العوفي: نسعى الى استقطاب استثمارات جادة تحافظ على البيئة وتخدم المجتمع - تغطية: صالح بن محمد العزري:-- اوضح سعادة الدكتور حمد بن سعيد بن سليمان العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية ان السلطنة لديها برنامج طموح لتشجيع الاستثمار في مجال الاستزراع السمكي مشيرا الى انه تم فتح المجال للشركات الراغبة في الاستثمار لهذا المجال للتقدم بطلباتها وتقدمت عدد من الشركات الوطنية في هذا المجال خاصة الشركات التي لديها مستثمرون اجانب من ضمنهم شركات امريكية كبيرة وتم قبول طلبها بعد اجراء المراجعة اللازمة.
واوضح سعادته عقب رعايته حفل افتتاح حلقة تقنيات وفرص الاستثمار في مجال الاستزراع السمكي التي نظمتها وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في المديرية العامة للبحوث السمكية بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في السلطنة أمس بفندق كراون بلازا بالقرم ان آخر موعد لتلقي طلبات الاستثمار سيكون يوم 19 سبتمبر الجاري وعلى ضوء ذلك فان اللجنة الوزارية برئاسة معالي وزير الزراعة والثروة السمكية ستقوم بمنح التصاريح المبدئية للشركات المستوفية للشروط وفق المعايير والشروط التي وضعتها الوزارة.
واعلن حمد العوفي ان حلقة العمل التي تم افتتاحها امس تاتي من ضمن جهود الوزارة للاستثمار في القطاع السمكي في السلطنة وتم التنسيق لعقد حلقة العمل هذه بين الوزارة والسفارة الامريكية في السلطنة لتوفير عدد من الخبراء الامريكيين في هذا المجال لتقديم خبرة الولايات المتحدة في هذا المجال والاطلاع على نظرة عالمية حول الاستثمارات في الاستزراع السمكي ومساهمتها في ايجاد فرص العمل والأمن الغذائي وكذلك تنويع مصادر الدخل في الدول الساحلية، مشيرا الى ان هذه الحلقة جزء من منظومة البرامج التي بدأت العام الماضي والتي تم تدشينها في مؤتمر دولي في ديسمبر 2011م، وتلت هذا البرامج عدد من حلقات العمل في مختلف محافظات السلطنة للترويج للفرص الاستثمارية الواعدة.
واشار الى ان الوزارة تستقطب المستثمرين الجادين والاستثمارات التي ستحقق نقلة نوعية للسلطنة تكون محافظة على البيئة وتخدم المجتمع المحلي وتشغل القوى الوطنية وتقوم بتدريبهم، وبعد هذه الحلقة هناك برامج أخرى للترويج ونأمل تنفيذ الخطة الموضوعة حسب التصور الذي تم وضعه.
وعن عدد الدول التي تقدمت للاستثمار في الاستزراع قال ان هناك طلبا واحدا من شركة أمريكية والشركات العمانية التي لديها شركاء من خارج السلطنة من الصين والنرويج والمملكة المتحدة سواء للتمويل او الخبرة الفنية. وهناك كثير من الطلبات الا انها يجري فرزها من قبل لجنة فنية مكونة من خبراء من السلطنة ومن خارجها لتحليل هذه الطلبات، والوزارة تعتمد الطلبات المستوفية للاشتراطات للذين لديهم الخبرة المالية والفنية وكذلك في مجال الاستزراع السمكي وهذا ما يخص الاستثماري التجاري.
واضاف: نحاول الابتعاد عن موضوع حجز أراضي ومواقع بدون تنفيذ المشاريع موضحا ان اللائحة والاطار التنظيمي ودليل المستثمرين حدد الاجراءات والضوابط لهذا الموضوع. فاللجنة تتأكد من جاهزية المستثمر لتنفيذ المشروع خلال ستة اشهر من منحه التصريح التجاري والا سيسحب الموقع ويسلم لمستثمر آخر اذا لم يتم البدء في العمل وهذا شرط قانوني في اللائحة. ولا يكون هناك أي تهاون. موضحا اللجنة تفحص الطلبات وتتأكد من الشركة المتقدمة للمشروع ويتم مراجعة السيرة الذاتية لموظفي الشركة والمستثمرين.
واشار الى ان هناك برنامجا آخر لم يتم الاعلان عنه وما زال التركيز في البداية على الاستزراع التجاري وخلال الاسابيع المقبلة سنعلن عن الاستزراع لصغار المزارعين او التكاملي وهذا سيأخذ زخما وتم عمل حلقات عمل في محافظات مسندم وجنوب الباطنة ووستكون هناك حلقات عمل في باقي محافظات السلطنة.
وأكد سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي: ان الوزارة تشجع الاستثمار حيث ان لائحة الاستثمارات تشترط 70% من رأس المال أجنبي و30% للعماني، ولتشجيع الاستثمارات يمكن رفع النسبة الى 100% في بعض المشاريع التي لها بعد استراتيجي في السلطنة . مؤكدا انه لا بد من الشراكة مع المستثمرين العمانيين لنقل الخبرة والاستفادة من الشريك الاجنبي ولا نشجع الاستثمارات الاجنبية 100% ونحاول ان ندخل شركات وطنية للاستفادة من هذه البرامج وخاصة الشباب العماني الذين ينشأون شركات متوسطة يمكنهم ان يدخلوا في شراكات دولية في مشاريع ناجحة وهذا ما نروج له في الفترة المقبلة.
وحول الاصناف التي يتم تمويلها قال سعادته تم تحديد اصناف الاسماك التي يتم تمويلها بحيث لا بد ان تكون عمانية ولا نرغب في ادخال اي نوع ليس موجودا في البيئة العمانية بسبب الاثار البيئية المترتبة على هذه الموضوع والتركيز على الاصناف العمانية المتوفرة في المياه العمانية بالمئات من الانواع التجارية التي لها سوق دولي وهناك عدد كبير من الاصناف المطروحة في السوق الدولي للاستثمار مثل الجيذر والهامور والكوفر والصفيلح والروبيان والسكل ولاحقا الكنعد. فهذه الاصناف لها سوق رائد في جميع دول العالم الان وبحكم موقع السلطنة الاستراتيجي والجغرافي التي تتوسط العالم وقريبة من جميع الاسواق الدولية الواعدة مثل السوق الاوروبية والآسيوي والياباني والافريقي، وهذا يعطي السلطنة ميزة تنافسية كبيرة جدا مقارنة بالدول وكذلك موضوع الرسوم الذي تم وضعها فهي تنافسية بشكل كبير جدا حيث ان السلطنة تكون منافسة في الاستثمارات وتوفير التسهيلات ووضع الحصول على الترخيص ووضع برنامج لصغار المستثمرين.
تطوير القطاع السمكي
وقال الدكتور سعود بن حمود الحبسي مدير عام البحوث السمكية في كلمة له اثناء حلقة العمل أن السلطنة تزخر بالعديد من الموارد الاقتصادية وموقعها الجغرافي يؤهلها للعديد من الأنشطة الاقتصادية لطول سواحل السلطنة وتنوعها التضاريسي يساهم في إقامة مشاريع الاستزراع السمكي للمستثمرين سواء من داخل السلطنة أو خارجها وقد عملت الوزارة على تطوير القطاع السمكي لأهميته في توفير الغذاء وفرص العمل للقوى العاملة الوطنية إذ يصل عدد الصيادين إلى 36 ألف صياد وعدة آلاف من العاملين في المهن المرتبطة بالقطاع حسب إحصائيات الوزارة ومجال الاستزراع السمكي هي إحدى مجالات القطاع السمكي التي تعمل الوزارة على تطويره حيث نفذت الوزارة عددا من المشاريع العلمية والبحثية لتطوير الاستزراع السمكي والاستفادة من خبرات الدول الشقيقة والصديقة في هذا المجال بالإضافة إلى تقديم التسهيلات للمستثمرين لإقامة مشاريعهم الإنتاجية.
وأضاف الحبسي لقد عملت الوزارة وبالتعاون مع عدد من الجهات العلمية والبحثية من داخل وخارج السلطنة مثل: جامعة السلطان قابوس ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بتنفيذ دراسات علمية عن تطوير الاستزراع السمكي في السلطنة يشمل المواقع المناسبة للاستزراع السمكي والمقومات البيئية وموارد المياه وعوامل الجو . كما أعدت الوزارة أطلس خاص بمواقع الاستزراع السمكي في السلطنة كمرجع علمي مفيد للمستثمرين في هذا المجال. وهذه الحلقة هي احد الجهود المتواصلة للوزارة لتطوير مشاريع الاستزراع وللاستفادة من الخبرة الأمريكية في هذا المجال والاطلاع على أهم مشاريع الاستزراع السمكي المنفذة في الولايات المتحدة الأمريكية والتكنولوجيا المستخدمة فيها.
خبرات أمريكية
بعدها ألقى جوهان شماتزير القائم بأعمال السفارة الأمريكية في مسقط كلمة نيابة عن سعادة سفير الولايات المتحدة في مسقط قال فيها: إن مجال الاستزراع السمكي من المجالات ذات الأهمية على مستوى العالم وبصورة خاصة في إنتاج الغذاء وقد بدأ الاستثمار في مجال الاستزراع السمكي في الولايات المتحدة منذ فترة مبكرة وتمتلك الولايات المتحدة خبرة في هذا المجال وتتطلع للتعاون مع العديد من الدول في العالم التي تقوم بتطوير قطاع الاستزراع السمكي ذلك التعاون الذي يأخذ عددا من الأوجه فهناك التعاون العلمي والبحثي والتعاون في المجال الفني وتبادل الخبرات والمعارف في إقامة وتطوير مشاريع الاستزراع السمكي كما أن للشركات الأمريكية العاملة في هذا المجال باعا طويلا وقد أقامت فعليا شراكات مع العديد من دول العالم وفي مجال التعاون مع السلطنة فهناك مجالات واسعة والسلطنة تعمل بشكل متواصل لتطوير مجال الاستزراع السمكي وخلال الفترة القادمة سيتم تفعيل هذا التعاون وإتاحة الفرصة للاستفادة من التكنولوجيا المستخدمة في مشاريع الاستزراع وتأهيل وتدريب الكوادر البشرية والمختصين العاملين في مشاريع الاستزراع السمكي في عدد من المؤسسات العلمية والبحثية والفنية في الولايات المتحدة وكذلك زيارات الخبرات من الولايات المتحدة للاطلاع على مشاريع الاستزراع السمكي القائمة في السلطنة.
بعد ذلك قدم الدكتور فهد بن إبراهيم بن صالح العجمي المكلف بتسيير أعمال مركز الاستزراع السمكي محاضرة علمية عن الاستزراع السمكي قدم فيها شرحا وافيا عن تاريخ نشاط الاستزراع السمكي في السلطنة والمقومات الطبيعية والبيئية الخاصة بالاستزراع السمكي ومشاريع الاستزراع السمكي في السلطنة ولائحة الاستزراع السمكي التي أصدرتها الوزارة وجهود الوزارة لتطوير هذا المجال.
من جانبها قالت إرين يوزيس مساعدة الملحق الثقافي والاعلامي بالسفارة الامريكية ان الاهداف الاساسية للملحقة الثقافية والاعلامية بالسفارة هي دعم جهود السلطنة وتحقيق التعاون المشترك بين الدولتين في مجال البرامج الثقافية. وفي هذا الجانب يتم تعزيز من خلال استضافة خبراء امريكيين لعقد برامج مختلفة في السلطنة وايضا ابتعاث خبراء عمانيين الى الولايات المتحدة لنفس الغرض.
واضافت: سيتم التركيز على دعم جهود الجهات المعنية في السلطنة في المجالات التي تتطلب دعم لذلك وجدنا القطاع السمكي واعدا ومتطورا وذلك لأهمية القطاع السمكي للسلطنة. مشيرة الى التركيز على المجالات ذات اهمية للسلطنة فمثلا العام الماضي تم استضافة خبير في مجال السلامة المرورية تم تنفيذه بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية، وستنفذ في اكتوبر المقبل حلقة في مجال الامراض الوراثية في الدم ولهذا فالسفارة تنظر الى المجالات التي فعلا ذات اهمية كبرى للسلطنة.
حلقة مباشرة
وقالت إميلي شيفر مسؤولة القسم التجاري بدائرة الشؤون السياسية والاقتصادية بالسفارة الامريكية: من ضمن فعاليات البرنامج سوف يتم تنفيذ حلقة مباشرة ما بين الولايات المتحدة الامريكية عن طريق الدائرة المغلقة الثلاثاء المقبل وهذا نتاج تعاون سابق في مايو الماضي تم تنفيذ فعالية مماثلة في مجال معالجة المياه مثل مشروع حيا تم استضافة خبراء من الولايات المتحدة في هذا المجال. وكذلك في تطوير قطاع الاستزراع السمكي سيكون حلقة دائرة مغلقة تكون مباشرة للشركات من الولايات المتحدة الامريكية التي تهتم بالاستزراع السمكي والترويج له في السلطنة.
واشارت الى الاستثمار في السلطنة بالرغم من صغر السوق في السلطنة بالمقارنة مع الاسواق المجاورة الا ان فرص الاستثمار في السلطنة جدا واعدة نسبة الى الظروف المناخية المهيأة خاصة لرجال الاعمال الامريكيين بشكل كبير خاصة مع التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة التي عززت فعالية الاستثمار وايضا كذلك عززت ثقة المستثمر الامريكي للاستثمار في السلطنة لوجود قوانين تنظم الاستثمار في كافة المجالات.
وأوضحت إميلي شيفر انه بالرغم من وجود اتفاقية التجارة الحرة بين امريكا والسلطنة الا ان هناك جوانب كثيرة لا يعيها بعض المستثمرين من الجانبين ولهذا ارتأينا ان نعقد مؤتمر في الـ16 من اكتوبر المقبل بفندق الانتركونتيننتال سوف يحضره مستثمرون من الجانبين للتوضيح مدى الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة لان وجود الاتفاقية وبدون وعي بما فيها فيما يتعلق بالضرائب وكيفية التسجيل الشركات من الجانبين هذه الجوانب تفاصيلها غير متوفرة لدى الراغبين في الاستثمار والاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة لذلك نرى ان المؤتمر المقترح سيساعد في تعزيز فهم المستثمرين من كل الطرفين بابعاد وفوائد المتوقعة من الاتفاقية.
