إن مفهوم الديمقراطية فى أبسط صورها هو : النظام الإجتماعى الذى يؤكد على قيمة و كرامة الفرد فيه ، و هو النظام الذى يقوم على أساس مشاركة افراد المجتمع فى تولى شئونهم حيث يكون الشعب هو مصدر السلطة ، و تقرر الحقوق لجميع المواطنين على أساس من الحرية و المساواة دون تمييز بين الأفراد بسبب الأصل أو الجنس أو الدين أو اللغة ، فالديمقراطية هى القيادة الجماعية التى تتسم بالمشورة و المشاركة فى عملية اتخاذ القرارات .

لا أحدا ينكر علينا أننا نعيش عصرا لم نعشه من قبل ، و هو عصر حرية التعبير ، و لكن هل حرية التعبير عما يجيش بالنفس هى قمة الديمقراطية ، بالطبع : لا ، فكما قررنا أن الإحساس بالحرية فيما تكتبه أو تقوله يعطيك نوعا مائعا من الديمقراطية ، لا يكاد يصدقه أحد إلا بائس أو مخدوع ، فالديمقراطية يا سادة : هى أن أكون حرا فى التعبير عن نفسى ، و أكون كذلك قادرا على التغيير لما أراه مخالفا لنواميس الحياة الطبيعية أو لمبادئ الدولة التى أعيش فيها ، فهل نتمتع حقا بالتعبير الحر و القدرة على التغيير متى شئنا ؟ لا .. و ألف لا .

و هل نتمتع بالمساواة على أرض هذا الوطن ، هل جميعنا سواسية أمام أجهزة و هيئات الدولة الحاكمة ، هل تشعر أخى المواطن أنك عند دخولك أحد أقسام الشرطة ستعامل بمثل ما يعامل به كل صاحب نفوذ أو جاه ، بالطبع لا ، إذا .. فوجود خلل ما فى تطبيق هذه القيم على أفراد المجتمع ككل ، يجعل من الصعوبة بمكان أن نصف ما يتمتع به الفرد اليوم على أنه نوعا من أنواع الديمقراطية .

هل تشعر أخى المواطن أنك غير ممتهن فى بلدك ؟ هل تشعر بأنك تحصل على كل احتياجاتك الضرورية بنفس القدر الذى يحصل عليه الأخرين من صفوة المجتمع ؟ سيان كان ذلك المطلب فى المأكل أو الملبس أو العلاج أو التعليم لك أو لأولادك ؟ هل تشعر أن راتبك الذى تتقاضاه شهريا نظير تعبك و كدك يوفر لك الحياة الكريمة التى تغنيك عن ذل المسألة ؟ هل تشعر بالأمان إذا ما تعرضت لظلم ظالم أو جور جائر عليك ؟ هل تشعر أنك سوف يعود الحق إليك إن كان لك حق مهضوم ؟

كلها أسئلة تحتاج للتمعن فى الإجابة : دون خوف ، أو تردد ، أو لا مبالاة : عملا بالحكمة العقيمة التى أضاعت كثيرا من حقوق هذا الشعب و هى : ( خلينا جنب الحائط ، عايزين نربى أولادنا ، يعنى اللى قالوا قبلينا حصل لهم إيه ) ، هذه الأفكار الدونية هى التى أطاحت بالبقية الباقية من أحلامنا فى غياهب المجهول ، لا نكاد نفيق من طامة حتى تأتى طامة كبرى أخرى بعدها ، و لا نتعلم من أخطاءنا أبدا ، و كأننا لسنا بخير أمة أخرجت للناس ، و كأننا لسنا بخير جند الأرض جمعاء !! و كأننا أصابنا قرح كما أصاب القوم الذين من قبلنا ؟!

نحن أحبتى : أمة تستطيع أن تقلب موازين الدنيا فى ساعة واحدة ، و كما قلبناها من قبل فى حرب العبور : نستطيع أن نقلبها الآن لنتخذ خطوة نحو التغيير و التحرير من رواكد الماضى اللعين ، نحن نستطيع أن نقول للشئ كن فيكون لو أن بنا ذرة واحدة من الإيمان الصادق بهذا الوطن المتضرر منا ، فالأرض كلها بركة ، و الحياة ستصفو لو أردنا لها الصفاء ، و الخير سيكون بين أيدينا نحن و لن يكون بيد غيرنا يعبث بنا و بأقدارنا ، دعوا الكسل و انتفضوا من السبات العميق ، ليتحقق المستحيل .

Ramzy-online

محمد رمزى

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 226 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2010 بواسطة Ramzy-online

ساحة النقاش

محمد رمزى

Ramzy-online
مصرى يملك وطنى فؤادى و أكاد أملكه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

208,736

مصر



يا حبنا الكبير