القيادة : منحة ربانية وهى فى الوقت نفسه ابتلاء - أى امتحان - وأمانة ومسئولية ( كلكم راع وكلك مسئول عن رعيته ) والى أصحاب الضمائر الحية من المسئولين والقيادات وأرباب الاسر وكل من له سلطة على غيره , أهدى الاسلام باقة من الضوابط والسلوكيات القومية التى يتحقق باتباعها النجاح وحسن العافية وشكر الله على عطائه ومن ثم زيادته ومن هذه الضوابط :
القدوة الحسنة : وذلك فى كل قول أو عمل أو صفة بمعنى أن يكون المسئول نموذجا يحتذى به فى كل ما يأمر به غيره من التزام بالدين وانضباط فى المواعيد وطهارة فى اليد , وصدق فى القول وعفة فى اللسان ووقار وحسن المظهر وأدب التعامل : " الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور " .
الأمانة : إن صاحب السلطة يتاح له ما لا يتاح لغيره من حيث حرية التصرف فيما هو مؤتمن عليه من مال أو معلومات . وخيانته للأمانة تعنى إضرارا بالمال وإهدار للحقوق وظلما للأفراد : " فليؤد الذى اؤتمن أمانته وليتق الله " .
استشعار رقابة الله على كل قول وعمل .. وأن هناك حسابا وعقابا فى الدنيا والآخرة وأن المناصب لا تدوم لأحد فلا ينبغى أن يكون المنصب سببا فى الوجاهة أو استغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية أو الاضرا بالناس أو ظلمهم .
العدل : وهذا يقتضى تغليب الحكمة والعدالة والمصلحة العامة عند إسناد الأعمال والمناصب وعدالة التوزيع فى الأمور المادية والأدبية ، فلا يكون ذلك على أساس الهوى أو القرابة ، لما يسببه ذلك من إحباط للمرءوسين وفقدان الثقة فى قياداتهم مما يؤثر سلبا على إنتاجهم وفى الحديث " من ولى من أمر المسلمين شيئا فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح منه فقد خان الله ورسوله " .
الشفافية فى التعامل مع الصغير والكبير : أى الصدق والاعتراف بالخطأ ، وقبول النصيحة والنقد البناء من الجميع دون حساسية ولا غضب ، والاسراع فى تصحيح الخطأ وإزالة أثاره .
المعاملة الحسنة : إن حب المرءوسين لرئيسهم كنز ثمين يورث احترامهم والتفافهم حوله عند وقوع ما يوجب ذلك والتفانى فى العمل من أجل رضاه ، ولا يتحقق ذلك إلا بالتفاعل معهم والاحساس بمشكلاتهم وايجاد الحلول المناسبة لهذا وانصاف المظلوم منهم ، وفى الحديث " هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم " .
القوة الرحيمة : أى الحزم فى الأمور والشدة من أجل تقويم أى انحراف والأخذ بمبدأ الثواب والعقاب دون محاباة أو ظلم .
ساحة النقاش