مقالات و مذكرات
تقول ابنتي في إحدى مقالاتها أن في كل قضية يوجد فعل و فاعل، كذلك نتائج للفعل على الفاعل و على الآخرين.
فمثلا مسألة "نكران الجميل" تأتي على هيئة قضية من القضايا الجادة التي تؤثر في نفسية الإنسان بشكل كبير و عميق. و في هذه القضية يكون الفاعل { الانسان } نظام القيم لديه مختل، هذا الأخير أي ناكر الجميل يوضف التبرير كأداة للعيش، فالبنسبة إليه الغاية تبرر الوسيلة وحسب، بل إنه يعتقد أن كل من يقدم له من جميل أو معروف هو واجب على الفعل { الآخرين } فحين انه هو غير مطالب بتاتا إلى مجاملة صاحب الجميل هذا أو لشكره حتى.
هذا السلوك السلبي يجر من ورائه و بصورة حتمية سلوكيات سلبية آخرى. فكما أن المصائب لا تأتي فرادى، فإن الأخلاق السيئة كذلك لا تأتي فرادى.
و عليه فإن ناكر الجميل في الظاهر انسان سوي ولكن في المحتوى عنده خواء روحي فرغم يقينه أن تصرفاته غير أخلاقية إلا أن المسألة الروحانية قد جفت ينابيعها لديه. و حين تجف ينابيع الإيمان لدى الإنسان يتحول تلقائيا إلى شيطانا تسيره الغرائز و السوء و الأذى و تتمحور حول حياته كلها.
و كمشاهدة لمسرح الحياة، أجد أن هذا الزمن مليء بالقيم السلبية، التي تجعل " معاصرو الزمن الأصيل" يتأثرون، و يعتقدون أن الأخلاق السيئة هي التي تكسب، فنراهم إما يعيشون فعليا بأخلاق هذا الزمن، أو يعيشون مذبذبين بين زمانهم الأصيل و بين زماننا الهجين و هذا ما يولد في الكثير من الناس اضطرابات نفسية.
أمام كل ذلك لا اجد مفرا غير الحل الأسهل، آلا وهو ألا نغير أمرا جميلا داخلنا، و ان نعيش بروح - اعمل الخير و انساه و اعمل الشر و تذكره- فمن قناعاتي أن حين تمتلئ الذاكره بما رميته من خير، و تتعرض للغرق فيه، فإنك سوف تسبح فيه سليم الصدر نتاجا لأعمالك الطيبة
بقلم❤️ فريدة بن عون 🌷.