ودعائم القطاع السياحي الأردني ومعالم سياحية تجذب السياح والزوار من كافة أنحاء العالم لزيارتها نعرض تلك العناصر في ثلاثة مطالب من خلال العوامل الأولى الثلاث التي أوجدتها:

1- المعالم الطبيعية:

 أولاً: موقع ومناخ الأردن:

يقع الأردن بين خطي طول 34,52 و 33,12 شرقاً وبين دائرتي عرض 29,17 و3333 شمالاً وتظهر فيه بيئتي الصحراء والبحر الأبيض المتوسط وقد ساعد ذلك على استمرارية الحركة السياحية في معظم فترات السنة، " وتعود أهمية الأردن لكونه حلقة وصل بين الشرق والغرب براً وبحراً وجواً و لموقعه المتوسط بين أقطار الوطن العربي مما جعله قبله أنظار القادمين من السعودية والخليج العربي ويزور الأردن نحو 75% من مجموع المسافرين العرب"([1]).

فالأردن يعد الممر الطبيعي للسياح والحجاج من وإلى المقدسات الإسلامية في السعودية والممر الطبيعي من وإلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف في فلسطين المحتلة مستقبلاً وستكون هذه ميزة عظيمة للمجالين السياحي والاقتصادي عامة إذا ما تم الوصول إلى حل مشكلة القدس الشريف.

ثانياً: التضاريس الجغرافية:

1- غور الأردن:" يعتبر إقليماً مميزاً لمسافة 370 كم من مصب نهر اليرموك شمالاً حتى خليج العقبة جنوباً ويتفاوت في أتساعه من 5 كم شمالاً العقبة إلى 35 كم عند خط أريحا ويتابين هذا المنخفض في مستوى قاعة بين منسوب (397) متراً عند أعمق نقطة لقاع البحر الميت ومنسوب(240+) متراً في منطقة وأدي عربة"([2]) وهي منطقة غنية بأنواع النباتات والمياه المعدنية  المالحة والمياه العذبة وترتفع به درجات الحرارة شتاءً مقارنة بالمناطق المجاورة وهناك 

أقصى جنوبه مياه خليج العقبة، وقد تم إقامة العديد من السدود لأغراض الري والتي سوف تطور مستقبلاً من اجل المنشآت و الخدمات السياحية التي قد تقام في هذه المناطق للعلاج والاستجمام كسد وادي العرب وسد الملك طلال وسد وادي شعيب.

2- المرتفعات الشرقية: ويتراوح ارتفاعها بين(1200-1500) متر فوق سطح البحر وتشكل هذه المرتفعات مكان جذب للسياح والزوار في فصل الصيف كما أنها تمتاز بتباين ارتفاعها وتنوع مناظرها وأن جبالها تكسوها الغابات والإحراج ومن أبرز المواقع السياحية في هذه المناطق، عجلون، دبين، إشتفنيا وزي"([3]).

3- الصحراء: وهي هضبة تشكل 81% من مساحة الأردن وهي تتميز بتنوع أشكالها مثل وادي رم الذي يمتاز بجمال الطبيعة وهدوئها وهناك واحات الصحراء ذات المياه الجوفية كواحة الأزرق" وهي مياه قديمة عمرها 5 الآف سنة وهي متدفقة باستمرار لذا فهي محافظة على وجودها"([4]).

نلاحظ مما سبق أن تنوع طبيعة سطح الأردن ومناخه وتضاريسه عملا على تنشيط الحركات السياحية على مدار العام، فمناطق الأغوار والبحر الميت والمياه المعدنية والمالحة والعقبة تستقبل السياح شتاءً أما المناطق المرتفعة كعجلون والبلقاء والشراة فهي تستقبل السياح صيفاً.

2- المعالم الإنسانية:

تمتاز الحضارات بكثرتها وتنوعها إلا أن هناك آثاراً بارزة تشد السياح والزوار ما زالت ماثلة وقد حافظت على هيكلتها بالرغم من ظروف الطبيعة وخطر الإنسان فهناك مناطق مألوفة للسياح بحيث تتوافر خدمات السياحة وأخرى جديرة بالزيارة لكنها غير مدرجة ضمن البرامج السياحية لقلة الخدمات فيها.

أولاً: الآثار اليونانية: نجد من المدن التي شيدها اليونانيون جرش، أم قيس ،طبقة فحل وعراق الأمير، واحتوت على عناصر الفنون وأساليب العمارة اليونانية.

 " كما أطلق الإغريق اسماءاً جديدة على بعض المدن  الأردنية كمدينة أم قيس التي صار اسمها" جدارا" وجرش واسمها" إنطاكية" وقد خلف اليونانيون في هذه المدن مخالفات أثرية مهمة مثل المعابد والمقابر والمسارح ونقوش يونانية ببارزة بالإضافة إلى مخلفات من العملة المعدنية ومن الزجاج والفخار والمصابيح"([5]).

ثانياً: الآثار النبطية: ترك الأنباط آثاراً معمارية وحضارية مهمة في مواقع مختلفة مثل البتراء، مأدبا، ذبيان، خربة التنور، أم الجمال، الخزعلي( وادي رم)، وطلح( وادي عربه) وتعتبر البتراء أفضل صور الفن المعماري لهم~" تعتبر مدينة البتراء عاصمة الانباط العرب، أعظم واشهر المعالم التاريخية في الأردن وهي تقع على مسافة 262 إلى الجنوب من عمان وقد وصفها الشاعر الإنجليزي" بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها"([6]).

ثالثاً: الآثار الرومانية: قامت في عهدهم حضارة متميزة في عدة مدن أردنية وهي المدن التي دخلت حلف المدن العشر أو حلف الديكابوليس أيام اليونان والرومان ومنها جرش، عمان، أم قيس، بيت رأس، \طبقة فحل، واربد" ولعل ما تميزت به محافظة اربد كثرة الآثار المنتشرة في كافة أرجائها حيث يندر أن تكون هناك مدنية أو قرية لم تقم على أو بجوار موقع أثري قديم يدل على ما شهدته هذه المنطقة من عمران وازدهار منذ أقدم العصور وما تمر عليها من أحداث سياسية هامة عبر مراحل التاريخ"([7]). وهناك صفوف الأعمدة و الطرق المبلطة والمسارح والمعابد ومن ابرز المواقع الرومانية جرش في عدد من المعابد مثل معبدي زيوس وارتيمس وثلاثة من المسارح والشوارع المبلطة والساحة العامة وسبيل الحوريات والحمامات وغيرها.

رابعاً:  الآثار البيزنطية: ومن آثارها الكنائس التي أقيمت في المدن الرومانية القديمة جرش  وعمان وأم قيس وأم الجمال وطبقة فحل ومأدبا وجبل نيبو وحسبان وذيبان والبتراء وأم الرصاص وتمتاز كثيراً منها برسومات وسمات خاصة تعكس طابعها وطابع الفترة آنذاك.

خامساً: الآثار الإسلامية: تتمثل في المساجد والأضرحة والقبور القديمة لأنبياء وصحابه وأئمة "أما أبرز الإنجازات المعمارية الإسلامية فتتمثل في الصروح المدينة والمباني الخاصة بالخلفاء والحكام الأمويين ومن اشهرها القصور التي بنيت في الطرف الشرقي من الأردن حيث كانت المنطقة مجاورة لأطراف بادية الشام من ناحية وتحيطها غابات وأنهار وواحات من ناحية أخرى"([8]) ومن هذه القصور عمرة، طوبة، المشتى، الحلابات، حمام السواح، الخزانة ،ومشاش.

سادساً: آثار الصلبين والأيوبيين والعثمانيين: من الآثار هذه نجد القلاع الصليبية كقلعة الكرك ويبين مخططها أن لها أبراجاً وأسواراً وبوابات وبعد عودة القلعة على يد صلاح الدين الأيوبي أدخلت عليها إضافات كبيرة وخاصة في عهد المماليك وهناك قلعة الشوبك التي تقع إلى الجنوب من قلعة الكرك وأطلق عليها اسم( مونتريال) وقد عادت إلى العالم الإسلامي على يد صلاح الدين الأيوبي.

أما آثار الأيوبيين تتمثل في قلقة عجلون( الربض) التي بناها عز الدين أسامة وهو أحد قادة صلاح الدين الأيوبي وأنشئت للحيلولة دون توسع مملكة الصليبين.

أما الآثار العثمانيين تتمثل في حصون صغيرة مربعة الشكل تقع في القطرانة والحسا وضبعه.

 

3- المعالم الحضارية:

الحضارة تضيف كل ما هو حديد وتبتدع في خلق مقومات تزيد من المعالم السياحية في البلد بالمدينة والثقافة التي علا الإنسان بها وبالتقدم الذي وصل إليه مجتمعه وفي كافة المجالات فتقدم الإنسانية و استقرارها يخلقان أفقاً جديدة والترويج والسياحة الدولية والمحلية ومجالاً رحباً في الاستثمار السياحي.

أن الأردن يتربع على عدد من المرافق الحضارية الثقافية منها والخدماتية إلا أنها ليس بالعدد الكافي كماّ ونوعاً وقد تكون لفئات معينة من الناس يتردد عليها أغلبهم لهدف غير السياحة ومن أبرز المعالم: المتحف الوطني ،صرح الشهيد، مدينة الحسين للشباب، الجامعات والكليات والمعاهد الخاصة الثقافية والعلمية الخاصة والعامة( مكتبة جامعة اليرموك) ودور الطباعة والنشر وسد الملك طلال، قناة الغور الشرقية، المتنزهات الوطنية، محمية الشومري بالأزرق بالإضافة إلى منشآت اقتصادية بارزة كالمصانع وسلاسل الفنادق العالمية إضافة إلى المهرجانات السنوية التي تقام لأغراض ثقافية وترويجية كجرش والأزرق والفحيص وغيرها والمهرجانات الرياضية التي تقام في العقبة لأغرضا التزلج والغطس أضافه إلى الراليات التي تنطلق من الصحراء الأردنية.

إلا أن هذه المعالم الحضارية قليلة إذا ما قورنت ببعض الدول المجاورة كمصر وإسرائيل  لأسباب عديدة خاصة تمويلية منها أن المحافظة على عصرنه تلك المعالم وبناء المزيد منها وتطويرها يعتمد على حد ما على ثلاثة عوامل أساسية:

الأول: ضرورة أن تواكب العصر في استمرارها وتقدم خدماتها ووصول المعلومات الجديدة دوماً واختصار المسافة والوقت كالمكتبات الثقافية والعلمية مثلاً.

الثاني: ضرورة الترويج لها ووضع التسهيلات والضمانات والحوافز من قوانين وتشريعات للاستثمار فيها كالمدن الترفيهية والقرى السياحية والفنادق العالمية والمدن الرياضية... الخ.

الثالث: ضرورة خلق بيئة خاصة واستقرار سياسي وأمني واقتصادي فالسياحة حركة وصناعة هي أكثر القطاعات حساسية وتأثر في ذلك.

مما سبق نجد أن المعالم الحضارية ضعيفة في الأردن وتحتاج للمزيد ويجب على السياحة أن لا تعتمد سياحة الآثار التي تجذب فقط 12% من السياحة الدولية.

- أن العملية السياحية في الأردن تحتاج إلى التركيز على الأشكال السياحية المطلوبة الآن ومستقبلاً ونجد منها:


أولاً: السياحة العلاجية:

لقد عرف" كلاوس كولينات، شتاينكه" في كتابه جغرافية السياحة ووقت  الفراغ" الأماكن العلاجية بأنها الأماكن المعترف بها والتي تشكل الوقاية والعلاج والتأهيل والأمراض الصحية"([9]) والعلاج بالمياه المعدنية يرجع إلى الماضي البعيد وهذا أثبتته الدراسات الطبية.

والأردن يزخر بسياحة علاجية تشكل أحد دعامات قطاعه السياحي ومن أشكالها:

1- السياحة العلاجية بالمياه المعدنية في ماعين والشونة الشمالية والحمة وعفره وبربيطه.

2- السياحة العلاجية بالمياه المالحة في البحر الميت وضفافه الرملية" بالإضافة إلى ارتفاع الضغط الجوي فيه مما يؤدي إلى زيادة الأوكسجين في الجو وهذا يعتبر مفيد جداً للأشخاص الذين ليديهم مشاكل في التنفيس ومن جانب آخر وجود سحابة من البخار مجتمعه فوق الماء بسبب ارتفاع عملية التبخر مما يعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية بحيث يستطيع السائح التعرض لأشعة الشمس دون ضرر"([10]).

3- السياحة العلاجية الساحلية على شاطئ العقبة والدافئة شتاءاً.

4- السياحة العلاجية الصحراوية كالأزرق ورم والتي تستخدم الشمس فيها كعلاج لبعض الأمراض.

5- السياحة العلاجية الجبلية كعجلون الدافئة صيفاً والمفيدة لصحة وسلامة الجسم.


الخريطة(1) توضح التوزيع المكاني للينابيع الحارة( المياه المعدنية للأردن)


نعتقد بذلك أن السياحة العلاجية رائدة القطاع السياحي واستثماراته آنياً ومستقبلاً لأن:

1. لها دور في تطوير وتعمير مناطق بعيدة ونائية وبالتالي المساهمة في خلق نوع من التوازن الإقليمي.

2. السياحة العلاجية تتداخل مع قطاعات إنتاجية أخرى كالزراعة والصناعة والخدمات وبالتالي زيادة الإنتاج المحلي والإجمالي من صناعات ريفية ومحلية لتغطية الطلب المحلي وهذا حافز لخلق المزيد من المشاغل والاستثمارات بكافة الأحجام.

3. خلق المزيد من فرص العمل لأبناء المنطقة خاصة على مستوى الصناعات والعمالة السياحية.

4. إن الاهتمام الكبير وتطور السياحة العلاجية سيدعم ميزان المدفوعات وذلك من خلال إدخال العملات الصعبة وتخفيف عبء المديونية.

ثانياً: السياحة الدينية:

للأردن بعض المزايا والمقومات نذكرها باختصار: هناك من المناطق الأردنية ما ذكرت في الكتب السماوية، وهناك الموقع المتوسط بين الأماكن الإسلامية المقدسة والمسيحية في فلسطين المحتلة و الأماكن الإسلامية في السعودية. وهناك بعض المواقع السياحية التي ينظر إليها من جانب ديني للديانتين المسيحية والإسلام كالمساجد والأضرحة والكنائس القديمة والجديدة في مختلف الأماكن السياحية.

ثالثاً: السياحة الصحراوية

تشتهر الأردن بسياحتها الصحراوية مثل وادي رم و المعروف بوادي القمر والذي يمتاز بجباله الشاهقة وبما فيه من آثار نبطية وثمودية وكذلك حياة البداوة الزاخرة هناك. وتعتبر تلك الجبال أفضل أماكن التسلق في الأردن يمتد ارتفاع أعلاها 1754 م وهي قريبة من البتراء والعقبة مما تعتبر منطقة متكاملة للسياحة وخدماتها. وهناك واحة الأزرق وهي محطة هجرات الطيور والتي تربو على350 نوع وهي فرصة لرحلات الصيد البرية.

وهناك (القصور الصحرواية: وهي سلسلة من القصور مترامية في الصحراء على شكل دائري بناها الأمويين كمراكز للاستراحة أثناء رحلات الصيد وبعضها كنقاط للمراقبة وحراسة للقوافل التجارية)([11]) ، مثل قصر الحرانة وعمرة والحلابات والمشتى وحمام السراح والطوبة.


الخريطة (2) توضح التوزيع المكاني لأبرز معالم العرض السياحي والخدمي في الأردن.


رابعاً: سياحة المؤتمرات.

يعقد في الأردن سنوياً عشرات المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية التي تدفع بالعديد من الناس للمشاركة بهذه المؤتمرات، وقد أصبح بفضل موقفه المتزن بين الدول العربية قبلة أنظار المؤتمرين.

إن هذه المؤتمرات تعتبر محط أنظار المنشآت والحركة السياحية كأن تنعقد في منتجعات وفنادق عالمية في بلد ولفترة تدر عائد على المستثمرين وعلى الدولة المضيفة.

خامساً: السياحة الثقافية.

تتعدد أوجه السياحة الثقافية والتي تعكس تقدم وإزدهار البلد والمستوى الثقافي لشعبها ونجد منها في الأردن المناسبات الخاصة كسباق الجمال والخيول العربية والبرامج الشعبية التي تعكس تراث البلد ونجد المناسبات الثقافية من شعر وأدب والمهرجانات الثقافية كمهرجان جرش الثقافي الذي أقيم الأول منه سنة 1981 . ويشارك في  نشاطات هذا المهرجان فرق غنائية وفلكلورية محلية وعالمية ويقام في المهرجان كذلك معارض فنية وأخرى للحرف اليدوية. ونجد أن عدد كبير من المغتربين و الزوار يقدمون للأردن لأجل هذا المهرجان.

وبناء على كل ما سبق نجد أن الأردن يحوي العديد من عوامل العرض السياحي.مقابل ذلك نجد أن الكثير من تلك المقومات يحتاج إلى التحسين والتطوير فالخدمات إما مفقودة أو قليلة ذات فاعلية متدنية. فالخدمات يجب أن تتركز في مختلف المواقع السياحية حتى تشبع كافة أذواق السياح وتطيل إقامتهم مما يعني المزيد من النقد الأجنبي فالسياحة بدون خدمات وتسهيلات تفقد معناها ومغزاها.

الخدمات والتسهيلات السياحية.

إضافة إلى المقومات السياحية التي تم ذكرها في المبحث الأول فإن للقطاع السياحي الأردني دعائم أساسية يقوم عليها تطوير وإبراز تلك المعالم. وتتمثل هذه الدعائم في خدمات الإقامة والراحة وتسهيلات النقل خاصة وأنشطة دعاية وتسويق قوية عصرية ومتخصصة لتلك المعالم والخدمات والتسهيلات.


Book Antiqu

  • Currently 136/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
44 تصويتات / 3031 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2007 بواسطة SahamAlkefarat

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

63,355