ثلاثيةالحنين.
سكن الليل وألقــى الجنــاح°°°فعم البراري وغطى البطاح
فهاجت بحلكــته الذكــريات°°°وزاد الحنين ليــدمى الجـراح
وجاش التنــــهد يذكي التسهد°°°وكاد الفؤاد أن يلقي السلاح
°°°°°°
وكان التـــــذكر فيــه العــزاء°°°فليـــلي الأثيـث بتــاج الإبـاء
ينار بعين شــرود المهــــــاة°°° ولا النـجم قد وسعته السماء
القلب يروم والروح تحــــــوم°°°فقرب الحبيــب داعي الهناء
°°°°°°
وحدث عن القد ولو بالقلـــــيل°°°وعن مشية الكبر لمــا تميل
وصوت الموسيقى لما يناغي°°°أحــن إليه في ليلي الطــويل
وسحر الكلام يناجي الحجى °°°فيشـفى بذاك الفـــؤاد العليل
°°°°°°°°
حنيني إلى المربع والديــــار°°°لبيت السكينة وأهل الجـــوار
أنا وصحابي ومـــــــن دفعوا°°° لمر الفراق فنكوي بــــــنار
البعض يروم التشرد رغــــما°°°والبعـــض يهاجر بالاختيار
°°°°°°°°
البعض يهاجر صونا للـــدين°°° من غلاة الطغاة أعداء اليقين
أيا أرضنا وأكــبادا تـــــركنا°°°وحُمّلنـــا زاد الأسى والأنين
وفي ربعي دار تركناه غصبا°°° فقدنا المتـاع بفـــقدالمُعين
°°°°°°°°
ولما استباح البغــــــاة الديار°°°وصادروا أرضي الجنى والثمار
وثم الجمــــوع للعز تجــوع°°°فترنو إليه تخــــــــوض الغمــــار
وتأمل في النصــر آت قريبا°°°مـــــــــآل الأغلال إلى الانكســار
°°°°°°°°
الحنين جبلة أودعها الله في كل من دبت فيه الحياةخلقهالإنسان والحيوان والنبات ، النبات يحن لما يساعده على النمو ويشبع رغباته في الماء والدفء والضوء ،ترى النباتات تحاول جاهدة الحصول على ذلك وأبرزها الضوء حتى أن بعض النباتات تعلنها جهرة كعباد الشمس التي تحرص على تتبع الشمس والاقتباس من نورها.الحيوانات تحن إلى صغارها فلا يحلو لها العيش إلا قربهم وفي موئلهم،تحن إلى مرابعها وتهاجر جماعات إلى المواطن التي تجد فيها رغد العيش والمناخ الملائم وقد تهجرها في فصل وتعود إليها في فصول محددة. تتخذ أوكارا وتخلص لها حتى وإن ضايقها مضايق. الإنسان بما أنعم الله عليه وكرمه من عقل ووجدان وإحساس وشعور،تجده في الغالب أشد حنينا وإخلاصا لمصدر حنينه،المحب يحن إلى حبيبه ولا يهنأ له بال إلا بقربه،وقد ورد في القصيد شيء من الحنين والتذكر بفقدان وغياب الحبيب، فقد يكون الحبيب إنسانا وقد يكون مهنة وحرفة وهواية، وقد يكون حاجة مادية أو معنوية تهفو إليها النفوس وتتوق لها الجوارح، كما أنه قد يكون وطنا ومربعا وحيا وبيتا وغرفة ومضجعا. وكل ما يريح النفس والفكر وجوده ويؤلمهما فقدانه.الإنسان مأمور في نطاق الشرعية والأحقية والعدل ان يكافح ويناضل من أجل الوصول إلى ما يحن إليه والمتهاون في ذلك يعد تهاونه حطا من قيمة السعي وظلما لسنة الحياة، خاصة لما ينتزع الحق من أهله بالقوة والفرض ،شعوب وقبائل وأفخاذ وجماعات ضحت بكل غال ونفيس للوصول للمرامي التي تحن إليها والأمثلة عديدة.كما نرى ونسمع اليوم ونقرأ على صفحات التاريخ مدى الدهر. أحمد المقراني