السؤال:زوجة ملتزمة تعاني من البر ود الجنسي وفي أحد الأيام وبينما كانت في منزل إحدى الزميلات الأقل التزاما شاهدت بعض اللقطات العاطفية مما ولد لديها الرغبة سؤالي هو هل يجوز مشاهدة مثل هذه اللقطات بقصد إيجاد الرغبة وبالتالي رضا الزوج الذي يهدد بالزواج بأخرى ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
حل المشكلة
بسم الله الرحمن الرحيم المكرمة الأخت بنت الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد لم يترك الله تبارك وتعالى عباده يسرحون ويمرحون كما تسرح البهائم وتمرح بل كرمهم وأرسل إليهم الرسل بالهدى ودين الحق قال الله تعالى { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } سورة الإسراء آية 70 فضلهم على كثير من خلقه تفضيلا ظاهراً بما ركب فيهم من عقول تميز الطيب من الخبيث والصالح من الفاسد تتحكم عقولهم في تصرفاتهم أعطاهم القدرة على توجيه غرائزهم فهم أصحاب إرادة ومشيئة قال الله تعالى { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } سورة الكهف آية 29 والبصر أحد الحواس التي ركبها الله في خلقه وأوجب عليه أحكامها وآدابها ويسأل الإنسان عن الوفاء بها فيجزى خير الجزاء إن هو أطاع ويعاقب وفاقاً إن هو عصى وعنى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بحفظ البصر حفظه من أساب فقدانه كغيره من أطراف الجسم والبدن عامة وحفظه من الوقوع على محرم لما له من خطر وتأثير يقود صاحبه إلى الوقوع في عظائم الأخطاء وكبائر الذنوب قال الله تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون } سورة النور آية 30 فهو سبحانه يحث عباده المؤمنين ويأمر الذكور والإناث بوجوب كف أبصارهم عن ما لا يحل لهم ويخبرهم بأن غض البصر وسيلة لكف الفرج عن الوقوع في المحرمات والبصر هو الباب الأكبر إلى القلب وأقصر طرق الحواس إليه فغض البصر وحفظ الفرج طهر في الدين وبعد عن الدنس ومن لم يلتزم بذلك كان عرضة للعقوبة قال الشاعر ألم تر أن العين للقلب رائد *** فما تألف العينان فالقلب آلف – ولا يخفى على عاقل ما للنظر من أثر في إثارة الغرائز وتحريك الشهوة الموصلة إلى الوقع في المحرم إذا وقع النظر غير مباح ولتلافي تلك الإثارة أمر الله عباده المؤمنين والمؤمنات بغض البصر عن كل ما لا يجوز النظر إليه إذا النظرة سهم من سهام إبليس وقد قيل ( نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء ) قال الشاعر – كل الحوادث مبدأها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر //// وكم نظرة أودت بصاحبها *** تلك السهام بلا قوس ولا وتر //// والمرء ما دام ذا عين يقلبها *** في أعين العين موقوف على الخطر //// ويسر مقلته ما ضر مهجته *** لا مرحباً بسرور جاء بالضرر – فيتبين لنا مما سبق خطر إطلاق النظر أما بالنسبة لما تذكرينه من البر ود الجنسي فإن من أسباب السعادة الزوجية هو انسجام الزوجين حين المباضعة وأخذ كل منهما متعته من الآخر بأقصى ما يستطيع وفي حدود ما أحله الله لهم ومن الأسباب المعينة على كمال الانسجام الحالة النفسية للزوجين وتختلف هذه الحالة فتصل إلى عدم الرغبة في كثير من الأحيان ومن المعلوم أن الحالة النفسية للزوجين لها دور كبير في وجود وانعدام الرغبة الجنسية بينهم فعليه ينبغي البعد عن المنغصات بأنواعها لكي يتحقق لكلا الزوجين ما يصبوان إليه من تمتعهم ببعضهم البعض على الوجه الأكمل أما سؤالك هل يجوز مشاهدة مثل هذه اللقطات بقصد إيجاد الرغبة وبالتالي رضى الزوج الذي يهدد بالزواج بأخرى فإنه لا يجوز بل محرم لما فيه من فساد كبير وأنه من الأسباب الرئيسية لخلع الحياء المؤدي إلى الوقوع في المحرم ومن ناحية أخرى تعتاد النفس أنها لا تبلغ ذروة رغبتها إلا بهذه المسببات فعليه ننصحك بما احل الله وعدم التعمق وطلب المزيد وكذلك ننصحك بالبعد عن مزالق الردى ومشاهدة مثل هذه المناظر التي تؤدي إلى خلع الحياء رويداً رويدا أما تهديد زوجك بالزواج بأخرى فإننا نقول لك ابحثي سبب عدم رغبتك تلك وعالجيها العلاج الحلال وكما أسلفت قد يكون هناك سبب نفسي يمنعك من هذه المتعة وأجدها مناسبة أن أذكرك بمناصحة زميلتك وحثها على مكارم الأخلاق وأن المرأة بدينها وأخلاقها وتذكيرها بأن الشيطان حريص كل الحرص على ضمها إلى حزبه وأن تبيني لها أهمية صلاح المرأة وأن صلاحها يعود على الفرد والمجتمع بنتائج إيجابية وتذكيرها بأن المرأة هي أم للمجتمع فكيف نتخيل مجتمع صالح والمرأة فيه على هذه الحال ختاماً ندعو الله لك بأن يحفظك ويحفظ لك زوجك وأن يجعلكما متحابين فيه
المرجع/سلوك المرأة المسلمة تأليف سيدي محمد محمد الشنقيطي
مع تحيات
اخوكم وصديقكم/
ساحة النقاش