" أبى بن خلف "
إذا قرأت عنه أو سمعت اسمه : فاهتف من أعماق قلبك قائلا : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) ، فإن هذا الكافر من أئمة الضلال و رؤوس الكفر الذين هم فى الدرك الأسفل من النار - نعوذ بالله منها .
فمن هو " أبى بن خلف " هذا ؟ و ما هى قصته ؟
قال ابن اسحاق : كان أبى بن خلف يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة فيقول : يا محمد ، إن عندى العوذ ، فرسا أعلفه فى كل يوم فرقا من ذرة ( أى مكيالا ) ، اقتلك عليه، فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " بل أنا أقتلك إن شاء الله " .
و مرت الأيام و دارت عجلة الزمن ، و تلاحم المسلمون مع المشركين فى بدر الكبرى ، و كان النصر حليفا للمسلمين فأذلوا الشرك و أهله - و لما جاءت غزوة أحد ، أحب أبى بن خلف أن يوف بوعده و يقتل النبى صلى الله عليه و سلم على فرسه الذى رباه من أجل ذلك .
قال ابن اسحاق و هو يقص وقائع غزوة أحد : " ... لما أسند الرسول عليه الصلاة و السلام فى الشعب ، أدركه أبى بن خلف و هو يقول : لا نجوتُ إن نجوتَ . فقال القوم : يا رسول الله ، يعطف عليه رجل منا ، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : " دعوه " فلما دنا منه ، تناول رسول الله الحربة من الحارث بن الصمة و انتفض انتفاضة تطاير لها الشعر عن ظهر البعير ، ثم استقبله الرسول فطعنه فى عنقه طعنة تدأدأ ( أى عدا منها أشد العدو ) منها مرارا .
فلما رجع أبى بن خلف إلى قومه ، و قد خدشه الرسول بالحربة خدشا غير كبير ، قال : قتلنى و الله محمد ، قالوا له : ذهب و الله فؤادك ، و الله ما بك من بأس . قال : إنه قد كان قال بمكة : " أنا أقتلك ، فو الله لو بصق على لقتلنى " ن فكان هذا الشقى الوحيد الذى قتله رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده الكريمة فمات إلى النار ( فسحقا لأصحاب السعير ) .
و عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبى ، أو رجل يضل الناس بغير علم ، أو مصور يصور التماثيل " .
ساحة النقاش