{ مقال يتعرض لفن الرواية ما بين الفصحى والعامية }
لحظة ضوء ---------------
_ في بداية التعرض لنص بعينه يبدو الأمر كأننا على وشك التعرض لبركان كامن يكاد يعلن ببعض منه على قدومه مما يلزمنا بضرورة تصور الأمر بصوره المتعددة؛ والتي ستقع حتما علينا فتقع أعيننا في لحظة خاطفة على المشاهد الكاملة لما سيحدث بعد ثوان معدوده؛ وهنا لحظة الضوء
التي نود الإشارة إليها وهي مدى بلاغة الحرف؛ وما يتضمن من عناصر كثر تأخذنا رغم عنا لنحيا بين ركائزه وأبعاده المترامية هنا وهناك بغير تطلع منا لترك ذاك السبيل الآخذ للمعايشة الكبرى التي تستدعي الحواس مجتمعة للحضور والتفاعل مع الأحداث الدائرة؛ ولأن لغة الضاد كافية ملمة
بكل العناصر والمفاهيم بل تتخطى ذلك بذاك الزخم المتصل بحروفها عبر قرون من الزمان وكانت البداية بالحروف التي تعجز أمامها عقولنا كآفة أمام حروف العلي العظيم إذ أنزل القرآن الكريم باللغة العربية الفصحى المتأصلة على قلب نبيه المختار لتكون لنا السبيل الأعظم على الإطلاق في التعرض لكل تفصيلة تخص الإنسان والكون؛ ومن ثم تكون الفاتحة المانحة لنا لنسلك درب التعبير بنفس اللغة المنزلة التي تقول لنا بلسان الحال أني الأصل فعني خُذُواْ ولا تنساقُ عبر طرق أخرى في التعبير والإدلاء والإيضاح لمن أراد الوصول للقمة والتربع على عرشها بجدارة فلا سبيل لنا غير التمسك؛ وبكل قوة بلغتنا الثرية الحاضنة لكل المعان التي تناسب كل زمان ومكان بغير النزوح لاستخدام عامية لا تفي بالغرض الأكبر
ولا نقصد التقليل منها بل بوضع كل أمر بمكانه الأسمى والصحيح ليتعلم الكآفة.
خالد نادى