المنطقة الاقتصادية بشرق بورسعيد.. والدخل القومي
عبد الفتاح إبراهيم : حقق ميناء شرق بورسعيد نتائج ايجابية منذ تشغيله حتي الآن وفوزه لأول مرة في تاريخ المواني المصرية بالمركز الاول من حيث معدل النمو الذي بلغ101%, واحتل المركز الثالث بين مواني البحر المتوسط متقدما بذلك علي مواني فرنسا واليونان وتركيا والدول العربية في التطوير والتحديث والاداء, كما أنه في التقرير العالمي لتطوير المواني وترتيب مواني العالم. وحصوله مع ميناء غرب بورسعيد علي نجمة
الاداء العالمي, هذا بالاضافة لحصوله علي المركز الـ35 بين مواني العالم مع ميناء غرب بورسعيد. والمشروع يقام علي مساحة123 كيلو مترا مربعا منها35.4 كيلو متر مربع لمنطقة شرق بورسعيد المحوري, و87.6 كيلو متر مربع للمنطقة الاقتصادية والصناعية الحرة المجاورة له, وهو يعد نقلة حضارية واقتصادية غير مسبوقة في مصر يحقق من الموقع الفريد لهذه المنطقة والتي تقع علي البحر المتوسط وقناة السويس, دورا محوريا في قلب التجارة العالمية باعتبارها تربط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا والساحل الشرقي لامريكا, خاصة بعد تحويل الخط العالمي للتجارة العالمية من غرب الولايات المتحدة الامريكية إلي شرقها, وهذا سيؤدي أيضا الي زيادة فرص جذب المزيد من حجم التجارة العالمية المارة بالبحر المتوسط وتجارة الترانزيت باعتباره أهم ميناء محوري لتجارة الترانزيت في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث القادمة خاصة ان30% من الحاويات و13% من تجارة الترانزيت في العالم تمر في اتجاه هذا الميناء ونظرا لموقعه سيزيد من القدرة التنافسية له بين المواني العالمية الأخري في هذا المجال.ومع أن وزارة النقل مازالت مستمرة في وضع مخطط شامل وعام للميناء بالاتفاق مع المجموعة الاستشارية الهولندية لطرح مشروعات استثمارية في مارس القادم طرحا عاما من اجل احداث المنافسة وتقديم افضل الخدمات البحرية فإن السؤال اين التخطيط الشامل للمنطقة الاقتصادية والصناعية الحرة المجاورة للميناء من هذا المخطط العام؟
إن ميناء شرق بورسعيد بعد استكماله سيصبح أطول رصيف بحري في العالم بعد عامين وباعتباره نقطة مركزية ومحورية بالمنطقة وهذا يتطلب من المسئولين التطلع الي المستقبل برؤية واضحة للاقتصاد العالمي بهذه المنطقة وأثرها علي ايرادات الدول من خلال الاستغلال الامثل للمنطقة الاقتصادية والصناعية الحرة المجاورة للميناء وأنواع الصناعات التكميلية والتجميعية والانتاجية والخدمات المهمة والضرورية لتلبية احتياجات السفن العابرة للميناء وقناة السويس بكافة أنواعها خاصة الحديثة وذات الغاطس والحمولات الكبيرة وتوفيرها بأسعار تنافسية من أعمال الصيانة السريعة والضخمة والتموين للسفن وخدماتها, وغيرها من المستلزمات والاحتياجات اللازمة للسفن العابرة للاستفادة من الموقع الفريد والمتميز الذي لايؤدي الي أي انحدار عن الخط الملاحي, ورخص الأيدي العاملة والمواد الأولية وارتباط الميناء محوريا بوسائل النقل متعدد الوسائط لخدمة الدول المجاورة بحرا وجوا وبرا. وساهم القائمون علي ادارة ميناء شرق بورسعيد في وضع الميناء علي خريطة الملاحة العالمية بين اكبر35 ميناء في العالم خاصة بعد ان نجحت الشركة في اجتذاب كبري الشركات العالمية والخطوط الملاحية العالمية.
ولاشك أن المنطقة الاقتصادية الصناعية المجاورة للميناء لاتقل أهمية عن الميناء بل من وجهة نظري هي الاكثر أهمية وتحتاج إلي تخطيط شامل واستراتيجي وعالمي لجذب الاستثمارات الاجنبية والعربية والمصرية وخلق الصناعات ذات المواصفات العالمية والماركات من الصناعات التكميلية والتجميعية المتداولة في التجارة العالمية بالبحر المتوسط وكذلك الخدمات اللازمة للسفن العملاقة ذات الحجم الكبير وغيرها لما تتمتع بالموقع الفريد من الخطوط الملاحية العالمية دون ادني انحدار, وتوافر الأيدي العاملة الرخيصة والمواد الأولية والخام ذات الأسعار المناسبة لتحقيق العوائد المباشرة وغير المباشرة للدخل القومي المصري.
أمانى إسماعيل
مديرة مواقع الهيئة