متى سنبدأ مشروعنا القومي لوضع خريطة تتابعات الجينوم المصري؟
الأنسجة المصرية خطا أحمر ... وتحليلها بالخارج خطر يهدد الأمن القومي!!
سؤال نردده كثيرا في العديد من المحافل العلمية .. لكن دون أن نصل مجتمعين إلى إجابة شافية أو وضعا لخطة جدية في سبيل تحقيقه، ويعرف الجينوم بأنه مجموع الجينات (المورثات) والمعلومات الوراثية في الكائن الحي لذا يسمى بسرد الموروثات وبكتاب الحياة ، أما علم الجينوم فهو أحد الأفرع الحديثة لعلم الوراثة الذي يتعلق بدراسة كامل المادة الوراثية داخل الكائن الحي.
أما عن مشروع الجينوم المصري فهو لم ولن ولا يجب أن يتحقق إلا بأيادي مصرية خالصة، وهذا يجعلني أتطرق لخطورة خروج الأنسجة المصرية للتعرف على التتابعات الجينية وما بها من طفرات مرضية كانت أو غير مرضية بالخارج فهذه قضية أمنا قوميا يجب أن يعيها جيدا الباحثين المصريين وكافة أجهزة النظام، فالأنسجة المصرية خطا أحمر .. لاسيما أن التقنيات الحديثة التي تطلبها مثل هذه الأبحاث تتوفر أجهزتها لدينا وفي أكثر من جهة.
هذا الحلم الوطني .. ذكرني بمقالا للدكتور/ رؤوف حامد عن قصة نضال الباحث الصيني (يانج هوانمج) الذي حصل على الدكتوراه في علم الوراثة من جامعة كوبنهاجن في الدينمارك بعدها تجول كباحث بين مارسيليا وبوسطن ولوس أنجلوس حتى حصل على ما يريد من معارف علمية في مجال الوراثة ليعود فورا إلى (أمه) الصين، فلقد كان هدفه أن يقوم مع زملائه - أبناء (أمه) الصين – برصد التتابعات الجينية ووضع خريطة تتابعات الجينوم البشري. لقد كان نضال (يانج) أن يبدأ بحوثه في الصين وبأيادي وإمكانيات صينية ولكن من قمة المستوى العالمي من المعارف والتقنيات.
تمكن (يانج) وفريقه الصيني من إتمام إنجاز مهام الصين بالنسبة للجينوم البشري في فترة وجيزة رغم أن الصين كانت قد بدأت العمل في المشروع في سبتمبر 1999.. أي متأخرة بعدة أعوام عن زمن بدء العمل في بقية الدول.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن .. كيف تمكن (يانج) من تحقيق هذا الإنجاز؟! لعلنا نحذوا حذوه، والإجابة عن هذا السؤال تتطلب بحث تحليلي مركب فأبعاده وطنية وإدارية وإجتماعية وإقتصادية .. بل ومستقبلية أيضا، والأمر ليس فعلا لشيئا مستحيلا أو خارقا للعادة ولكن ببساطة تمكين العلماء (الوطنيين) فهذا الأمر مهمة تاريخية في كل بلد نامي . أنه ليس باحث متميز فالباحثين المتميزين بمئات الألوف بل بالملايين لكننا نحتاج الباحث المناضل الذي يناضل بالعلم من أجل الصالح الإنساني العام .. هنا تجدر الإشارة إلى المسئولية الإجتماعية للعلماء وإلى أهمية (النضال) كخاصية مطلوبة في علماء الدول النامية بينما الأمر ليس كذلك في الغرب وكذلك المسئولية الوطنية للحفاظ على أمنها القومي.
الأمر الثاني الذي أود أن أتوقف عنده هو (الإستيعاب) الذي وجده الباحث (يانج) من (أمه) الصين ممثلا في الدولة (الأكاديمية الصينية للعلوم) وفي سائر الكيانات المجتمعية حيث تم إنشاء معهد بكين للوراثيات من خلال تآزر عوامل عديدة منها رغبة سياسية إدارية من الأكاديمية الصينية للعلوم نفسها حيث أعطت مساهمة مادية كبيرة واعتبرت المركز جناحها في مجال الوراثيات والمعلوماتية الحيوية، بالإضافة إلى مساهمة المجلس المحلي للمدينة .. إنه إستيعاب يحتاجه كثير من الباحثين عندنا أمثال منال وهدى وأسماء ومحمد وأحمد و...... (يانج) المصري.
فأنا حيث لا يسعني إلا أن أقدم التحية إلى أخي في العلم (يانج) الصيني وإلى السيدة (أمه) الصين، أضم صوتي إلى الباحثين الشرفاء الذين تتعالى أصواتهم في كل المحافل العلمية منادين بضرورة وضع خريطة لتتابعات الجينوم المصري محليا وبأيادي مصرية خالصة والمحافظة على سريتها كأمنا قوميا لا يجب المساس به وتصدير معلوماتيته الحيوية للخارج، لما في ذلك من أهمية في مجالات التشخيص للعديد من الأمراض كالسرطان والسكري وضغط الدم وإستراتيجيات العلاج ورسم الخطط المستقبلية لمكافحة الأمراض لوطننا الغالي.
تلك هي المعادلة (الممكنة) والتي يمكننا الوصول إليها بطرفيها .. (النضال) من طرف الباحثين الوطنيين و(الإستيعاب) من طرف الدولة متمثلة في أجهزتها وكياناتها.
هذا الملف يتعلق بالأمن القومي .. مقدم إلى مؤسسة الرئاسة!!
د/ منال محمد السيد
Dr. Manal Mohamed ELsayed
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri",sans-serif; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} -->
