كان فى سالف الزمان يوجد حداد لديه سندان زجاجى يصنع عليه أفضل
المشغولات الحديدية بإتقان
و ذات مرة كان يُحدثه أحد أصدقاؤه و يستغرب كيف أن لديه القدرة
على صناعة أفضل المشغولات الحديدية على ذلك السندان الزجاجى
و سأله سؤال هام قائلاً له :
هل تقوم بالعمل على السندان الزجاجى بجودة الصناعة منك أم أنك
مرتاح البال ؟
فرد الحداد واثقاً فى نفسه و فى صنعته قائلاً : إننى أقوم بالعمل
على السندان الزجاجى بجودة الصناعة منى و ليس براحة البال
فأراد الرجل أن يختبر الحداد فدبر له قصة خيالية و قال له ذات يوم آخر
إن زوجتك تعرف رجلاً آخر و أنت لا تعرف ذلك و قبل ذلك ذهب الرجل
و معه كيس من الفاكهة إلى منزل الحداد و قال لزوجته إن زوجك الحداد
أرسله إليكى
و عندما ذهب الحداد إلى المنزل وجد زوجته و وجد كيس الفاكهة
فقال لها من أتى بكيس الفاكهة هذا ؟
فردت عليه قائلة له إنك أنت الذى أرسلته مع أحد الناس فسكت
الحداد و لم يرد عليها لأنه عاقل و يريد ألا يظلم أحداً لكنه فى نفس
الوقت أخذ الشك يساوره فى الأمر
و ذهب الحداد فى اليوم التالى إلى عمله و مع أول طرقة على السندان
الزجاجى إنكسر السندان الزجاجى منه و ذهب إليه صديقه و وجده
حزيناً فقال له ما الذى يُحزنك ؟
قال الحداد إن السندان الزجاجى إنكسر منى مع أول طرقة عليه
فقال له صديقه هل تقوم بالعمل على السندان الزجاجى بجودة الصناعة
منك أم أنك مرتاح البال ؟
فرد الحداد قائلاً : بل أقوم بالعمل على السندان الزجاجى براحة البال
فرد عليه صديقه قائلاً له ألم أقل لك يا أخى أن راحة البال هى أساس
العمل و أفاده فى نفس الوقت أنه هو الذى أرسل إلى منزله كيس
الفاكهة و أنه هو الذى قد إختبره بالقصة الخيالية ليتأكد أن
راحة البال هى أساس العمل
ساحة النقاش