الحمد لله الذى أحكم الأمور وقدرها ، وقدر الأشياء ودبرها ، ودبر الموجودات وصورها ، وصور الخليقة وأظهرها ، وطهر القلوب ونورها ، ونور الكواكب وسيرها ، وسير الأفلاك وسخرها ، ونشر السحب وأمطرها ، وطيب أنفاس الأسحار بالأذكار وعطرها ، وفضل مواسم الطاعات وللخيرات يسرها ، وشرف شهر رمضان وميزه بليلة القدر فطوبى لمن عظمها ووقرها ، يا لها من ليلة ما أبركها وما اكثر خيراتها وأغزرها ، ويا لها من ليلة ما رفعت إليه فيها قصة محتاج إلا نظرها ، ولا وصلت إليه دعوة مظلوم إلا نصرها ، ولا صعدت إليه أنفاس كربة إلا أزال كربها وضرها ، ولا تضرعت بين يديه معتذرة إلا قبلها وعذرها ، ولا توجهت من أجله قلوب منكسرة إلا أغاثها بلطفه وجبرها .
فسبحان من أطلع فى هذه الليلة الشريفة على الذنوب فغفرها وعلى العيوب فسترها وعلى القلوب فسكنها وعمرها وعلى حوائج السائلين فقضاها بفضله ويسرها.
هى ليلة القدر التى شرفت على كل الشهور وسائر الأعوام
من قامها يمحو الإله بفضله عنه الذنوب وســـــــائر الآثام
فيها تجلى الحق جل جلاله وقضى القضاء وسـائر الأحكام
فادعوه واطلب فضله تعط المنى وتجاب بالإنعام والإكــرام
فالله يرزقنا القبـــــــــول بفضله ويجود بالغفران للصوام
ويــذيقنا فيها حــــــــلاوة عفوه ويميتنا حقاً على الإسلام
ساحة النقاش