اضغط هنا لتنزيل الملف

في مقدمة كتابه "تأملات في الإنسان"، كتب رجاء النقاش يعرف بكتابه قائلاً: "هذه صور من الحياة عرفت بعضها عن طريق التجربة المباشرة، وعرفت بعضها الآخر عن طريق قراءاتي، والمشكلة الرئيسية في هذه الصور كلها هي مشكلة الخصومة مع الحياة، هذه الخصومة التي لم يفلت منها إنسان أبداً، حتى الذين توافرت لهم أسباب السعادة الكاملة، من المال والصحة، والحب وراحة البال، فكيف يعيش الإنسان في سلام مع نفسه، وفي سلام مع الناس؟"  أسئلة حاول الكتاب بما فيه من صور الإجابة عليها.

ويحاول النقاش كما يقول أن يكون كتابه هذا مجموعة من "أقراص الأسبرين" هدفها تخفيف ذلك المرض القديم وهو الحزن البشري والخصومة مع الحياة.

ويجيب النقاش أن الطريق الذي تسلكه تلك النفسيات المضطربة، هو تشويه صورة الشخص الممتاز، وإقناع النفس أولاً ثم إقناع الناس بأنه شخص لا أهمية له. وعلى سبيل المثال فسقراط أبو الفلسفة الإنسانية مات محكوماً عليه بالإعدام، وكان الذي قدمه إلى المحكمة هو رجل من أغنياء أثينا ووجهائها الذين ضاقوا بعلم سقراط وشهرته وحب الناس له. ولكن الحق أن من يمتلك هذه النفسية المريضة تعود الحياة لتمنحه تماثيل جديدة ليكرهها!