بحوث الثروة السمكية

الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

authentication required

(4) الملوحة Salinity :

ملوحة الماء يقصد بها تركيز الأملاح الذائبة ويعبر عنها بالجرام / لتر من الماء ( أى جم/ كجم أو جزءفى الألف ppt (وهناك علاقة بين كل من الالوحة ودرجة تشبع المياه بالأكسجين من جهة والملوحة والملوحة والضغط الأسمبوزى للمياه من جهة أخرى ، أما عن الأكسجين فان درجة تشبع المياه به تقل بزيادة الملوحة وهذا يعنى أن المحتوى الأكسجينى لمقدار معين من المياه العذبة يفوق المحتوى الأكسجينى لنفس القدر من المياه البحرية تحت نفس الظروف . وعن علاقة الملوحة بالضغط الأسمبوزى فقد وجد أن الأسماك تختلف فى مقدرتها على مقاومة الضغط الأسموزى ، ولذا فان درجة الملوحة من العوامل المهمة فى عملية تربية الأسماك ونموها وتكائرها ، فالأسماك كغيرها من الكائنات الحية تحتاج الى بعض الأملاح لتنمو نموا طبيعيا كما  أنه يجب أن تكون نسب الأملاح فى المياه تتناسب مع متطلبات نوعية الأسماك المستزرعة حيث تختلف الأسماك فيما بينها من حيث احتياجاتها من الأملاح ولكل نوع من الأسماك مدى معين يمكن أن يعيش فيه معيشة طبيعية. ويمكن تقسيم المياه الصالحة للاسشتزراع السمكى الى ثلاثة أنواع رئيسة، لدرجة ملوحتها وهى :

أ- المياه العذبة Fresh water:

وهى المياه التى تتراوح نسبة الأملاح الكلية الذائبة فيها بين 1-3 جم / لتر مثل الأنهار والبحيرات العذبة والعيون والينابيع والآبار وكذلك مياه الأمطار.

ب- المياه البحرية (marine) water :

وهى المياه التى تتراوح نسبة الأملاح الكلية الذائبة فيها بين 35- 40 جم /لتر مثل مياه البحار والمحيطات والبحيرات المغلقة التى تقع بالقرب من البحار.

ج- المياه المويلحة Brackish water:

وهى المياه التى تتراوح نسبة الأملاحالكلية الذائبة فيها بين 7- 20 جم / لتر، وهناك بعض أنواع الأسماك التى لها القدرة على التأقلم مع درجات مختلفة من الملوحة لقدرتها عل حفظ توازنها الأسمبوزى مثل أسماك ثعبان الماء وأسماك العائلة البورية (عائلة العربى) وبعض أنواع القاروص على أننا يجب أن نفرق بين مقاومة بعض الاسماك لتغيرات الملوحة حيث تستطيع الأسماك أن تحافظ على حياتها لفترات قد تطول أو تطول أو قد تقصر، تبعا لدرجة الملوحة ونوع الأسماك وبين أن تنمو الأسماك نمو طبيعيا يحقق الفائدة المرجوة من انشاء المزرعة السمكية اذ قد تنجح الأسماك فة مقاومة الملوحة لكنها تفشل فى تحقيق النمو الجيد.

(5) عسر المياه Hardness:

عسر المياه يقصد به تركيز أيونات الكالسيوم والماغنسيوم فى الماء بالمليجرام / لتر ومن المياه العذبة ما تكون درجة عسره أقل من 200 مليجرام/لتر (2,. جرام /لتر)، بينما قد تصل درجة عسر ماء البحر الى 6500 مليجرام /لتر (6,5 جرام/لتر). ودرجة عسر الماء الملائمة لنمو الأسماك تتراوح بين 20 – 300مليجرام / لتر وبصفة عامة يجب ألا تقل درجة العسر فى المياة العذبة الصالحة للاستزراع السمكى عن 12,5 مليجرام / لتر، واذا كان الما يسر لدرجة كبيرة والمطلوب رفع درجة العسر ( تقليل يسره) فيمكن عمل ذلك باضافة قليل من الجير الى الماء. ويقاس عسر المياه فى المختبر بطريقة التى تعتمد على عملية المعايرة الكيميائية الا أنه فى حالة المزارع السمكية قد يكون أستخدام أشرطة قياس خواص المياهأيسر وأسهل كما وفرت الشركات المتخصصة الكثير من الأجهزة الحديثة متعددة القياسات والتى يمكن استخدامها لقياس خواص المياه الفيزيائية والكيميائية ، ويمكن للعاملين فى المزرعة السمكية أن يتعرفوا على عسر المياه اما بواسطة تذوقه واما بملاحظة كمية الأملاح المترسبة عند خط عكس المياه مع جوانب الحوض أو بطريقة أخرى سهلة وبسيطة وهى استعمال الصابون فاذا أمكن للصابون أن يحدث رغوة بسرعة كان ذلك دليل على أن الماء يسر، أما اذا احتاج الصابون الى بعض الوقت لاحداث الرغوة فان هذا يعنى أن الماء عسر.

(6) تعكر المياه Turbidity :

يقصد بالتعكر:

 وجود مواد عالقة بين جزيئات المائ تؤثر فى نفاذ أشعة الشمس داخل الماء وبذلك تؤثر على عملية انتاج الأكسجين بواسطة البلانكتون النباتى(الهائمات النباتية) وغيره من الكائنات النباتية نتيجة لتراجع فرص نمو هذه الكائنات بسبب غياب الضوء ومن ثم تعطل عملية البناء الضوئى الى جانب عملية انتاج الأكسجين فان الكائنات النباتية فى حد ذاتها لازمة لغذاء الأسماك ومن ثم فان الأسماك فى حالة عدم قدرة الكائنات النباتية على النمو لقلة الضوء ستفقد مصدرا من مصادرها الغذائية.

ويضفى ازدهار الهائمات النباتية على الماء اللون الأخضر على أن اللون الأخضر للمياه اذا كان أخضر فاتح فليس هناك مشكلة أما اذا تحول الى الأخضر الداكن أصبح هناك خطورة على الأسماك مما يتطلب معه تغيير مياه الأحواض أو على الأقل جزءا منها.على أنه لا يجب الخلط بين تعكر الماء، بسبب وجود كميات كبيرة من البلانكتون النباتى وبين تعكر المياه نتيجة لوجود مواد طينية أو مواد عضوية متحللة ، وتتعكر المياه بسبب تحريك الأسماك لرواسب القاع أثناء تغذيتها أو أثناء وضع البيض نتيجة لقيام الأسماك بمطاردة بعضها البعض أو بعمل الحفر فى القاع لتضع فيها البيضكما تفعل أسماك البلطى. واذا كانت الأحواض تزود بالمياه من السدود فان المياه قد تتعكر من السيول التى تحمل معها كميات كبيرة من الطمى وفى هذه الحالة يمكن التقليل من درجة تعكر المياه باضافة الجير المطفىْ أو الجير التجارى ( الشب).كما يمكن معالجة المياه المحتوية على الطمى قبل دخولها أحواض الاستزراع، وذلك لعمل حوض أو بركة ترسيب لمراقبة المياه قبل فتح رى الأحواض ليتم ترسيب الطمى فى هذا الحوض ومن ثم تمر المياه رائقة الى المزرعة مع مراعاة أن يتم تنظيف حوض المرلقية من حين لآخر تبعا لكمية الطمى المترسب فيه.

ويمكن معرفة مدى تعكر المياه بمجرد النظر فى أحواض التربية، كما أن هناك وسييل أخرى تستعمل لنفس الغرض تعرف باسم قرص سيكى وهى عبارة عن قرص حديدى دائرى يتراوح قطره بين 20- 30 سم مطلى باللونين الأبيض والأسود أو باللون الأبيض فقط ومعلق من مركزه فى حبل مدرج بدءا من سطح القرص الى أعلى ، ولقياس تعكر المياه يتم وضع القرص فى الحوض بينما يمسك بالحبل ثم يتم خفض القرص تدريجيا ببطء حتى يختفى عن النظر وعندها يلاحظ العمق الذى اختفى عنده القرص بقراءة التدريج على الحبل ويعتبر العمق مناسبا لتربية الأسماك اذا تراوح بين 30 – 40 سم . يمكن أن يستخدم اخر لتعكر المياه شيبها بمقياس سيكى يسمى مقياس الشفافية ويتكون من قرض من الخشب له نفس قطر قرص سيكى تقريبا ومطلى بالأبيض والأسود  ومثبت من مركزه بعصا مدرجة طولها مترا واحدا أو أكثر يتم استخدام هذا المقياس بانزاله تدريجيا فى المياه من أحد جوانب الحوض حتى يختفى القرص وعندها نلاحظ القراءة على العصا، ثم ترفع العصا بالتدريج أيضا حتى يعود القرص للظهور مرة ثانية ونلاحظ القراءة الثانية على العصا وبحساب الفرق بين القراءتين يكون الناتج ممثلا لعمق شفافية المياه فاذا كان عمق الشفافية يتراوح بين 30 - 40 سم كان ملائما لتربية الأسماك، أما اذا كان العمق أقل من 35 سم فان المياه فى هذه الحالة تكون غير صالحة ويجب وقف التغذية وتغيير المياه أو جزء منها. ونختم كلا منا عن المياه وخواصها بالاشارة الى جزئية مهمة ألا وهى ضرورية الانتباه الى مصدر المياه المستخدمة لاعداد الأحواض بحيث لا تكون عرضه للتلوث الصناعى الناتج عن مخلفات المصانع أو التلوث الكيميائى بالمبيدات الحشرية الناتج عن الصرف الزراعى أو التلوث العضوى الناتج عن الصرف الصحى لأن ذلك يضر مباشرة بالأسماك فضلا عن الضرر بصحة الانسان نتيجة تناوله لهذه الأسماك الملوثة.

تابع الجزء الثالث من مقومات الاستزراع السمكى.

 

                                  أعدته للنشر علي الموقع

                        د/ ليلي عبدالله 

                      مدير إدارة البحوث والدراسات الإقتصادية

المصدر: كتاب الاستزراع السمكي ( تقنية وإدارة) د/ ناصر بن عابد عبد الله د/ السيد محمد إبراهيم يونس
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1315 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2021 بواسطة Research

ساحة النقاش

الإدارة العامة للبحوث

Research
الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

148,506