مدونة ايكة الشعراء للأديبة راندا كيلاني

وَتـَسـلـَّلَ نـورُ ذُكـاءٍ مـِن نـافـِذَةِ غـُرْفـَتـي

فـَنـَهـَضـْتُ مـِنْ فـِراشـي مـُتـَثـأئـِبـاً

واتـَّجـَهـْتُ إلـى الـْنـافـِذَةِ أفـْتـَحُ زُجـاجـَهـا

لِأسـْتـَنـْشـِقَ نـَسـيـمَ الـْصـَّبـاحِ الـْعـَلـيـلْ

فـإذا بـِصـَبـِيـَّةِ جـَمـيـلـَةٍ عـَلـى شـُرْفـَتـِهـا

وابـْتـِسـامـَةٌ أجـْمـَلُ مـِنْ الـْنـورِعـَلـى ثـَغـْرِهـا

تـِسـْتـَرِقُّ الـْنـَّظـَرَ نـَحـْوي مـِنْ شـُرْفـَتـِهـا

فـَأحـْنـَيـْتُ رأسـي تـَحـِيـَةً فـَبـادَلـَتـْنـي الـْتـَّحـَّيَهْ

وَدَخـَلـْتُ أُعـِدُّ قـَهـْوَةَ الـْصـَّبـاحِ وَأعـودَ لـِشـُرْفـَتـي

وَلـَكـِنـَّهـا غـادَرَتْ فـَنـَدِمـْتُ عـَلـى فـِعـْلـَتـي

وَتـَمـَّلـَكـَتـْنـي الـْهـَواجـِسُ خـَوْفـا مـِنْ إهـانـَتـِهـا

وَكـُنـْتُ كـُلـَّمـا جـَلـَسـْتُ فـي شـُرْفـَتـي صـَبـاحـاً

لا أرى لـهـا ظـُهـورا فـَتـَمـَّلـَّكـَنـي الـْقـَلـَقُ عـَلـَيـْهـا

وَهـَكـَذا مـَرَّ الأسـْبـوعُ الأوَّلُ والـثـانـي وَلـَمْ أرَهـا

وَذاتَ يـَوْمٍ كـُنـْتُ جـالـِسـاً فـي مـَقـْصـُفٍ فـي الـْمولْ

اتـَنـاوَلُ قـَهـْوَتـي وأنـا مـُسـْتـَغـْرِفٌ أقـْرأُ صـَحـيـفـَةً

فـَإذا بـِتـِلـْكَ الـْصـَّبـِيـَةُ

تـَسـْتـأذِنـُنـي بـِمـشارَكـَتـي قـَهـْوَتـَهـا

فـأضـْطـَرَبـْتُ لـِلـْوَهـْلـَةِ الأولـى

ثـُمَّ تـَمـالـَكـْتُ نـَفـْسـي

فـَأشـَرْتُ لـَهـا بـِالـْجـُلـوسِ

وَأمـْسـَكـْتُ بـِالـْمـَقـْعـَد لـِتـَجـْلـِسْ

وَطـَلـَبـْتُ مـِنَ الـْنـّادِلِ أنْ يـُحـْضـِرَ لـِلـْصـَّبـِيـَّةِ

فـِنْجـانَ قـَهـْوَةٍ

واسـْتـَرْسـَلـْنـا فـي ألأحـاديـثَ

وَسـَألـْتـُهـا عـَنِ اخـْتـِفـائـِهـا

فـأجـَابـَتـْنـي بـِنـَبـْرَةٍ جـادَّةٍ

أنـْتَ هـَوَ الـْسـَّبـَبْ يـا سـَيـِّدي

سـَألـْتـُهـا بـِدَ هـْشـَةٍ

وَلـِمـاذا أنـا الـْسـَّبـَبْ يـا سـّيـِدتـي

فـَقـالـَتْ هـَلْ تـَذْكـُرُ أوَّلَ يـَوْمٍ

عـِنْدَمـا الـْتـَقـَيـْنـا عـَلـى الـْشـُّرُفـاتْ

كـَيـْفَ غـادَرْتَ شـُرْفـَتـَك

دون أن تـَلـْتـَفـتَ إلـَيَّ وَدون وِداعْ

قـُلـْتُ لـَمْ يـَكـُنْ قـَصـْدي الإهـانـَةُ أو الإهـْمـالَ

بـَلْ لأعـْمـَلَ قـَهـْوَةْ الصباح

قـالـَتْ يـا سـَيـِّدي

الـْمـَرأةُ  تـَبـْحـَثُ عـَمـَّنْ يـُلاطـِفـُهـا وَيـُحـِبـُّهـا

وَكـَذَلـِكَ عـَمـَنْ يـَهـْتـَمٌّ بـِهـا

فـُتـُعـْطـيـهِ   حـَيـاتـَهـا ومـا تـَمـْلـِكْ

ٌقـُلـْتُ أنـا آسـِفٌ يـا سـَيِّدَتـي

إنْ كـُنـْتُ فـَعـَلـْتُ ذَلـِكَ دونَ قـَصـْدي

فـابـَسـَمـَتْ وَقـالـَت

أعـِتـِذارُكَ هـَذا قـَدْ مـَسـَحَ كـُلَّ أخـْطـاءِ الـْمـاضـي

قـُلـْتُ

هـَلْ نـَبـْدأُ صـَفـْحـَةً جـَديـدَةً يـا سـَيـِّدتـي

وَقـَدْ تـَلاشـَى سـوءُ الـْتـَّفـاهـَمْ

قـالـَتْ لـِمـاذا نـَبـْقـى أسـرى الـْتـقـالـيـد

فـَتـُنـاديـنـي يـا جـَمـيـلـَتـي بَدَلَ سـَيـِّدتـي

قـُلـْتُ يـا جـَمـيـلـَتـي

لـِمأذا لا تـُنـاديـنـي يا فـارِسـي بـَدَلَ سـيـِّدي

وَغـادَرْنـا امـأكـِنـَنـا وَقـَدْ تـَشـابـَكـَتْ  أيـاديـنـا

وَسـِرْنـا فـي طـَريـقٍ جـَديـدْ

بقلم فؤاد حلبي

May be an image of 1 person and standing

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 27 أغسطس 2022 بواسطة Randakelani

مدونة خاصة للأديبة راندا كيلاني

Randakelani
ادبية ثقافية اجتماعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,664