التحدى الكبير : 35 مربيا وخبيرا في ندوة الأهرام ((آفاق الإستزراع السمكي))
قادرون على تحقيق أمل مصر في إنتاج الأسماك البحرية
لأن الإستزراع السمكي يمثل أمنا قوميا لبلدنا ويوفر 75% من الإنتاج السمكي جاءت دعوة الأهرام لمربي الإستزراع السمكي لعقد ندوة بعنوان "آفاق الإستزراع السمكي" وخاصة في ظل مشروعات الإستزراع السمكي البحرية الجديدة التى تعتزم الدولة إطلاقها قريبا .
حضر الدكتور محمد عبد الباقي رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والمحاسب محمد الفقي رئيس مجلس إدارة الإتحاد التعاوني للثروة المائية ، استمر اللقاء منعقدا لنحو ثلاث ساعات كاملة ، نوقشت فيها جميع المعوقات التى تقف حجر عثرة أمام النهوض بقطاع الإستزراع السمكي الذي تتجاوز إستثماراته 10 مليارات جنيه .
في بداية الندوة قال الدكتور محمد عبد الباقي "إن إنتاج مصر من الأسماك تطور بشكل كبير جدا فننتج الآن 1.5 مليون طن ، 75% منها عبر الإستزراع السمكي في المياه العذبة والإتجاه العام للدولة حاليا التوجه نحو الإستزراع البحري وبرز هذا في المشروعين الجديدين اللذين أعلن عنهما الرئيس عبد الفتاح السيسي هما محور قناة السويس وشرق التفريعة ، كما أن الإستزراع البحري مستقبل مصر لتوفير البروتين الحيواني الآمن المرتفع القيمة للمواطن المصري وأيضا لتصدير الأسواق العالمية" .
وتحدث الدكتور محمد المرسي خبير ومستزرع سمكي عن سهل الطينة قائلا "منطقة سهل الطينة والمشكلات التي يواجهونها من محاولات للطرد من الأراضي وإيقاف النشاط السمكي و رد المهندس محمود سالم رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية "هذه أرض 400 ألف فدان يطلق عليها مشروع الخريجين مخصصة للإستزراع النباتي وهي أرض ملحية يخرج منها كتل ملح .
وقال المستشار هاني عطية خبير الإستزراع السمكي المكثف أنه من مؤيدي الإستزراع السمكي المكثف في تانكات وهجر الحفر الطيني وما يتبعه من مشاكل ، فالمتر المكعب من المياه استخرجت منه 25 كجم سمك بإستخدام التقنيات الحديثة.
وقال الدكتور محمد عبد الباقي "تطورنا كثيرا في الإستزراع السمكي بالمياه العذبة والمشكلة الرئيسية في الإستزراع البحري حيث يتم إما بمزارع الأحواض أو بالأقفاص في البحار ويتم الدفع بإتجاهين : التفريخ ، الأقفاص السمكية ، وبالنسبة لمفرخ الكيلو 21 فالأول يعمل بشكل جيد والتطوير الإيطالي مستمر ، أما المفرخ الثاني فنسبة 80-90 % من بنيته الأساسية إكتملت بالفعل وهناك عوائق مادية والمفرخ الأول تطور بشكل كبير وأصبح مشابه للنموذج الإيطالي.
وقال المهندس أحمد الشراكي أن الإستزراع البحري معروف لدى الجميع أن الأصناف البحرية من قاروص ودينيس وحنشان ووقار ولوت لن تكون أبدا سمكة شعبية لأنها غالية الثمن ، وإذا قلنا ان اتجاه الدولة نحو الإستزراع البحري يجب أن ندرس السوق المصري وكم سيستوعب من كمنه ولم يقل أحد أن الإستزراع البحري فاشل لكن السوق المحلي به مشكلة ولدينا مربين ينتجون 700 كجم قاروص فقط تظل أسبوعيا حتي نسوقها وسمك المزارع لن يصدر لأن مثيله في أوروبا لا يتجاوز سعره 4 دولار بينما سمك المصايد 15-17 دولار.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد الباقي ان الدولة تدعم الإستزراع المياه العذبة لكننا متأخرين بالإستزراع البحري وبالتالي دخلناه وليس معنى إتاحة الفرصة لأستزراع بحري في 30 ألف فدان أن ذلك يهدم الإستزراع في المياه العذية إطلاقا بل إنتاج ويكمل إنتاج . وأضاف أن حرف الجر وتجريف البحر أكبر مشكلة وهذا دور رقابي ليس من عمل الهيئة والمفترض وجود جهات أخري تساعدني مثل شرطة المسطحات وحرس الحدود ، والمشكلة أن إمكانياتهم قليلة . كما أضاف من ضمن الأمور التى شهدها المحاسب محمد الفقي رئيس الاتحاد التعاوني للثروة المائية في أسوان ببحيرة ناصر حيث قلنا لهم لديكم أحواض طبيعية نستأذنكم في وضع زريعة بها فلا تقربوها حتى نكثر لكم الأسماك في البحيرة وهذا يتطلب وقف الصيد فوافقوا وشائعات أن التماسيح تأكل 250 ألف طن إشاعات كاذبة فإنتاج البحيرة كله 35 ألف طن .
وعلق محمد الفقي قائلا جميع المشاركين بالندوة معروفين لبعضهم البعض في مجال الإستزراع والحقيقة أننا نعانى أزمة حوار الطرشان والقضية خطيرة ، فالإستزراع بشقيه (عذب ومائي ) وما يتبعه من صناعات كالأعلاف وغيرها والمصايد البحرية جميعها تعاني خطر شديد فكل من يأكل سمكا أصبح وكأنه خبير فيه ، فالبحر الأحمر والمتوسط أصبح كالصحراء ونطالب أن نأتي بالمسئول المختص ونقول له بكل إحترام مشاكلنا حتي يتم حلها .
وطالب الدكتور محمد الملا الهيئة والاتحاد بمساندة المربين ، فرد الفقي "إننا منضمون ولكن أنتم البعيدون" .
وقال صلاح طاهر مستزرع أسماك بالأقفاص دينيس وقاروص في وادى الريان كانت لنا تجربة جيدة في البحر الأحمر ثد صدر قرار بأن يكون الإستزراع في البحر الأحمر من الأسماك المستوطنة به وحاليا لا توجد مفرخات تنتج أسماك ولا يصح أن نعتدي على الطبيعة ونجمع الزريعة منها هذه نقطة يجب دراستها .
ويقول الدكتور محمد عبد الباقي أن أهم ما نحتاجه للإستزراع السمكي البحري هو وجود المفرخات لا يمكن أن يكون جميع الإستزراع دينيس وقاروص ولا يصح ان نضع بالبحر الأحمر سمكا ليس مستوطنا به وهذا خلل في الطبيعة وعلينا إختيار أنواع من البحر الأحمر للتربية تنفذ لها مفرخات والتكنولوجيا المطلوبة يمكن إحضارها من الخارج أما بالنسبة للتسويق فهي مسئولية المربين وأصحاب الأموال .
ويضيف د. محمد السيد العربي مدير الدعم الفني لمكتب رئيس الهيئة "الوضع الحالي في مصر يؤكد مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف بسبب الخامات ، والسعر بالنسبة للمربي لا يرتفع بل شبه ثابت رغم ارتفاع أسعار العلف وننتظر البرلمان المقبل لتعديل المادة 48 التي تنص على استخدام مياه الصرف الزراعي التي إذا تم تعديلها لتكون استخدام مياه تتناسب مع إنتاج أسماك جيدة".