فى الماضى كان الناس مؤتلفين برغم أن البعض كانوا مختلفين
فالإئتلاف يحدث معه التعاون و القوة و العزة و الخير
و الإختلاف إيجابى يفرز آراء مختلفة و منها المفيد و منها المبتكر
و الإختلاف كطيف الألوان يُكمل بعضه بعضاً و يعنى التنوع و التغيير المفيد
لكن الكثير من الناس الآن يعيشون فى خلاف و الشر كل الشر فى
وجود الخلاف
لأن الخلاف يُحدث الصدع و الإنشقاق بين الناس و يُثير الفتنة و التنافر
و الضعف بينهم
فالخلاف تتعارض و تتصارع و تتنازع فيه القوى ضد القوى الأخرى
و بالتالى يضعف الطرفان و لا يُمكنهم النهوض بأنفسهم و بالتالى
لا يُمكنهم النهوض بمجتمعهم بل يتدنى مستواهم و يتدنى مجتمعهم أيضاً
إذن المفروض منطقياً و للفائدة العميمة أن يسود الإئتلاف بين الناس
بتضافر جهودهم و تآزرهم للنهوض بأنفسهم و بالتالى للنهوض بمجتمعهم
فالإئتلاف تتضافر و تتآزر فيه القوى مع القوى الأخرى و بالتالى يقوى
الطرفان و يُمكنهم النهوض بأنفسهم و بالتالى يُمكنهم النهوض بمجتمعهم
بل يرتفع مستواهم و يرتفع مجتمعهم أيضاً
و المفروض منطقياً و للفائدة العميمة أيضاً أن يتم نبذ الخلاف بين الناس
للحفاظ على جهودهم من الضياع
فليكن الإئتلاف قناعة و شعور وشعار و منهج و تطبيق و عمل جميع الناس
فى كل مكان و زمان و عدم الخلاف فى أى حال من الأحوال بقدر الإمكان
لتجميع الناس و عدم تفرقتهم
و الله الموفق فى كل الأحوال فالله هو الخالق و هو المدبر و كلمته كن فيكون
فهو القادر وحده على إئتلاف الناس فهو الذى يُؤلف بين قلوبهم
و القلوب هى مصدر المشاعر و الأحاسيس و منبع الإيمان و هى التى تدفع
العقول للفكر و العمل و النتيجة فى النهاية بيد الله سبحانه و تعالى
و الحديث النبوى الشريف يقول ما معناه ( أن اللسان كان على القلب دليلاً )
فما هو فى القلب ينطلق على اللسان و كذلك ما كان فى القلب ينطلق على
العمل و الفعل ذلك معناه أن من يحرصون على الإئتلاف قلوبهم مؤتلفة
و كذلك معناه أيضاً أن من يحرصون على الخلاف قلوبهم مُخالفة
إذن فالبداية من القلوب بمعنى إذا صلُحت البدايات صلُحت الغايات
ساحة النقاش