ترددت كثيرا فى أن أكتب مرة أخرى ، بعد أن هاجمنى أحد اصحاب المواقع الموقرين ، فيما كتبته ، و عبرت فيه عن رأيى صراحة حول ما يحدث على الساحة من متناقضات فى ظل الفترة الإنتقالية لحكم المجلس العسكرى ، و تخيلت سيناريو معينا ظل يراود أفكارى لفترة طويلة ، خلاصته أنه لا مناص من حكم العسكر لمصر ، و بعد هذا التطاول و الهجوم .. استجبت لنداء مصريتى البيضاء فى أن أحذف المقال ، وأدا لفتنة قد تطول كرامتى و أحترامى لنفسى ، رغم أن الأخ الكريم بادر بعد ردى على تعليقه بالإعتذار ، و أنا شخصيا أعتبر هذا كرما منه و عودة للصواب ، فالكل يخطئ و خير الخطائين التوابين إلى الله ، و قد قبلت إعتذاره و مبادرته الطيبة باعتبارى أخ له فى الوطن و الإسلام ، و أنه لا يصح على الإطلاق إلا الصحيح ، و خاصة بين أصحاب الرأى و الفكر المستنير ، مع الإلتزام التام بقاعدة أن : " إختلاف الرأى لا يفسد للود قضية " ، فهنيئا بعصر الديموقراطية ، و سحقا لعصر ( الهمجراطية ) : التى يتحكم فيها الهمج بعلو أصواتهم فوق الرأى الأخر دون إدراك ، و المنافى لعقائدهم دون إخفاق ..
فالحياة لا تسير دائما فى اتجاه واحد و على نفس النمط .. فإن أرادها الله عز و جل كذلك : ما كان الليل يعقبه النهار ، و ما كان الصيف يتبعه الشتاء ، و ما قال فى كتابه العزيز : " و جعلنا بعضكم فوق بعض درجات " صدق الله العظيم ، فهناك الغنى و الفقير ، و الصغير و الكبير ، و القوى و الضعيف ، و رغم هذه التناقضات ، فكلهم يحيون فى إطار حياة واحدة ، دون إختراق للناموس الذى خلقهم الله عليه .. هذا هو قانون الله على الأرض : الإختلاف و التباين ، و لكل إمرؤ ما نوى .. يحاسبه الله عليه ، و لم نعد فى موقع أن يحاسبنا البشر على ما إختلفنا فيه .. بل لا بد أن نصغى و نستمع و نناقش ، و نختلف ، فلربما هذا الإختلاف يكون هو نفسه مهدا للتوافق و الإتفاق .
كلمة أختنق بها صدرى ، فأردت أن أنفثها و أعرب بها عن ضيقى بما حدث ، فأى شئ فى الحياة قابل للخلاف من حيث الرأى ، إلا الذات الآلهية و العياذ بالله ، و لست أظن أن المجلس العسكرى يا إخوان قد إرتقى لذاك المستوى .
فأهلا بالرأى الأخر و بمريديه ، و لتعلمن يا صاح أن قمة التحضر هى فى الأساس قمة التلاقى بعد الحوار ، و أهلا بأخى الكريم بعد هذا الإنتظار ، و كل عام و أنتم جميعا بخير .
أخيكم : د. محمد رمزى
هاتف محمول : 01002412166 .
ساحة النقاش