مدونة ايكة الشعراء للأديبة راندا كيلاني

مصرع الشيب :

ألا ليت شعري مصرع الشّيب باديا

فشيبي بدا كالجيش للرّأس غازيا

بدا الشٌيب مابين المفارق أبيضا

كما شُعَب تحتلّ أشْعار رأسيا

وليس بهذا الشّيب عار يُعيبني

ولكنني أصبحت رثّا وباليا

لقد ولّت الأيام والكَبْر هدَّني

مشيتُ على العكّاز يُرثى لحاليا

أرى العمر يمضي والشَّعوب دَنيّة

إلى اللّحد نخطو واحدا إثر ثانيا

ولكنّ شيب الرُّوح يبقى مخضرما

ويبقى صغير القلب في العشق لاهيا

يقولون أنّي لم أعد أبتغي الهوى

وغيم الهوى في القلب أضحى تواليا

إذا الشّيب يعطي للمشيب وقاره

فكم مَنْ يرى فيه التّرَهل طاغيا

تريّث نديمي ليس في منهج الهوى

دساتير تلغي العشق إنْ كان راسيا

فإنّي مُحِبّ للغرام وأهله

وفي الجوف بركان يذيب الحواشيا

ونحن رعيل نتبع الحُسْن والهوى

كأنّ جميل الحُسْن للضّيم لاغيا

فإنْ كُنتَ عن قصد تثير مواجعي

لِتَقتصّ مِنْ شيبي ، يطير صوابيا

على الرّغم من شيبي أكابد لوعتي

فأين سألقى مَنْ يزيل مصابيا

قرأتكَ في العينين حُزنا وحسرة

وليتك تَرفدني بعشق الغوانيا

وإنْ كنت تنوي للمشيب أذيّة

فرُحماك قلبا هائما متصابيا

وإنْ شئتَ مِنْ جوفي تقيم وليمة

فحطِّم لأضلاعي وأشعلْ لما بيا

وعينك إِنْ ألقت عليَّ بنظرة

لربّ أتت للقلب كالسّهم آذيا

فسيف الهوى إِنْ كان للقلب قاطعا

رجائي فكنْ لي كالطبيب المداويا

فلا عتَبا تبديه أرجوك سامري

برغم مشيبي للهيام بواقيا

ولا تبخس الخفّاق حقًّا إذا نوى

لعشق جميل الرُّوح إنْ كان ناويا

سأبقى كقيس أنشد الطير والقطا

وأبقى جميلا في ثرى اللّحد قافيا

فليس أنا من يكنز العشق مفردا

ففي جُلّ خير الناس ذا الحال ثاويا

وثِقْ أنَّني شيخ أرى العشق مُلهِمي

لعلّ قريضي يجعل القلب زاهيا

........................................

بقلمي : غسان الضمان

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 72 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2022 بواسطة Randakelani

مدونة خاصة للأديبة راندا كيلاني

Randakelani
ادبية ثقافية اجتماعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,687