أغادر جسدى حينما تتحدثين
و كأننى على موعد بفتاة حور ..
أشعر كأننى عصفور
يطير فى ملكوت لم يرتاده عصفور ..
و يختلط بألوان قوسك القزحى تحت زخات المطر
فى عقدك المنثور ..
فلأول مرة منذ أخترقت سحابات النساء
أعرف أمرأة يفوح من حديثها العطور..
و لأول مرة منذ أحترفت العشق : أسقط
كما يسقط السكران من فرط الخمور ..
و لأول مرة منذ أفلسنى الهوى
أستثمر فى الهوى قلبى الجسور ..
بعدما نحت بجدرانه رسمك
و جعلته معبدا للطهر فى زمن الفجور ..
و نثرت بأرجائه عطرك
لتغشى المصلى فيه رائحة البخور ..
و سكبت دمه ينبوع ماء جارى ،
ليشرب الظمآن منها حتى تفور ..
علمتنى الحب كإن لم يكن قد خلق
بالأرض و لا شعرت به الصدور ..
فطويت كفى على صدرى خائفا
أن يفيض الحب منه فتنهدم الجسور ..
لا بالله أدعوكى ، توقفى
عن حديثك ، العذب الرطب
فكل ما بى يضطرب
إذا ما فتحت ثغرك المسحور ..
فلأول مرة منذ عرفت النساء
أعرف إمرأة يفوح من حديثها العطور .
د . محمد رمزى
ساحة النقاش