رحب تجار الأسماك بالثغر باتجاه محافظة الإسكندرية، ووزارة التموين لإنشاء مدينة سمكية متكاملة بالإسكندرية، مؤكدين أن المحافظة فى حاجة ماسة لإنشاء هذا المشروع الطموح لتوفير احتياجاتها من الأسماك بعد أن بلغ العجز فى الأسواق نحو %60 من تلك الاحتياجات .

وأوضح التجار أن حلقة الأسماك الحالية بالأنفوشى لم تعد تستوعب حركة تجارة الأسماك مع ضيق مساحتها، وأصبحت تسبب تكدسًا وازدحامًا يؤثر على حركة السير فى المدينة، مؤكدين أن إنشاء المدينة السمكية المقترحة على أطراف الإسكندرية سيعمل على إنهاء هذا التكدس .

فى البداية أكد مراد السخاوى، عضو مجلس إدارة شعبة الأسماك بغرفة تجارة الإسكندرية، أن المشروع يعد خطوة أولى لعلاج العجز الذى تعانى منه المحافظة حاليًا فى توفير احتياجاتها من الأسماك، لافتًا إلى أن نجاح هذا المشروع من شأنه أن يعمل على تخفيض أسعار بيع الأسماك مع زيادة العرض وانخفاض تكاليف الإنتاج بزيادة حجم الاستزراع السمكى .

وأضاف السخاوى أن العجز فى أسواق الأسماك بالإسكندرية حاليًا، يبلغ %6 من حجم الاستهلاك، موضحًا أن المحافظة تعتمد فى الاستهلاك على الأسماك المجمدة بنسبة %10 ويتم تعويض باقى العجز من بعض الأسواق القريبة كدمياط والبرلس وكفر الشيخ .

وأشار إلى أن اختيار مدخل الطريق الصحراوى بالإسكندرية بالقرب من محرم بك لإقامة هذا المشروع، يرجع لندرة الأراضى بالمحافظة، مشيرًا إلى أن هذا المكان سيقلل من مشكلات الازدحام والتكدس الحالية التى أصابت منطقة حلقة الأسماك بالأنفوشى نتيجة زيادة عدد التجار وضيق المساحة المتاحة بها .

من جهته أكد عصام سعد أبوبكر، عضو مجلس إدارة شعبة الأسماك بغرفة تجارة الإسكندرية، أن مشروع مدينة سمكية مشروع طموح، لافتًا إلى أن الإسكندرية فى حاجة ماسة إليه فى الوقت الحالى لتوفير احتياجاتها من الأسماك .

وأضاف أبوبكر أن هناك عدة مقومات ينبغى التأكد من توافرها لضمان نجاح هذا المشروع، وأهمها وجود إدارة محترفة تدير المدينة بشكل جيد بعد انشائها، وتراعى العدالة فى التعامل مع تجار الأسماك .

وأوضح أن الإنتاج الحالى لمحافظة الإسكندرية لا يكفى ربع استهلاكها، مشيرًا إلى أن الأسواق داخل المحافظة تعتمد فى توفير احتياجاتها فى الوقت الراهن، على الأسماك من إدفو   وكفر الشيخ والبرلس والسويس ودمياط وبورسعيد ورشيد والمعدية .

وأكد أبوبكر أن إنشاء وتشغيل المدينة لن يكون له تأثير كبير على الأسعار، لافتًا إلى أن تلك المدينة سيستغرق تنفيذها وتشغيلها فترة زمنية طويلة، فضلًا عن حاجتها لمخصصات مالية كبيرة قد لا تكون متاحة حاليًا لتخدم المحافظة فى الاكتفاء الذاتى .

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الأسماك فى الوقت الحالى، يرتبط بارتفاع تكاليف الإنتاج وتدهور قيمة العملة المحلية، فى ظل ارتفاع سعر الثلج والسولار الذى تستخدمه السفن فى الصيد، علاوة على ارتفاع أسعار الأعلاف التى تستخدم فى المزارع السمكية .

من جهته أكد محمد عبدالعزيز جمعة، عضو مجلس شعبة الأسماك بغرفة تجارة الإسكندرية، أن الإسكندرية تأخرت كثيرًا فى إنشاء مدينة سمكية متكاملة رغم الأهمية النسبية التى تحتلها المدينة فى تجارة الأسماك، لافتًا إلى إنشاء مشروعات مماثلة تتضمن بورصات سلعية للأسماك فى محافظات كفر الشيخ ودمياط منذ سنوات، ووضعت تلك المحافظات على خريطة صناعة وتجارة الأسماك فى مصر .

وشدد على ضرورة تغيير فكر بعض تجار الأسماك والذين يطالبون بضرورة وجود أسواقهم بجانب موانئ الصيد، لافتًا إلى أن معظم تجارة الأسماك حاليًا تتم عبر السيارات ومن المحافظات المجاورة بعيدًا عن الميناء الشرقى .

وأوضح جمعة أن حلقة الأسماك الحالية بالأنفوشى، لم تعد تستوعب نشاط تجارة الأسماك مع صغر مساحتها، لافتًا إلى أنها تضم 20 تاجر جملة فقط .

وأضاف : أن التطوير الذى نُفذ فى عام 2005 أدى إلى تقلص مساحتها مع استقطاع جزء منها تمت اقامة مخازن عليه للتجار منذ سبعينيات القرن الماضى فى الحديقة الخلفية لها، موضحًا أن المهندسين والقائمين والمشرفين على تنفيذ المشروع رفضوا ضم هذه المساحة لها .

وأشار جمعة إلى أن مقترح المدينة السمكية إذا كان يقوم على إنشاء مدينة متكاملة من حيث الإنتاج والتخزين وأماكن البيع سيكون مشروعًا ممتازًا، لافتًا إلى انخفاض اعداد السفن التى تقوم بالصيد فى الميناء الشرقى حاليًا , وتدهور إنتاج الأسماك فى الوقت الذى أنشئت فيه بورصات للأسماك فى دمياط وكفر الشيخ .

وأوضح أن هذا المشروع يمثل لبنة أولى لإنشاء وتطوير صناعات سمكية متطورة للتعبئة والتغليف   بهدف التصدير، مشيرًا إلى أن هناك بعض أنواع الأسماك التى يتم تصديرها بسبب الطلب عليها فى الخارج وضعف الإقبال عليها فى السوق المحلية .

أعدته للنشر / دالياعمر