تشير البحوث و الدراسات إلى أن المهارات الإبداعية تكون غير موروثة على الأطلاق ، و أنه من الممكن لأي فرد منا أن يكتسبها بالتعلم ، حيث يعتمد نجاحه فى الإبداع على دافعيته و مهاراته الشخصية ، و إلى هنا فلا مشكلة على الإطلاق أمام أى مصرى ليكون مبدعا فى مجال ما ، و لكن المشكلة الحقيقية تكمن فى أن الإبداع يتأثر بالبيئة الخارجية المحيطة بالفرد !! و أكرر .. تتأثر العملية الإبداعية بالبيئة الخارجية المحيطة بالفرد ، و لا حول و لا قوة إلا بالله !!
حيث من المفترض أن يكون الشخص المبدع حاملا للصفات الآتية :
* حساسا ( لديه إحساس بغايته و رسالته فى الحياة ) .
* قادرا على التكيف مع أصعب الأوضاع .
* لا يضايقه الغموض .
* يتميز بالأصالة .
* يسعى للتفرد .
* يتميز بالحيوية .
* لديه حب استطلاع .
* ناقد حاد .
* مخاطر و مثابر .
* يتميز بالإنضباط الذاتى .
* لديه روح الدعابة .
* مفكر واسع الأفق.
* مستقل .
* غير تقليدى .
* يرى العالم من منظار مختلف .
* يلاحظ الفرص و يسعى لإقتناصها .
* أن يكون قادرا على التخيل .
و أعتقد ، أنه بقليل من المقارنة : ما بين ما هو مطلوب من صفات للشخص المبدع ، و بين ما هو واقع فى البيئة المصرية ، سنجد أن الإنسان المصرى هو شخص محظوظ بالفطرة لأنه أقرب ما يكون لأن يكون مبدعا شديد الإبداع ، و ذلك بفضل ما توفره له الحكومة المصرية من مناخ و بيئة صالحة لإكتساب كل مهارات الإبداع ، حيث تمكنه من إستغلال الجزء الأيمن من دماغه فى ( الإيقاع و الموسيقى - التخيل و الإستمتاع بالألوان - أحلام اليقظة - الإبداع ) ، كما تترك له النصف الأيسر دون أن يرهقه فى ( المنطق - التبرير - التحليل - اللغة و الإحصاء - الأرقام - التجريد ) .
و لكن للأسف الشديد ، فنحن المصريون لا نحمد الله على نعمائه ، و لا نتقبل الفرصة المهيئة من حكومتنا الجليلة دون أن نضيعها ، فترانا نشتت أفكارنا ما بين وظائف الجزء الأيمن من الدماغ و الجزء الأيسر منه ، لنجد أنفسنا فى نهاية المطاف : نعيش معيشة ضنكا بسبب غباء ننفرد به دونا عن شعوب الأرض جمعاء ، فما الذى يعرقل طريقنا إلى الإبداع ؟! طالما لدينا كل الإمكانيات ليصبح نصف الشعب على الأقل من المبدعين ، فرسالتنا فى الحياة معروفة : و هى تمنى الموت المبكر ، و ليس المعاش المبكر ، و ما زلنا قادرين على التكيف مع اصعب الأوضاع المحيطة : حيث ما زلنا قابعين على نفس الحكومة رغم ما نعانيه من غلاء المعيشة و قلة المياه الصالحة للشرب و سوء الأحوال المادية لغالبيتنا و غيرها ، و لم يعد يضايقنا الغموض الذى يحيط بأى مشكلة قومية ، فالشفافية التى تتبعها حكومتنا الجليلة لإجلاء أى غموض يحيط بأى موضوع يهم الجماهير ، لم نعد نفهمها و لا نقدرها ، و يا دار ما دخلك شر !!
و نتميز بالأصالة ( حضارة 7000 سنة ) ، و يسعى كلا منا بالتفرد و امتلاك أى شئ حتى و إن لم يكن يخصه فغلبت علينا الأنانية ( و هى أسمى أنواع التفرد ) ، و نتميز بالحيوية ( فو الله لا يوجد أى مواطن فى أى دولة يعمل ما يقرب من 16 ساعة يوميا لمحاولة إكتساب لقمة العيش النظيفة ! ) ، و لدينا حب إستطلاع لا نحسد عليه ( بدليل أى أزمة مرور ، تجد سببها حادثة على الطريق و الجميع متلهف لمعرفة أسبابها و كيفية حدوث الحادثة ) ، و نتمتع بالنقد الحاد حتى على أنفسنا ( بدليل أن أداء المنتخب المصرى لكرة القدم لأى مباراة : تجد حوالى 70 مليون ناقد كروى ، كلا منهم له آرائه القيمة فى تقييم المباراة و تحليلها ) ، و نتميز بالإنضباط الذاتى ( فبنظرة بسيطة لمشكلة القمامة : نجد أن معظمنا رقيب على نفسه فى عدم إلقاء القمامة فى الشوارع ، و لكن لا ندرى من أين تأتى هذه القمامة التى تصنع جبالا تحجب الرؤية خلفها ) ، و طبعا لدينا روح الدعابة ( فنكاد نكون الشعب الوحيد القادر على السخرية و الدعابة من أحواله المؤسفة ، و هذا هو أقصى ما نستطيع فعله ، إما أن نغير الأوضاع : فلا و ألف لا ) ، و نحن مستقلين ( فكل واحد منا يستطيع أن يفعل أى شئ يطرأ على باله ، دون الخوف من قوانين تحكمنا ) ، و نحن مخاطرين ( بدليل السكوت على إنقراض الأراضى الزراعية رغم مخاطر ذلك على الزراعة ، و كذلك السكوت و الرضا على خصخصة المصانع و الهيئات و المؤسسات رغم مخاطر ذلك على التجارة و الصناعة ) ، و من صفاتنا الجميلة أننا غير تقليدين ( فنحن شعب البدع ، ورثناها عن الفاطيين جزاهم الله كل الخير عنا ) ، و نحن نرى العالم من منظار مختلف ( فنحن خير من يعترف أننا فى مؤخرة الأمم و نحترم الغريب فى وطننا ، و نقسو على أنفسنا فى الغربة ، فيحارب بعضنا بعضا ، حتى و إن أساءنا لأخواننا المصريين داخل الوطن و خارجه ، فأصبحت نظرة الأخرين لنا نظرة دونية ) ، و أخيرا نحن قادرين على التخيل ( فتجد الواحد منا يجلس على المقهى هاربا من الدائنين ، و محاولا مداراة قطع فى ثيابه ، و يحلم فى مناقشاته مع الآخرين بالعربة الجاجوار و الفيلا الدوبلكس و سداد رسوم المدارس الخاصة لأبنائه قبل بداية العام الدراسى الجديد ) ؟.
كل هذه الصفات من الصفات المطلوبة للمبدعين متوفرة فى المواطن المصرى المسكين ، فلماذا لا نرى مبدعين من المصريين .
هل العيب فينا ، أم فى ولاد ......... الإيه ؟!!! .
وأهديكم بعضا من صور غرائب المصريين و إبداعاتهم :
ساحة النقاش