الــــحـب الــــعـصـي
حبـكِ كــان ..عـليَّ عــصـيّـــا
فتغلغـل فـي أعمـق أعمـاقـي
والـدمـع لَـطالمـا كـان سخيّـاً
حـتّىٰ امـتـلأت بــه أحـداقــي
فأنا ليسَ مِن شيمي الـبكـاءُ
إنـمـا حبـك سـد علـيَّ ٱفـاقـي
ياهدىٰ المحبين أنت نور إذا
مااختفى الـقمـر فـي الـمحـاق
وتبعثرت النجوم في السماء
وشق عليها مـن البعد التلاقي
فكما الماء رقراقاً يجف علىٓ
اطراف الجداول بـاسـتنشاق
يُـوغـل ويـصفق طربا كـلمـا
جرىٰ عميقـا .. فـي السواقـي
حبك يمعن في تعذيبي فكما
أنعمُ بلقياك أشقىٰ عند الـفراق وأهيم صباً كلما ذكرتك ففي
ذكراك يقتلني حبي واشتياقي
فإن تجرعت سم البعاد لقاؤكِ
دوائـي والـنظر .. اليك ترياقي
فانت أقرب مني إليّ وبعدك
كالهجر بلا وداع ودون تـلاقـي
فأنا عشقتك قبل ان تخلقي
وسطرتك ملحمة فـي ٱفـاقـي
فكما قدر للحب ان يجمعنا
خُطَّت في صفحتنا ايات للفراق
فإن قدر ان يبعث الحب من
جديد نبعث معا بقدرة الخلاق
فحبنـا الـذي كـان يـتـصعــد
نشيدا مداه السموات الطبـاق
محي الدين الحريري