قرأت فيما يقرأ النائم و قد عزت قراءتى للصحف المصرية على إختلاف إتجاهاتها كنوع من أنواع الملل و القنوط من التغيير :

أن حملة ترشيح جمال مبارك للرئاسة تبدأ نشاطها فى القاهرة من " منشأة ناصر و الدويقة " لجمع أكبر عدد من التوقيعات على البيان الورقى لتأييد أمين السياسات بالحزب الوطنى كمرشح لرئاسة الجمهورية .

و فى حين بدأ عدد من أبناء المنطقة التوقيع على البيان ، كان الإقبال كبيرا من جانب المواطنين للحصول على ( التي شيرتات ) الخاصة بالحملة و التى وزعها عليهم مرشح مجلس الشعب عن الدائرة ، و تحمل التى شيرتات لوجو الحملة و صورة لجمال مبارك ، بينما أرتفعت أصوات العديد من الجماهير : " هنوقع ، بس ترجعوا لنا المياه " .

و قالت مروة مديرة الحملة للجريدة التى نشرت الخبر : أنها استطاعت جمع 1200 توقيع من منشأة ناصر و هو ما يعد إنجازا ، خصوصا أنها الإنطلاقة الأولى للحملة على أرض الواقع فى القاهرة ، و أضافت : جاء اختيارنا لمنشأة ناصر بسبب رغبتنا فى إعلاء صوت البسطاء و إشراكهم فى صناعة مستقبل بلادهم ، و اضاف مرشح مجلس الشعب عن الدائرة : تأكدت من استحقاق جمال مبارك لمنصب الرئيس ، لإحتياج الشعب لشخصية شبابية متطورة فى الشئون السياسية لتقود البلد بعد الرئيس مبارك .

كما أشاد بأن الحملة شهدت عمليات توقيع جماعية من قبل سكان المنطقة عن طريق البصمة بالأصبع و الرقم القومى .

و الآن .. يأتى دورنا لتحليل هذا الخبر و محاولة معرفة ما ينطوى عنه من جهل و استهزاء بمقدرات هذا الشعب المسكين ، و المبتلى فى قيادته بأشد أنواع الإبتلاء ..

لننظر أيها السادة الكرام أولا للصورة المرفقة بهذا الخبر :

و ليتنى كان فى استطاعتى أن أقوم بنشر باقى الصور التى صاحبت الخبر ، فالواضح من الصورة : أن من يقوم بالتوقيع للسيد المبارك ، هم أنفسهم من كانوا السبب فى كل ما نعانيه الآن !! هم نفس الطبقة المقهورة التى من السهل أن تضحك على عقولها و أن تلعب على أوتار إحتياجاتها المادية و المعنوية ، لتأخذ منها أى شئ تطلبه فى مقابل أى شئ تعطيه لها ، حتى و إن كان المقابل بضع تى شيرتات لا تثمن و لا تغنى من جوع ، تلك الطبقة التى كانت و مازالت السبب الرئيسى فى كل نكبة نعانيها ، فهى طبقة الإضمحلال الثقافى و الفكرى ، إنهم بضعة من نسوة العشوائيات المساكين الذين سقطت عليهم ذات يوم صخرة المقطم و الدويقة ، و الذين لا يرجون شيئا من الحياة الدنيا إلا نظرة عطف و حنان من أولى الأمر ، فما بالك إن كان أولى الأمر أنفسهم الذين تركوهم نهبا للضياع بلا ماء أو مأوى ، هم أنفسهم من ينظرون إليهم هذه المرة ، و لكن مع اختلاف الوضع : فهى عملية مقايضة فى سبيل الحصول على بضع فتات من حقوقهم التى لا يعرفون عنها أى شئ ، قايضتهم الإدارة المنظمة للحملة بوعود جافية لعودة المياة التى حرموا منها و هم لا يعلمون أن توفير مياة الشرب هو أبسط حقوقهم المستباحة ، قايضتهم الإدارة المنظمة بالتوقيع مقابل تى شيرت لا يساوى بضع جنيهات قليلة من أموالهم المستحقة التى استولى عليها الصفوة فى ظل هذا النظام الرث البالى العتيق ، عملا بالمثل القائل : اللى ييجى منه أحسن منه .

و إذا تبحرنا فى كم التعليقات على هذا الخبر فى نفس الصحيفة : سنجد كثير من التعليقات التى على قدر ما تضحكنا تبكينا على ما وصل إليه حال المصريين من تخبط و إرتجالات ، فمن هذه التعليقات ، اخترت الأتى :

** لا جدال أن مصر تحتاج إلى ثورة لتصحيح الأوضاع المعكوسة بها .

** الفقراء وسكان العشوائيات هم سبب كل المشاكل فمعظمهم غير متعلمين وغير منتجين ومنعدمى الثقافه تماما وليس لديهم اى قدره على التفكير المنطقى او موازنه الامور ورغبتهم كبيره جدا فى الانجاب والتكاثر الرهيب لينتجوا اجيال اخرى جاهله غير منتجه وغير مستنيره علاوه على انهم الوقود الاساسى فى الانتخابات فدائما ماتنجح الحكومه والحزب الحاكم فى استقطابهم بسهوله بمعونات غذائيه مجانيه او منح ماديه وهم راضون دائما وليس لديهم اى طموح او رغبه فى حياه افضل تدفعهم للتطلع الى التغيير .. الحل ببساطه هو تعليمهم تعليم ممتاز.

** لم يستطع ابن الرئيس ان يحشد """فقط""" خمسه الاف مؤيد علي الفيس بوك !! فكيف بهم ان يعلنوا ان هدفهم 100 الف في حي واحد .... يعلم الجميع واولهم ابن الرئيس انه ليس له اي شعبيه بين المصريين ليس له اي شعبيه بين النخبه ولا بين الشعب الفقير كفايه تزوير اراده الامه بقي .

** اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما إستطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بذنبى فإغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت - اللهم ولي علينا خيارنا ولا تولي علينا شرارنا وإغفر لنا وأرحمنا وإصرف الضر والأذى عنا ، إنك على كل شئ قدير .

** بسم الله الرحمن الرحيم {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم .

** نفسى أعرف إزاي مصر تتطلع لبداية جديدة بتوريث الحكم لإبن النظام الذى حكم البلد ٣٠ سنه ووصل البلد للحاله المؤسفه اللى إحنا فيها ، ومن الطبيعى أن يوزعوا صكوك ذهب بدل من التى شيرتات فهم نهبوها من الشعب ومن حق الشعب أن يسترجعها . بطلوا إستعباط الناس وإستمرار إستغلال إحتياجاتهم لهدمه أو لقمة عيش وهذا هو الحال التى وصلتوهم إليها ..يجب أن تخجلوا من أنفسكم فأنتم لابد أن تكونوا غير غيورين على البلد ولا يهمكم إلآ تعبئة الفلوس فى جيوبكم وتوزعوا الفتات للجهله وأنتم المسؤولون عن إنتشار هذا الجهل والفقر لهذا الشعب . ياللعار عل أولياء أمورنا الشجعان!!!

** أعتقد أن أسعد الناس بهذه الحملات التي هي علي كل لون يا بطاسطا أثنان فقط هما : أولا : الفقراء الكحيتي الذين يسعدون بتيشيرت يدارى صدورهم العارية من الفقر و زجاجة زيت منتهية الصلاحية و فرخة مضروبة و كيلو أرز بالدود يسد جوعهم القاتل !! ثانيا : الصهاينة و الأمريكان الذين هم الاّن في قمة السعادة أن تصل مصر بتاريخها و قامتها العالية إلي هذا المستوى المتدني من الحراك السياسي الذى لا يوجد له مثيل في العالم كله و صدق الشاعر إذ يقول : وكم ذا بمصر من المضحكات .. و لكنه ضحك كالبكاء !!

** مش قبل كده الدكتور فتحى سرور ، الله يسر قلبه قال : ان التوقيعات للبرادعى مش دستورية ولاهى على ناس اه وناس لأه ، اه يابلد ......

** أولاً : أنا لست معترضاً على ترشيح الحزب لجمال مبارك فهذا حقه الدستوري ولكن ما معنى سكوت ومباركة الأب وشلة الحزب الحاكم أم هو بالون الإختبار ؟ ثانياً : ما دستورية كل هذه التوقيعات حتى لو بلغت 20 مليون توقيع وهل تسمح له بتولى الرئاسة بدون معارضة ؟ ثالثاً : هل عدل الرئيس مبارك عن نيته في الترشح للرئاسة ؟ ماهو المعنى والمغزى لما يدور في ساحة الحزب ؟ فهمونا يرحمكم الله .

** صحيح ان أكل الفول المدمس بكميات كبيرة يزيد نسبة الغباء ويعمل طخمة فى المخ والواحد بيريل على اى حاجة يعنى لو شاف واحدة حلوة يريل ، اذا شاف اكلة حلوة يريل ، اذا اديتة تي شيرت وكان هذا التيشرت منعاص بدماء اهل الدويقة ومنشاة ناصر بردة يريل . جماعة التغيير لابد ان تذهب لهؤلاء الناس وتذكرهم ان دماء ابنائهم ما زالت تحت الصخرة . انا واثق تمام الثقة ان سكان الدويقة ومنشاة ناصر يوجد بهم فقراء ولكن كلهم شرفاء وكل ما يحتاجونة التوجية السليم .

و إلى هنا أستكفى بهذه التعليقات التى تحمل كل ما يدور بخلد المواطنين الشرفاء ، و ياللعجب ألا تحرك تلك الثورة الكامنة الواعية لما يحدث على الساحة حراك المصريين ؟!

أى نوع من أنواع الإسفاف و الإستهزاء بمحاولات صفوة المثقفين و أصحاب الرأى السديد من إصلاح حال الأمة المنهزمة على نفسها ؟!

و لكن العيب ليس فى تلك الطبقة الفقيرة الجاهلة التى إنهارت مع إنهيار القيم و المبادئ ، العيب يكمن فى طبقة المثقفين الذين مازال الواحد منهم ينأى بنفسه عن أن ينزل للساحة المفرغة بفعل فاعل ، و يفضل البقاء فى الظل يأسا و إحباطا ، فلا يشارك فى دعم العمل الإجتماعى أو السياسى الذى يعتبر من أولويات واجبه تجاه المجتمع ، تاركا رسالته لقلة من الغوغاء و محترفى صناعة نجوم السياسة الحاليين ، فى مقابل مصالح شخصية ، لا علاقة لها بمصلحة الأمة ككل .

إنها صيحة إستغاثة أطلقها لأصحاب الفكر المستنير و العقل الراجح : أن لا تستهينوا بما سوف تفعلون ، لا تتركوا لشرارنا الحبل على الغارب للعبث بمقدرات الأمة و موروثاتها ، لا تتركونا فى خضم هذا المعترك اللعين وحدنا ، إفعلوا شيئا تجاه الأمة التى صنعتكم ، ردوا إليها الجميل بما حوت عقولكم ، إنهضوا و هبوا من هذا السبات العميق لعودة الروح ، و لعودة الإنسان المصرى الحر المستنير ، أدوا واجبكم تجاه هؤلاء المساكين ممن يبيعون أصواتهم نظير لقمة العيش ، استفيقوا قبل فوات الأوان .. إن لم يكن بالفعل قد فات الأوان .

Ramzy-online

محمد رمزى

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 148 مشاهدة
نشرت فى 18 أغسطس 2010 بواسطة Ramzy-online

ساحة النقاش

محمد رمزى

Ramzy-online
مصرى يملك وطنى فؤادى و أكاد أملكه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

208,752

مصر



يا حبنا الكبير