جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تعود على الانتقال لا يقف فى مكان ولا يحمل ذكرى ولا يكن لشخص مودة تدوم ، هو صاحب موقف كعربة تحمل من الاشخاص الكثير تدور بهم تقف فى محطات حياتهم لا تعبأ بمن يحب أو يكره أو يتألم أو حتى يفرح ، فقد حلاوة الاشياء وطعم الحلوى ،ونسمة الليل وذكرى العاشقين ، - لا - هو لا يعرف معنى العشق ومحبة العاشقين فلم يجرب تلك المنطقة ولم يعيها عقله ولم يدق ما بين ضلعيه يوما ليتذوق حلاوتها، أصبح يعشق الأسفلت الذى يرافق مسيره ، وقضبان السكك الحديدية التى تحمله إلى محطات البزنس ، وبنوار المسرح الكبير الذى يرافق فيه وجوه جامدة لابد من الابتسام لها ، وحقيبة يملؤها بأشياء هى مرافقه الأوحد ، عبث بها فلم يجد صورة لقريب أو صديق ، بعض من الاموال والفيزا والموبايل واللاب توب هى أهم لحياته ، فرشة اسنان وبعض الاسبرين ومخفف للصداع ، لا يحتاج إلى ملابس فقد تعود على شراء الجديد من كل مكان يزوره ، لحظة واحدة مرت ، نظر بطرف عينه وكأن أعضاؤه توقفت عن العمل وعقله الذرى تاه بين محطاته الكثيرة ، سقطت سنوات عمره الاربعين بين نقاط الإطار الذى أخذ ببريق عينه فى اتجاه آخر ، حمله بثقل جمدت ملامحه عند تعبير واحد لا يحمل أى انفعالات ،تسمر فى مكانه كتمثال بشرى مرت عليه أربعة عقود كاملة دون أن يلفت نظر المارين به ، بالت عليه الدنيا وانهالت عليه الأتربة وبعض رتوش من الوان الصبية الصغار العائدين من مدارسهم ، ورسمت قلوب تحمل سهمين فى طرفيهما أول حرفين لعاشقين ، هنا تغيرت ملامح وجهه تذكر المكان والزمان وطرف السهم الذى يحمل أول حرف لاسمها، توجه نحو الشباك ليرى أن العالم يسير وأنه هناك حياة كان يتقن فن تعامله معها ، مد بصره نحو شباك صغير على الطرف الاخر من الشارع ،زاغت عينه بين الألوان المتماثلة ، تذكر انها هناك بعيدا وأن شباكها ليس هنا ، وأن السهم الذى اخترق قلبه مرسوم على بنوار مسرح أخر ، أعاد الاطار إلى مخبأه ولم يعد هو .