لاشك أن العلاقات المصرية السودانية قوية ومتشعبة وخاصة في المجال الزراعي نظرا للثروات التي تمتلكها السودان والخبرات والقدرات التي تمتلكها مصر، حيث جاءت اجتماعات اللجنة العليا المصرية السودانية للتأكد على ذلك.
وجاء توقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس السوداني عمر البشير على وثيقة التعاون والتكامل بين البلدين في إطار اجتماعات اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة والتي تعقد لأول مرة في مصر بحضور رئيسي الجمهورية بالبلدين بالإضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات بين الجانبين في مختلف المجالات للتأكيد على أن العلاقة بين البلدين الشقيقين أزلية.
من جانبه قال الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي إن مصر والسودان تربطهما علاقات تاريخية وأصيلة وعميقة على كافة المستويات السياسية والشعبية ، وأن القيادة السياسية في البلدين حريصة على توطيد تلك العلاقات وتنميتها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين مشيرا إلى أن اللقاء كان فرصة جيدة لاستكمال ما بدأته اللجنة الفنية من البلدين ، لوضع اتفاق للتكامل الحقيقي بين مصر والسودان في مجال الزراعة ، بهدف تحقيق التكامل بين البلدين مع الأخذ في الاعتبار الميزة النسبية التي تتمتع بها مصر والسودان من أجل تحقيق المصلحة بين البلدين والوطن العربي ، وقادرة على تذليل أي عقبات أو صعوبات في كافة المجالات.
ووقع الجانبان المصري والسوداني خلال اللقاء وثيقة للتعاون الزراعي المشترك بين البلدين والتي تشمل زيادة فرص الاستثمار في كافة المجالات المتعلقة بالزراعة ، حيث من المقرر البدء في إنشاء مزرعة نموذجية مشتركة بين البلدين على مساحة إجمالية تقدر بنحو 100 ألف فدان ، يتم زراعتها بالعديد من المحاصيل الإستراتيجية والتي من شأنها المساهمة في تقليص الفجوة الغذائية في البلدين ، فضلاً عن استنباط أصناف جديدة من تلك المحاصيل والتي تتكيف مع التغيرات المناخية المختلفة.
وشمل الاتفاق أيضاً البدء في تفعيل المزارع المشتركة بين مصر والسودان ، فضلاً عن التعاون في مجالات تطوير البحث العلمي الزراعي ، وتبادل الخبرات والبرامج التدريبية بين مركزي البحوث الزراعية في مصر والسودان ، فضلاً عن عمل نافذة مشتركة لتصدير الحاصلات الزراعية بين البلدين.
وناقش الاجتماع تعديل المقترح الخاص بتوطين بعض الأسر في الأراضي الشاسعة في السودان ، لتسهيل العبور بين البلدين ، بحيث لا يكون هناك فرق بين مستثمر سوداني وآخر غير سوداني ، مما يساهم بشكل كبير في تقريب الأمور وتسهيل عمل المستثمر المصري والفلاح وتنشيط الحركة بين البلدين.
وقال د. سعد نصار مستشار وزير الزراعة ، ورئيس الوفد الزراعي المصري، في اجتماعات اللجنة العليا "المصرية – السودانية"، إنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين مصر والسودان في مجالات التعاون الزراعي بين وزارة الزراعة في مصر ووزارة الزراعة والغابات السودانية ، بالإضافة إلى توقيع محضر اجتماعات اللجنة القطاعية للزراعة والثروة الحيوانية والموارد المائية والري والتي تضمنت مذكرة تفاهم لإنشاء مزارع نموذجية مشتركة في السودان بعد استكمال الإجراءات اللوجيستية والقانونية.
وتضمن المحضر برنامج تنفيذي للتدريب للأعوام الثلاثة المقبلة وحتى عام 2019 والمقترح من الجانب السوداني ، والاتفاق على تفعيل العمل على الشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعي ، وإعادة تشكيل مجلس إدارتها ، والنظر في إعادة هيكلة الشركة وإعداد إستراتيجية مستقبلية لها بما يضمن نجاحها في تحقيق أهدافها ، بالإضافة إلى الاتفاق على التعاون في مجال الثروة الحيوانية وتسهيل التبادل بين البلدين في هذه المجالات وتعزيز التعاون في مجال تنمية الثروة السمكية .
أكدا الجانبين على وحدة القرار والموقف ووحدة المصير المائي طبقا لاتفاقية 1959 ، والتي تنظم إدارة الأنهار الدولية العابرة للحدود ، والاتفاق على تنفيذ مشروعات مشتركات للحد ومكافحة التصحر والاستفادة من الدعم العربي والدولي للحد من تأثير الظاهرة على البلدين ، مع إنشاء لجنة تشاور فني بين الجانبين لتحقيق هذه الأهداف.