صنو الروح :

القلب جال وطاف حول دياركم

يرنو هنا وهناك عَلَّ يراكم

ليلي ينوء وضاق صدري لوعة

ما عدت يوما لحظة أنساكم

إن طال هجركِ مَنْ ينير لي الحشا ؟

طول الفراق إلى فؤادي يُسْجِم

كم كنتِ بدري والسُّمير بوحشتي

عمري سأبقى في طيوفك أحلم

لم أشك منك ولم أراكِ ذميمتي

هذا لعلمكِ ليت قلبكِ يعلم

والدّمع تذرفه عليكِ نواظري

كالغيث سال وللخدود يُحَمِّم

أنتِ الخليلة لا سواكِ يهمُّني

أوَما عرفتِ بأن حبَّكِ مُكْلِم ؟

إِنْ غبتِ عنّي لحظة وسويعة

أبكي الفراق وللمبيت أيَمِّم

فالبعد يأْسرني وأشكو لوعتي

والبُعدُ يحرقني وجوفي يُعْتِم

مَلَّكتكِ القلبَ الجريح صبابة

وتركتُه كَلِفا يصون هواكم

أشعلتِ نارا في الفؤاد وهاجني

شوقا إليكِ وكنتُ حبَّكِ أكتُم

إنِّي أغار إذا رأيتُ متيَّما

يرنو إليكِ ودمع عينكِ يَسْجم

فخذي حشائي والفؤاد وما به

كوني له القاضي يُثيب .. يُجَرِّم

إنِّي صدوقٌ لا أُحبّكِ لاهيا

وبذا فؤادي في قضائه يَحْكُم

فالنّاس تقضي في الهوى فُحْشا إذا

ناكَدْتُها . وعلى الهوى نترحَّم

ورماح رمشكِ أولجتْ في خافقي

فثقي وقلبي في هواكِ مُحَكَّم

قولي الحقيقة يامهاتي واعذري

قلبا يتيما ، فالهوى لا يرحم

أتبادليني ما أروم وأشتهي

وكفى لقلبٍ عاشق يتألَّم

أنتِ الغرام وأنتِ من أطوي له

في الرُّوح عشقا .. أنتِ نبضي والدّم

أنتِ الحبيبُ وأنتِ مَنْ أحيا به

في القُرب منكِ أرى الحياة وأنعم

أنتِ الحبيبةُ ، أنتِ مَنْ أصبو لها

أنتِ الهوى وأنا الشَّغوف المُلهَم

......................................

بقلمي : غسان الضمان