((نِشْنِشَةٌ أعرفُها مِنْ نُوشِها))
إنَّ بَنِي أُخْتي بَغَوْا عَلَيَّ؛ ها
نِشْنِشَةٌ أعرفُها مِنْ نُوشِها
(البحر الرَّجز)
نِشْنِشَةٌ = شِنْشِنَةٌ : هي الطّبيعة والعادة الغالبة.
"نِشْنَشِةٌ أعرفُها مِنْ نُوشِها": نُوشُها أي زوج أختي لقبه النُّوشو؛ وهذا مثلما يقال: "شِنْشِنَةٌ أعْرفها من أخْزَم" : مَثَلٌ يُضْرَبُ في قُرب الشَّبهِ في الخُلُق سواءٌ الحسن منه أو السَّيّء. وقصّة هذا المَثَل: قيل إن أبي أخزم الطّائي ، وهو جَدُّ أبي حاتم أو جَدُّ جَدّه ، وكان له ابن يُقال له أخزم ، وقيل : كان عاقًّا ، فمات وترك بَنينَ، فوثبوا يومًا على جَدِّهم أبي أخزم فأدموه.
البيت الشّعري لأبي أخزم :
فقال : .. إنّ بَنيَّ ضرّجُوني بالدَّم ..شِنْشِنَةٌ أعرفُها مِنْ أَخْزَم ، وفي رواية أخرى قيل : .. إنّ بَنيَّ زمّلوني بالدَّم .. شِنشِنةٌ أعرفُها من أخْزَم ، فصارت جملة (شِنشِنةٌ أعرفُها من أخزم ) مَثلاً تناقلتهُ الأجيالُ . قال شمر : وهو مِثلُ قولهم : العصا من العصية ، ويروى : نِشْنِشَةٌ ، وكأنّه مقلوبُ شِنْشِنَة. وفي الحديث أنّ عمر قال لابن عبّاس ، رضيّ الله عنهم ، حين شاوره فأعجبه إشارته : شِنشِنةٌ أعرفُها من أخْزَم ، وذلك أنّه لم يكن لقرشيّ مثل رأي العبّاس ، رضيّ الله عنه ، فشبّهه بأبيه في جودة الرّأي.
مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري